قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في تصريح أنّه “يمكن اعتبار أن ما شهدناه بالأمس في الطيونة هو ميني 7 أيار، وإنما هذه المرة 7 أيار مسيحي”، وقال: “كان لا بد من نوع من 7 أيار عند المسيحيين تحقيقاً للهدف الذي هو حتى هذه اللحظة إقالة أو “قبع” القاضي طارق البيطار، على ما أحبوا تسميتها، وتحديداً من أجل قتل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وليس أبداً لأي سبب آخر شخصي ضد القاضي البيطار”.وأضاف: “نحن لدينا في الحزب شخص يلعب دور صلة الوصل بين الأجهزة الأمنية وبيننا واسمه عماد خوري، لذا اتصلت به وقلت له أنه على ما هو ظاهر هناك تظاهرة ستنطلق من الضاحية باتجاه قصر العدل، وهذا حق طبيعي لكل لبناني، لذا تواصل مع قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، وقل لهم أنهم يعرفون تماماً الحساسيات التقليديّة الموجودة بين عين الرمانة والضاحية واطلب منهم أن يكون التواجد العسكري في تلك المنطقة كثيف فنحن يهمنا جداً أن تمرّ التظاهر كتظاهرة من دون أي مساس بالسلم الأهلي باعتبار أن هذا السلم الأهلي يهمنا جداً جداً”.وأردف: “قام خوري باتصالاته وعاد واتصل بي وأبلغني أنه سمع من قيادة الجيش على أنهم أخذوا كل الاحتياطات اللازمة وهم على وعي تام لهذه النقطة وسيقومون بنشر مجموعات عسكريّة عند كل مفترق طرق من الطاحية باتجاه عين الرمانة. كذلك، أبلغني خوري أيضاً أنه سمع التطمينات ذاتها من قوى الأمن الداخلي، وهذا الأمر حصل ليل الأربعاء وليس أبداً كما يكذبون اليوم ويقولون إننا خططنا ونزلنا قبل يوم من المظاهرة وما إلى هنالك”.
وتابع جعجع: “يقولون إن المتظاهرين كانوا يمرون في المنطقة إلا أن مجموعات من “القوّات اللبنانيّة” تعرّضت لهم وهذا خطأ تماماً، فخط سير التظاهرة هو: الضاحية – دوار الطيونة – بدارو – العدليّة، وهنا أريد أن أطلب من جميع وسائل الإعلام ومن المحققين سؤال الجيش الذي كان موجود”.
وقال: “اسألوا الجيش لكي نرى أين وقع الحادث الأولي، باعتبار أن هناك حادثة أوليّة حصلة وثم عادت لتقع المشكلة في مكان آخر تماماً وأنا لا أعرف أين وكيف، والجميع رأى مجموعات الناس التي خرجت من الضاحية حيث كان البعض فيها مسلحاً وآخرون غير مسلحين. التظاهرة كان خط سيرها الضاحية – دوار الطيونة – بدارو – العدليّة إلا أن الحادث وقع في أحد أزقة عين الرمانة قرب مدرسة الفرير”.
وتابع: “نحن على الأرض، وهذا أمر صحيح، فنحن في كل المناطق التي لدينا وجود فيها فنحن موجودون فيها ولا نغيب عن أي مسألة، وهنا يجب ألا ينسى أحد ما بين عين الرمانة والضاحية من أحداث سابقة. نحن لدينا مراكزنا في المنطقة وفي حالات كهذه بطبيعة الحال يقوم الشباب بالتجمع في هذه المراكز وهذا أمر طبيعي، وخصوصاً في منطقة كعين الرمانة التي تعرّضت أكثر من مرّة وهم مستنفرون “وطاحشين” ويعزمون المرور على أطرافها”.
وقال: “من الطبيعي أن يتواجد الجميع في المنطقة، إلا أن الكلام عن خط إمدادات وإنتشار عسكري فهذا غير صحيح أبداً و”ما في شي منو”، والتواجد لم يتعد الوجود الطبيعي للشباب في أحيائهم. أما بالنسبة للكلام عن القناصة فالجيش اعتقل قناصة ليقل لنا من هم ومن أين أتوا”.
وأضاف جعجع: “بدأوا أولاً بتكسير السيارات الموجودة في المحيط فاصطدموا بالأهالي وهناك حصل الحادث الأول إلا أنه ليس الحادث الأولي الذي أوقع الضحايا التي وقعت، فهم لم يحاولوا فقط الدخول إلى المنطقة وإنما بدأوا التكسير ومحاولة دخول البيوت وهذا أمر ظاهر في الكاميرات”.
وأردف: “حاولوا الدخول من المفترق الثاني فعاد وصدهم الجيش إلا أنهم عندما وصلوا إلى المفترق الثالث كان قد كبر عددهم وأصبحوا نحو 200 شخص وكان يقف عند هذا المفترق 3 أو 4 عناصر من الجيش فهجموا عليهم ورموهم جانبا وهذا الأمر واضح تماما في الفيديوهات وموثّق، ودخلوا باتجاه عين الرمانة التي حصلت فيها الحادثة”.
وتابع: “ينبرون للكلام والفلسفة عن أن ما حصل هو كمين للمظاهرة، وهذا الأمر غير صحيح إطلاقاً، وليس “القوّات اللبنانيّة” من قامت بالدفاع عن المنطقة وهنا أعود لأؤكد على هذه النقطة بالذات، كل أهالي عين الرمانة قاموا بذلك”.
وأردف: “قبل أن يطلق أي رصاص كان قد سقط 4 جرحى من عين الرمانة، قبل أن يسقط أي قتيل أو جريح من الجانب الآخر الذي أتأسف جداً على سقوطهم ومن يتحمّل مسؤوليّة ما حصل لهم هم قياداتهم التي جرّتهم إلى هذا المكان بالذات”.
وتابع: “يمكن وزير الداخليّة بسام المولوي أن يقول ما يشاء فأنا لا أعرف من أطلق النار على من وإذا ما أصابه في كتفه أو في رأسه. ليجروا التحقيقات اللازمة ليكتشفوا ما حصل. اللهم أن يقوموا بالتحقيق من جميع الجهات، وليس على ما حصل ليل الأمس واليوم”.
وقال: “أتأسف على أن مديريّة المخابرات تقوم باستدعاء أشخاص من عين الرمانة. هؤلاء كانوا يجلسون في منازلهم ومنطقتهم، لا بأس استدعوهم ولكن الأولى استدعاء من أتوا للتعدي عليهم، لأنه الأصح استدعاء المعتدي قبل المعتدى عليه”.
وأردف: “أنا أعرف هذه المنطقة بشكل جيّد، فأنا عشت فيها على مدى عشر سنوات. عين الرمانة، بالرغم من كل حجمها هي “ضيعة” فإذا ما دق الجرس عند البريد أو حصل أي أمر باتجاه فرن الشباك فكل العالم تهب وتنزل من بيوتها ويقصدون مكان الحادث. الجميع يدرك كيف تكون الأمور في “عين الرمانة” لذا أتصوّر أن نعم كان هناك شباب من “التيار” و”الكتائب” وكل المعنيين في المنطقة كانوا موجودين”.