أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى أن “عوامل عديدة داخلية وخارجية وإقليمية تداخلت وأدت إلى ولادة الحكومة في هذا الوقت، لكن لا يهمني صراحة الخلفيات التي أدت إلى تشكيلها بل المهم ماهية هذه الحكومة. وبغض النظر عن النوايا الجيدة لرئيسها نجيب ميقاتي وبعض وزرائها المحترمين، يبقى أن القوى الفاعلة وراء هذه الحكومة هي ذاتها من كانت وراء الحكومات السابقة منذ 5 و6 و7 و8 سنوات وهم من أوصلوا البلد إلى ما وصلنا إليه، لذلك لسنا متفائلين كثيرا بهذه الحكومة انطلاقا من هذا العامل، لكن ذلك لا يمنع من أنها إذا قامت بأي عمل جيد سنثني عليه ونساعدها أيضا”.
وأكد جعجع، في حوار عبر قناة “الحرة”، أن “موازين القوى الإقليمية والدولية، بالنسبة لنا، تكون إما عامل مساعد أو عامل معرقل لكنها لا تؤثر لا على طروحاتنا ولا مواقفنا السياسية، ولا اعتبر أن أميركا خرجت من المنطقة بل إنها تتبع سياسة مختلفة. ونحن لا نراهن على هذا الأمر أساسا، فسياستنا ثابتة ومبنية على مجموعة قناعات ومبادئ وارتكاز فكري وطني بامتياز منذ البدء لغاية اللحظة، وبالتالي، لا تتأثر سياستنا بكل هذه العوامل ومستمرون بها”.
وأوضح أن “مشروع القوات كامل لكل اللبنانيين منذ العام 2005 لغاية الآن، بل منذ انتهاء الحرب واضح جدا، وانخرطنا بعملية السلم بعد اتفاق الطائف، وبالتالي عملنا لكل اللبنانيين. وبرأينا، أنه إذا كان اللبنانيون بخير حكما سيكون المسيحيون بخير. وهذا هو مشروعنا الحالي والمقبل. أما في ما يخص الدولة المدنية، فنحن اليوم دولة مدنية باستثناء الأحوال الشخصية، وقانون الأحوال الشخصية عائد لكل شخص، والدليل أعداد اللبنانيين الذين يقصدون قبرص وغير دول في الخارج من أجل الزواج المدني. واليوم من يطرح الدولة المدنية هدفهم إلغاء الطائفية السياسية ويطرحونه وكأنه لإلغاء توزيع المناصب على الطوائف والمجموعات اللبنانية. ليس بهذه الطريقة يتم إلغاء الطائفية السياسية، ولإلغائها يجب البدء بإلغاء الطائفية. لولا وجود الطائفية في لبنان لما كان هناك الطائفية السياسية. وهذه الأخيرة هي انعكاس للطائفية الموجودة على مستوى المجتمع. وطبعا أنفي ما يقال عن أن مشروع القوات الفيدرالية والتقسيم، لكن ذلك لا ينفي أنه من ضمن اتفاق الطائف بندا بالذهاب إلى أبعد الحدود من اللامركزية”.
ورأى أن “حزب الله منسجم مع نفسه ومع ما يؤمن به، لكن يتعارض تماما مع حركة التاريخ. الاتحاد السوفياتي انهار بعد 70 سنة. كنت أتوقع انهيار الجمهورية الاسلامية بعد 15 أو 20 سنة، صحيح أنها أخذت وقتا طويلا لكن ذلك لا يعني أن لديها مقومات البقاء لأنها تمشي بعكس اتجاه التاريخ”.
وردا على سؤال، شدد جعجع على أن “البعض يعيرنا بها إلا أننا نفتخر بعلاقتنا، فالممكلة العربية السعودية أو جمهورية مصر العربية أو دول الخليج بشكل عام تشكل المساحة الإستراتيجية للبنان، وبالتالي نفتخر بعلاقاتنا بهذه الدول وعلينا جميعا كلبنانيين أن نعمل من أجل تعزيز علاقاتنا بهذه الدول بدءا من المملكة العربية السعودية مرورا بمصر ودول الخليج الأخرى وصولا إلى الدول العربية الأخرى عندما تستقيم الأمور فيها”.
وتابع: “المطلوب من الحكومة الجديدة سهل جدا، فهي تريد المساعدات من السعودية ودول الخليج وفي الوقت ذاته المكون الأساسي وراء هذه الحكومة هو حزب الله وحلفاؤه، من دون الدخول بأي تسميات لهذه الحكومة، وهذا أمر واضح باعتبار أن الحزب والتيار الوطني الحر وحلفاءهما لديهما أكثر من ثلثي الحكومة وبالتالي هم المؤثرون الأساسيون فيها، فكيف نريد من دول الخليج والدول العربية تقديم المساعدات ومد يد العون لنا والمكون الرئيسي في هذه الحكومة، أي حزب الله وحلفاؤه يعتمدون سياسات معاكسة تماما لسياسة هذه الدول؟”.
وأكد جعجع أنه “لن يتغير أي شيء، وهذا أمر طبيعي، فحزب الله لا يعتمد فقط سياسة تهدف إلى ضرب مصالح هذه الدول وإنما تصل إلى ضرب إستقرارها، فكيف تريدون منها مساعدة هذه الحكومة؟”.
وعما إذا كانت هذه الحكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات التي عجز عنها حسان دياب، قال: “علينا أن ننتظر لنرى لسبب بسيط وهو أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لديه نظرة في هذه الأمور ومصمم على تنفيذها، والسؤال يبقى إلى أي مدى سيسمح له تصميمه القيام بذلك في ظل وجود أكثرية كبيرة في مجلس الوزراء لديها اتجاهات أخرى؟ أتمنى أن تتمكن الحكومة من إقرار الإصلاحات لكنني للأسف أشك في تمكنها من القيام بذلك”.
وعن موقف الرئيس ميقاتي الذي عبر فيه عن حزنه إزاء استباحة السيادة عبر دخول صهاريج المازوت بالشكل الذي دخلت فيه، قال جعجع: “أريد أن أتناول هذا الموضوع بجوهره، أي جوهر مسألة النفط الإيراني. أولا، من أوصل الوضع إلى ما وصل إليه اليوم في أزمة المحروقات وغيرها من الشؤون الإقتصادية هو حزب الله وحلفاؤه، باعتبار أنه يجب ألا ننسى أنهم يمسكون بالسلطة منذ 10 سنوات. تذهب أوجه وتأتي أخرى إلا أنهم هم الممسكون بزمامها منذ حكومة الرئيس ميقاتي في العام 2011، وبالتالي هم من أوصلوا الوضع إلى ما وصل إليه لذا عليهم ألا يمننونا اليوم أنهم يقومون بفك الحصار، أي حصار يفكون؟ هل هناك بوارج حربية بريطانية وأميركية وفرنسية وأوروبية وأسترالية في عرض البحر تمنع وصول بواخر النفط إلى لبنان؟ المانع من استيراد المحروقات هو أنه لم يعد لدينا مال لدعم هذه المواد من الخزينة فيما كانت حكومة تصريف الأعمال المجرمة ترفض رفع الدعم، في حين أنها كانت عاجزة عن الإستمرار فيه مما أدى إلى فقدان هذه المواد، وبالتالي هم المسؤولون عن هذه الازمة”.
واستطرد: “لنفترض أنه كان لديهم نوايا حسنة في تحسين أوضاع الشعب اللبناني الذي هم مسؤولون عن إيصاله أساسا إلى ما وصل إليه، فما كان يجب أن يتم هو أن تقوم إيران بإرسال هذا المازوت الذي ترسله إلى الدولة اللبنانية. ولو أن بعض الأذكياء سينبري اليوم ليقولوا إن الدولة اللبنانية لا يمكنها أن تستلم هذه المواد بسبب العقوبات الأميركية إلا أن هذا الكلام غير صحيح، وفي هذا الإطار أود أن أذكر الجميع أن العراق يستجر الطاقة الكهربائية من إيران وقد عمدت الدولة العراقية الى الإستحصال على استثناء من الولايات المتحدة الأميركية من أجل ان تقوم بذلك. “بشارط” لو أتت إيران وقالت للدولة اللبنانية أريد أن أرسل لك، كما هو الواقع، سفينة أو سفينتين شهريا، واللتين لن تحلا الأزمة أبدا إلا أنه بالمؤكد كتر خيرن إذا بدن يمرقولنا هالكمية، كان من المؤكد أن المسؤولين اللبنانيين، الذين في المرحلة الماضية تخلوا تماما عن مسؤولياتهم، عمدوا إلى التواصل مع المسؤولين الأميركيين وقالوا لهم أنظروا إلى وضعنا كيف هو اليوم ونريد الإستحصال على استثناء من أجل استيراد المحروقات من إيران على ما حصل في العراق في موضوع الكهرباء والغاز المصري أيضا. إلا انه لم يحصل ذلك، وإنما عمدت إيران إلى إعطاء الكمية لحزب الله ليقوم بإدخالها بالطرق غير الشرعية والتهريب من أجل أن يحقق عبر هذه الكمية مكاسب حزبية وتقنية بدلا من حل أزمة الشعب اللبناني”.
وأوضح جعجع أنه “مع دخول المحروقات الإيرانية يحاول حزب الله اختراق جميع المناطق عبر إعطاء هذا 2000 ليتر وذاك 5000 ليتر والقيام بحملات دعائية، كالتي شهدناها مع مستشفى بشري الحكومي التي ادعوا أنهم قدموا لها المازوت في حين أن هذا الأمر غير صحيح والحقيقة أن المستشفى متعاقدة مع مقدم خدمات كأي مؤسسة أخرى ولا تعرف أساسا من أين يأتي بالمازوت من أجل تشغيل مولداته الكهربائية، وهو عمد إلى شراء مازوت أيراني، وهنا أشدد على شراء فقاموا بتسجيل هذا الأمر على أنه هبة لمستشفى بشري كما فعلوا في مناطق أخرى. لذا كل هذا الأمر يقع في إطار الخدمات الإنتخابية”.
واعتبر أن “مسألة المازوت الإيراني تحولت إلى عملية تدخل مباشر وسافر في السياسة اللبنانية الداخلية من قبل إيران وبالتالي الحكومة الجديدة مطالبة بإيجاد الحلول لهذا الأمر”.
وعما إذا كانت الحكومة الجديدة قادرة على القيام بأي شيء في ظل الصورة الإقليمية، قال جعجع: “الحكومة قادرة إذا أرادت القيام بأي شيء، وسقوط لبنان تحت سلطة حزب الله عبارة تعني أن هذا ما يريده الحزب وبالتالي هذا ما يريده حلفاؤه أيضا، ما يعني أن المسؤولية تقع أولا وأخيرا على حلفائه. من الطبيعي ان تبحث إيران عن مصالحها إلا أن ما هو غير طبيعي أن يعمد فرقاء لبنانيون، وحزب كالتيار الوطني الحر مثلا وأحزاب أخرى، ان تقوم ببيع السيادة اللبنانية ومنذ فترة طويلة من الزمن كرمى الحصول على مقاعد نيابية ووزارية أكثر وعلى مكاسب انتخابية أكثر”.
وعن تخوفه من العودة السورية إلى لبنان من باب السياسة الداخلية وكيف سيتعامل مع أي سلطة سورية جديدة، أكد جعجع أنه “بالمعنى الفعلي للكلمة لا وجود لسوريا في الوقت الراهن، باعتبار أن الموجودين بشكل أساسي في دمشق اليوم هم الإيرانيون وعلى أطرافهم يمينا وشمالا نجد الروس والأتراك والأميركيين وكل التأثيرات الأخرى، لذا لا يمكن الحديث عن دولة سورية لديها قرار حر وأكبر دليل على ذلك هو أن المفاوضات بالنسبة للأزمة السورية جارية دائما ما بين تركيا وإيران، وإيران وروسيا، وروسيا وإسرائيل فيما يجلس بشار الأسد “يفقي فستق” في “قصر المهجرين” الذي يجب أن يكون إسم هذا القصر على هذا النحو. إلى جانب كل هذا، إذا ما أردت أن أكون موضوعيا، فلبنان لديه مصالح وهو مجبر على التعاطي مع “قطاع طرق” موجودين في الشام في الوقت الحاضر، وعليه أن يتعاطى معهم على هذا الأساس، نحن بحاجة اليوم إلى أن نستجر الكهرباء يجب أن نحاول لذا ليقوموا بذلك، وأنا برأيي لم نر يوما أي شيء خير من ذاك المسمى النظام السوري، وبناء على تجربتنا إذا ما تمكنا من استجرار الكهرباء سيسرقون نصف الكمية ويتقاضون الخوات منا وستصل إلى لبنان بثمن أغلى بكثير من أي معمل آخر كان من الممكن أن نعمد لبنائه، ولو قمنا بذلك لكان اليوم قد شيد، سيكلفنا هذا الأمر تبعات إصلاح الأنابيب وإصلاح الشبكة في سوريا، هذا نظام قرصان وليس نظام دولة بالشكل المتعارف عليه، لذا من هذا المنطلق نحن حساسون جدا في مسألة التعاطي معه بناء على تجربتنا منذ 50 عاما حتى اليوم”.
وعما إذا كان لا يزال يطلق على هذا النظام إسم “نظام قرصنة الأسد”، قال: “طبعا، قرصنة ونص وأكثر من أي وقت آخر، أتمنى ان يقوم كل إنسان على هذه الكرة الأرضية يسمعنا بمراجعة التقرير الذي أصدرته “Human Rights Watch” عما هو حاصل مع اللاجئين السوريين الذين بنهاية المطاف هم مواطنون سوريون، كما مراجعة جميع التقارير الصادرة عن جمعيات حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وخارجها، الرسمية منها والخاصة، ليروا ما هي حقيقة هذا النظام، فكيف تعتقدون أنه سيتعاطى مع لبنان؟”.
وعن موضوع النيترات وإبراهيم الصقر وإقحام السفيرة الأميركية دوروثي شيا فيه، قال جعجع: “الفريق الآخر، فريق الممانعة والمقاومة وحلفاؤه، ضرب بمسائل عديدة. ضرب في “دعوستهم” على السيادة، وإدارة الدولة، والفساد، والسرقة، والتهريب ومئة أمر وأمر، والشعب نزل إلى الشارع بشكل تلقائي في 17 تشرين 2019 حتى إشعار آخر وقال الحقيقة التي يراها من دون أي مجملات وهذه الحقيقة هي التي عرت الفريق الآخر الذي وجد نفسه غير قادر على الرد فتحول كل همه ووضع كل جهده في محاولة تعرية الآخرين، وبالتحديد حزب القوات اللبنانية باعتبار أنها أكثر مجموعة لا تزال صامدة في وجهه. وهنا أريد التوقف قليلا عند كل مسألة آل الصقر، سمعنا جميعا عن العديد من الذين ضبط لديهم محروقات مخزنة وعددهم 40 أو 50 تاجرا، هل يعرف أحد إسم أي شخص من هؤلاء غير ابراهيم الصقر؟ الإسم الوحيد الذي ضجت فيه وسائل الإعلام ولا تزال تضج. إبراهيم الصقر عضو في حزب القوات وانتسابه معلق في الوقت الراهن حتى إشعار آخر، لنرى ما ستكون نتيجة التحقيقات، ضبط لديه مخزون من البنزين ويتم التحقيق في المسألة وهذه هي القصة برمتها”.
وردا على سؤال عما إذا كان إبراهيم الصقر موجودا في معراب، قال جعجع ساخرا: “على فريق الإعداد بعد انتهاء المقابلة التفتيش عنه ليروا إذا كان موجودا هنا. من المعيب إطلاق كل هذه الأكاذيب”، مضيفا “إبراهيم الصقر مواطن لبناني ينتمي إلى حزب القوات وانتسابه معلق حتى انتهاء التحقيقات وإن كان قد قام بتخزين البنزين فعليه تحمل مسؤولية نفسه”.
وعن المستفيد من اتهام الصقر بالنيترات، قال جعجع: “المستفيد في الوقت الراهن التكتل الذي نواته حزب الله من جهة والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، الأول لأسباب مبدئية مباشرة والثاني لأسباب مصلحية غير مباشرة، هما المستفيدان ويحاولان تركيب تركيبات خارج القضاء، فعلى سبيل المثال ما نتج عن التحقيقات في قضية النيترات هو ان مثله مثل كل النيترات الزراعي الموجود إلا أن الحملات الإعلامية سيقت على أنه من نيترات المرفأ وما إلى هنالك. لقد تناوب على ملف التحقيقات في انفجار المرفأ محققان عدليان حتى الآن، فهل تبين مع أي منهما من قريب أو بعيد أن أحدا من القوات اللبنانية له علاقة بهذا الإنفجار؟ بالطبع لا إطلاقا. لذا إذا ما أتت مجموعة إعلامية خبيثة وفاجرة قامت بتركيب قصة ما فهذا لا يعني أن هذه القصة أصبحت حقيقة، ليقوموا بتلفيق الأخبار قدر ما يشاؤون لأنه في نهاية المطاف، نشكر الله على أنه لا يزال هناك حد أدنى من الدولة اللبنانية وتقوم بالتحقيقات، خصوصا الآن عند الجيش اللبناني، ومهما كانت نتيجة هذه التحقيقات ليتصرفوا على أساسها”.
وردا على سؤال عن توصيفه السابق للأزمة على أنها تقف عند مشكلة “قوم بوس تيريز”، قال جعجع: “لا ليست الأزمة وإنما جزء كبير من أزمة رئيس الجمهورية هو أنه يريد أن يضع كل الناس عند جبران باسيل والأمور لا تزال كذلك، وهناك عدد كبير من الأمور التي تحصل اليوم مردها محاولة عون أن يؤمن الولاية من بعد لجبران باسيل إلا أن هذا الأمر لا يمكن ان يحصل ولن يحصل أبدا”.
وعن المواجهة الكبيرة بين القوات والتيار وانحسارها ما بين القوات وحزب الله، قال جعجع: “هذا الأمر غير صحيح، نحن لدينا مواجهة سياسية كبيرة عناوينها الرئيسية هو أننا نريد قيام الدولة اللبنانية، في حين أن طبيعة وجود حزب الله ونوعيتها وتصرفاته يمنع قيامها، من الجهة الثانية نحن نريد أشخاصا قادرين على إدارة الدولة وهذا الأمر ليس سهلا أبدا، ومن الجهة الثالثة نريد أشخاصا نزيهين لا يقومون بسرقة الدولة. هذا هو مشروعنا السياسي في الوقت الراهن، ومن أكثر من يعمل ضد هذا المشروع هما حزب الله والتيار الوطني الحر. التيار هو نقطة ارتكاز حزب الله في الداخل أي مشروع ضرب الدولة، ومن الناحية الثانية رأى الجميع كيفية طريقته لإدارة الدولة وفي هذا المجال لا أريد أن أقول شيئا وإنما جميع اللبنانيين رأوا هذا الأداء، كما أنهم يدركون تماما ما هو حاصل لناحية الفساد. لذا مواجهتنا للتيار تأتي في صلب وسياق مواجهتنا السياسية الكبيرة وليس بمعنى الخصومة مع التيار الوطني الحر، وأكبر دليل على ذلك هو الفرصة الكبيرة التي أعطيناه إياها منذ العام 2015 حتى بداية ال2017 لكي تصطلح أموره قليلا ويقوم بالتصرف بالشكل المطلوب”.
وشدد جعجع على ان “معركتنا السياسية بشكل عام تكبر، وليس فقط مواجهتنا مع التيار قبيل الانتخاب، فعلى سبيل المثال مواجهتنا في بعلبك – الهرمل ليست مع التيار الوطني الحر وإنما مع حزب الله مباشرة، في حين أن مواجهتنا في بعض المناطق ستكون مع بعض من يطلقون على أنفسهم أهل البيوتات السياسية وهم عمليا من الممكن أن يكونوا جيدين على الصعيد الشخصي إلا أنهم بطريقة مقاربتهم للسياسة لا بقدموا ولا بأخروا”.
وعما إذا كان يتخوف من تطيير إنتخاب المغتربين، أكد جعجع أنه “لا يتخوف إطلاقا من هذا الأمر، باعتبار أنه لا يمكن لأحد مصادرة حق اللبنانيين المنتشرين بالإقتراع أيا تكن الأسباب”.
وردا على سؤال عما إذا كان صحيحا أن “حزب الله” أبلغ باسيل أنه ليس مع اقتراع المغتربين، قال جعجع: “هذا ما سمعت به، والضجة تصدر عن تلك الأوساط أنه يجب عدم إشراك المغتربين في عملية الإقتراع لأن الحزب لا يمكنه ترشيح أشخاص في الخارج، وهذا الأمر يخص حزب الله ونتيجة سياساته هو ولا يمكنه تحميل نتائجها للشعب اللبناني والمغتربين، لذا هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا”.
وعن مسألة تهديد المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، وعما إذا كان قد وصلته معلومات عن أن سبب زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا لقصر العدل هو الضغط لإقحام “القوات اللبنانية” في هذه القضية ولماذا لم يذكر بيان “القوات”، الذي أدان تهديد المحقق، “حزب الله” بالإسم، قال جعجع: “في بعض الأحيان لا لزوم لذكر الإسم، فالجميع مدرك من قام بالتهديد، واحيانا الأمور متى زادت نقصت، ومفعولها يصبح أقل، وهذا لا يعني أنه كلما أصدرنا بيانا يجب أن نذكر حزب الله. ولكن دعينا من كل هذه الأمور، ما أود أن أوضحه هو أنه لو كان لدى جماعة حزب الله القليل من الحياء بمجرد صدور خبر التهديد، لكانوا استحوا كثيرا. لماذا تقومون بتهديد المحقق العدلي؟ ما أدراكم بما هو فاعل في التحقيق؟ هل أصدر قراره الظني؟ إن عمل المحقق كله من أجل إصدار هذا القرار، لماذا لا ننتظر إلى حين إصداره هذا القرار من أجل اتخاذ الموقف مع عمله؟ إذا لم تعجبكم النتائج التي توصل لها يمكنكم توكيل 50 محاميا للطعن بقراره باعتبار أن هذا القرار الظني سيسلك مساره إلى المجلس العدلي المشكل من أكبر 5 قضاة في لبنان وإذا ما كان جميع هؤلاء متآمرون فعندها لا هم المتآمرون وليس القضاة”.
وردا على سؤال عن كيفية وصفه وجود وفيق صفا في قصر العدل، قال: “غير مقبول، فهو لو حضر من أجل دعم القضاء لا مشكلة في ذلك إلا انه إذا حضر لتهديد القضاء على ما هو عليه هذا القضاء فهذا الأمر غير مقبول. وفي هذا الإطار لا يظنن أحد أننا مسرورين جدا بهذا القضاء، وفي هذا الإطار يقولون إنهم يحاولون زج إسمنا في مسألة النيترات في حين أنهم يحاولون القيام بأمور كثير، لذا يهمني أن أبرز هذا الموضوع، لقد القي القبض على إبراهيم الصقر مع شخص آخر في الجرم نفسه وتم توقيفهما في نفس الوقت. قام محامي الصقر بتقديم طلب لإخلاء سبيله ورفض وكذلك فعل محامي الشخص الآخر وأتاه أيضا القرار بالرفض، فقاما معا بتمييز القرارين أمام الهيئة الإتهامية فأخلي سبيل الشخص الآخر وأبقي على احتجاز الصقر، وهذه عينة صغيرة عن القضاء الحالي لذا لا يعتقدن أحد اننا مغرومون بالقضاء الحالي الذي تشوبه ثغرات عديدة إلا أن جل ما نقوله هو دعوا هذا القضاء يعمل في الأماكن التي يعمل فيها. كما أن تهديد محقق عدلي أمر غير مقبول على كافة المستويات”.
وعما إذا كان يتخوف من “تطيير التحقيق”، فأجاب: “طبعا، لذلك سنبقى نتابع بشكل حثيث هذه القضية، وفي هذا الإطار قمنا بتقديم سؤال للحكومة الجديدة عما ستقوم به إزاء التهديد الذي وجه إلى المحقق العدلي”.
وردا على سؤال عما إذا كان يتخوف من عمليات اغتيال جديدة، قال: “لا أعرف إذا ما كانت حليمة ستعود إلى عاداتها القديمة. لا أعرف. بما يتعلق بالتحقيق العدلي فالمؤشرات الإعلامية الموجودة منذ شهرين أو ثلاثة لا تطمئن، ف(الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله يطل للكلام عن المعادلات الإستراتيجية “ويا لطيف” من اليمن إلى إسرائيل إلى الولايات المتحدة، ليعود للكلام عن المحقق العدلي أنه منحاز. ما ادراك سيد حسن أنه منحاز هل تجلس معه خلال قيامه بالتحقيق؟ أنتظر حتى صدور القرار الظني لترى ما هي النتيجة”.
وردا على سؤال عما إذا عادت “حليمة لعادتها القديمة” فهل يتخوف من عملية اغتيال أو استهداف أمني تطاله، قال جعجع: “أنا أفترض كذلك بشكل دائم ولهذا السبب أتصرف على هذا الأساس”.
وعما يقال عن أن هم “القوات اللبنانية” الوحيد هو الانتخابات النيابية المقبلة وليس هم وطن، قال: “يا عين، فلماذا نحن نخوض الانتخابات النيابية؟ ولنفترض أنه كما يقولون من أجل الانتخابات الرئاسية، باعتبار أن هذا مسار طبيعي لقوة سياسية كحزب القوات اللبنانية إلا أن كل هذا لماذا نقوم به؟ الجواب هو لتحقيق مشروعنا السياسي، اما بالنسبة لمن يعودون إلى انتخابات ال2005 ويدعون أن الأكثرية لم تتمكن من القيام بأي شيء نتيجة سطوة السلاح فهذا غير صحيح باعتبار أن الأكثرية ما بين 2005 و2009 قامت بتجميد الوضع ووقفت في وجه هذه السطوة ولهذا السبب شهدنا 20 عملية ما بين اغتيال ومحاولات اغتيال وهذا مرده إلى فعالية تلك الأكثرية إلا أنه للأسف ما بعد 7 أيار 2008 فضل البعض الجلوس جانبا وتباعا بدأ ينفرط عقد هذه الأكثرية، وهذا لا يعني أبدا أنه إذا ما كان لدينا الأكثرية لا يمكننا القيام بأي شيء، لا بل أكثر من ذلك إذا ما كان لدينا أقلية محترمة ومتراصة مع بعضها البعض يمكنها أن تقوم بالكثير ولسنا بحاجة لأكثرية كاملة”.
أما بالنسبة للمسؤولية الوطنية على الجميع في تحمل تبعات الإنهيار الحاصل وليس الرهان على الإستفادة من أخطاء الآخرين من أجل الذهاب إلى الانتخابات النيابية بشكل أقوى، قال جعجع: “لم أفهم هذه النظرية فهل لأننا كنا موجودين مجلس النواب منذ العام 2005 حتى الآن نتحمل المسؤولية شأننا شأن من كانوا ممسكين بالسلطة بشكل كامل؟ بالطبع لا وهذا مفهوم خطئ. الجميع يدركوا أننا كنا موجودين في مجلس النواب بشكل دائم وكنا نمثل شعب مناطقنا وأكبر دليل على أنه عندما وجد قانون إنتخابي عادل ويؤمن صحة التمثيل ضاعفنا تمثيلنا في مجلس النواب، وأصبحنا 14 أو 15 نائب مع حلفائنا واليوم نحن 13 نائبا، أما بالنسبة لمجلس الوزراء فنحن وجدنا ما بين العام 2016 والعام 2019 والجميع شهدوا لأداء وزرائنا وأثنوا عليه. أما بالنسبة لمضاعفة كتلتنا وعدم تمكننا من تحقيق الخرق المطلوب فهذا مرده لأننا نشكل 13 نائبا من 128 نائبا”.
وردا على سؤال عن توقعاته لحجم تكتل “الجمهورية القوية” ما بعد الانتخابات المقبلة، قال: “بغض النظر على الأحجام فسيكون هذا التكتل فعالا، إلا أن الأهم من الاحجام هو كبداية حرمان الفريق الآخر من الأكثرية. وانني لا أعرف أين هم حلفاؤنا السابقون إلا أنه من المؤكد أننا سنخوض الانتخابات مع شخصيات مستقلة من التي تقبل أن تكون بالمواجهة السياسية باعتبار أننا لم نعد نريد شخصيات لا تريد الدخول في مواجهات، فهناك من يريدون أن يصبحوا نوابا فقط ليدخلوا ويجلسوا على الكرسي ومسايرة الجميع”.
وردا على سؤال حول تموضع الرئيس سعد الحريري ورئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، قال: “لا أعرف، لديهما مقاربات لكيفية حل الأزمة الحالية مختلفة جدا عن مقاربتنا، فنحن نعتبر أن الحل يكمن بالمواجهة السياسية الواضحة إلا أنهما يعتبران أن الحل يكمن في ترتيب الأوضاع بالتي هي أحسن، ونحن لا نر أنه يمكن أن ترتب الأوضاع بهذا الشكل”.
وعن العلاقة مع الحريري، قال: “لا علاقة”. ومع وليد جنبلاط، قال: “بالحد الأدنى، هذا لا يعني أن الكلام مقطوع فنحن نتكلم ولكن المقاربات مختلفة والتموضع مختلف”.
وردا على سؤال عن رأيه بما يُسمع عن أن سعد الحريري استقال من السياسة الداخلية، قال جعجع: “لا أعتقد أنه قام بذلك”.
وعن حضور الثورة في الانتخابات المقبلة وعما إذا كانت “القوات” ستعقد التحالفات مع هذه الثورة، قال: “نحن جزء أساسي من هذه الثورة، أما بالنسبة للثورة فهل من الممكن أن يقول أحد لي ما هي المبادئ التي تقوم عليها هذه الثورة لنرى إذا ما كنا يمكن أن نتواصل معها أو لا. أما بالنسبة لحضور الثورة في الانتخابات المقبلة فنحن نتمنى ذلك. فهناك من يطرح أنه لن يتغير أي شيء في حال جرت الانتخابات وهذا الطرح ليس في مكانه أبدا لأنه عندها يكون الشعب اللبناني استقال، باعتبار أنه إذا ما كانت ستأتي نتيجة الانتخابات مشابهة لسابقاتها بالرغم من كل ما مر به هذا الشعب فعندها لا حول ولا قوة إلا بالله وعندها لن يكون باستطاعتنا القيام بأي شيء. وهنا يجب علينا أن نميز بشكل كبير ما بين الثورة كثورة وبين المتكلمين باسمها والذين نصبوا أنفسهم على أنهم هم الثورة وليست الثورة هي من نصبتهم وأكبر دليل على ذلك أتمنى ان يقوموا ساعة يشاؤون بالدعوة لمظاهرة أو تجمع أو أي شيء لنرى ما هو حضورهم”.
وعما إذا كان حزب “الكتائب اللبنانية” وبعض الشخصيات الأخرى من ضمن الثورة أم لا، قال جعجع: “من الممكن أن يكونوا من سياسة الثورة إلا ان كل واحد منهم يمثل نفسه على قدر ما هو عليه، ولا أحد يمكنه أن يتكلم باسم الثورة على ما يحاولون القيام به”.
وعن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال: “على المستوى الشخصي العلاقة دائمة طبيعية وهناك ود إلا انه على المستوى السياسي هناك فروقات كبيرة لا تبدأ مع قانون الانتخابات ولا تنتهي مع كيفية إدارة الدولة، مرورا بموضوع المقاومة باعتبار أننا لسنا مع هذه النظرية أبدا”.
وردا على سؤال عن كيف يتوجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” إلى المجتمع الدولي والدول العربية للوقوف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة المفصلية، قال جعجع: “الأمر بسيط جدا، فعلى خلاف ما يدعوا إليه الكثير من السياسيين اللبنانيين أنا لا أريد منهم أن يرسلوا لنا الدولار ولا مساعدات ولا مساعدتنا في المصارف، اللبنانيون قادرون على الإنتاج من اليوم حتى السنة المقبلة مثل اليوم، ما نريده هو الضغط على إيران من أجل إخراج نفوذها وسحب يديها إلى خارج لبنان، وهذا هو الأمر الوحيد الذي يمكنهم خدمة لبنان به”.
وعما إذا كان قادرا على “تطبيق المشروع الذي تنادي به القوات اللبنانية في ظل سيطرة حزب الله على البلاد”، قال: “نعم، لأنه لا يمكن لأحد إجبار الشعب اللبناني على الإقتراع باتجاه معين. لا يمكن لأحد قمع الشعب اللبناني بشكل كلي، فنظام سوري طويل عريض لم يتمكن من القيام بذلك، لذا أقل الإيمان أن يترجم في الصندوق ما رأيناه في الشارع، فالمواطن اللبناني نادى ضد حزب الله والسيد حسن نصرالله والكثير من الشخصيات. الشعب اللبناني قادر في صناديق الانتخابات على التغيير خصوصا في لبنان في ظل وجود مندوبين وأحزاب وفرقاء ووسائل إعلام ومراقبين دوليين لذا لا يمكن لأحد مصادرة الانتخابات إطلاقا إلا أنه يجب على الشعب اللبناني تحمل مسؤوليته”.
وردا على سؤال عما يقوله ل”التيار الوطني الحر” وجمهوره خصوصا في ظل ما نشهده اليوم من محاولة شيطنة “القوات اللبنانية”، قال جعجع: “إن هذه المحاولة ليست بجديدة وهي بدأت في الثمانينات مع صعود الرئيس المؤسس بشير الجميل، وبدأها وقتها مجموعة القوى التقدمية الوطنية لأنه وقف في وجههم ولا تزال مستمرة، ومن تبنى هذه المسألة بشكل كبير جدا في ما بعد هو أجهزة المخابرات السورية وهي “ربها” في هذا المجال وكأنهم كانوا يجلسون هم وجوزيف غوبلز في نفس الغرفة وعلمهم إياها، ومن أخذها عن المخابرات السورية وغوبلز هو الجنرال عون والتيار الوطني الحر ولا يزالون يستمرون بها منذ ذاك الحين حتى يومنا هذا. وفي هذا الإطار أعتقد أن الجنرال عون وحده أصبح باستطاعته فتح جامعة في هذا الخصوص ليلم كل الآخرين، باعتبار أن الجميع يذكر كيف أنه في العام 1988 كان هناك مقاومة لبنانية “قد الدني” ورأوا ما كانت فاعلة فهي الوحيدة التي كانت محافظة على منطقة حرة في لبنان. أتى الجنرال وصورها على أنها ميليشيات وتهريب حشيشة وما إلى هنالك وأمعن في شيطنتها حتى ضاعت المنطقة الحرة وضاعت كل الدني، وعاد بعدها ليصور نفسه على أنه المنقذ والإصلاح والتغيير والسيادة والوطنية ورأينا “شو طلع منو” لذا النتيجة هي أنه “أشطر واحد” ما بين كل من ذكرتهم هو الجنرال عون وفريقه وهنا بطبيعة الحال لا أقصد أبدا جوزيف عون”.
وعن رأيه ب”استعمال شعار استعادة حقوق المسيحيين لشيطنة فريق مسيحي أساسي”، قال جعجع: “ليس فقط شيطنة فريق سياسي مسيحي، أكثر من أضر بمصالح المسيحيين وبوجود هذا البلد هو عهد الرئيس ميشال عون”. وعن تلخيصه لهذا العهد، قال: “عهد الخراب والوباء”.