الكاتب هادي زعرور
صحيفة عربية تقول بالخلاصة ان الاسرائيلي يحضر لحرب على لبنان، وان المخطط قائم على استهداف واسع لقيادات الحزب من خلال هجوم محدد بهدف الاغتيال (لن نعيد ما قالته الصحيفة).
برأيي ان الصحيفة بحاجة ماسة الى البحث عن مصادر صادقة او تفهم قليلا في الامور العسكرية لان وما ورد في المقالة برأيي خاطئ كلياً ومشبوه لعدة أسباب.
أولا اسرائيل لا تجرؤ على هكذا هجوم حتى ولو كان مباغتا خاصة ان قيادات الصف الاول للحزب لا تجتمع في مكان واحد الا نادراً ونادراً جداً. وان اجتمعت فانه هناك لدى الحزب أنظمة “انذار مبكر” تعلمه بوجود هجوم للطائرات الاسرائيلية وشيك وبناء عليه يقوم باخلاء اي مكان لاي اجتماع. هذا دون حتى الحاجة الى نقاش فكرة ان الحزب لديه كما لدى كل الدول في العالم خطة محكمة لادارة الامور في حال فقدان الاتصال مع القيادة، ان بسبب اغتيال او غير ذلك. ولهذا فان الاغتيال تقريبا لا قيمة عسكرية له لان المقاومة لا تعتمد على شخص واحد ولا حتى عدة اشخاص. المقاومة يديرها عدد كبير من القيادات الكفوءة القادرة على ادارة الحرب في كل الاحوال.
واظن ان المقالة غاية في السذاجة لانها تتعاطى مع حزب الله وكأنه حزب مبتدئ لا يعرف تقدير الامور او لا يعرف ان العدو الاسرائيلي خداع. هذا في موضوع الاغتيالات. والفكرة القائمة على ان الحزب سيسمح ومن خلال خطأ ما لاسرائيل بالفرصة لاسهداف قياداته.
اما موضوع الحرب، فان قامت اسرائيل هي بالضربة الاولى كما تفترض الصحيفة فانها بذلك تكون خدمت حزب الله خدمة العمر كما يقول اللبنانيون. لان المقاومة تنتظر الفرصة لتلقين العدو درسا لن ينساه، ووفي هذه الحرب سيرى العدو ما لم يره من قبل من ناحية المفاجات من جهة ومن ناحية توسع دائرة الحرب بشكل لا يمكن لاحد ان يتخيله الان.
فالحرب المزعومة هي فرصة للمقاومة لهزيمة اسرائيل في حرب لربما تكون الاخيرة. وبما ان هذه الحرب قد تكون فرصة فلا أعلم كيف يمكن ان يكون الحزب متشائماً منها كما أوردت الصحيفة. اما امكانية نشوب الحرب هذا الصيف فهي غير معلومة وتتعلق بحماقة اسرائيل على ارتكاب هكذا خطأ.
وفي كل الاحوال في حال الحرب او عدمها، فان المقاومة في أعلى درجات الاستعداد العسكري والمعنوي وحتى المادي لمواجهة حرب طويلة الامد وتنتظر الفرصة لسحق هيبة الجيش الاسرائيلي الى الابد. اما الجيش الاسرائيلي فهو ليس مستعدا ولن يكون يوما ما مستعد لمواجهة ما تحمله المقاومة في جعبتها من مئات الالاف من الصواريخ البعيدة المدى برؤوسها ذات السعة المتفجرة العالية التي تطال كل الكيان الصهيوني، وطائراتها المسيرة التي تعد ايضا بالالاف، وصواريخها المضادة للدبابات، والمدمرات، والطائرات، وجنودها الذين يفوق عددهم المئة الف. وكل ما تجهزه المقاومة منذ اكثر من 13 عاما، لهذه الحرب التي تعلم انها قادمة لا محالة.
برأيي يجب ان لا يستخف احد بالمقاومة، لان الله فقط هو من يعلم حجم القوة الموجودة لدى حزب الله اليوم.