أكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أنّ “حزب الله” أحبّ وضع كلّ قصّة عين الرمانة عندنا، لكننا بكلّ صراحة لم نكن مستهدفين”، موضحاً أنه “لا بدّ من العودة إلى جوهر ما حصل لمعرفة ماذا يحصل. لسنا نحن من كان مستهدفاً، بل من كان مستهدفاً هو التحقيق في قضية مرفأ بيروت. بكثير من البساطة”.وفي حديث صحفي، لفت جعجع إلى أنه “قبل يومين من أحداث 7 أيار 2008، في 5 أيار، عقد اجتماع حكوميّ، اتُخذت فيه قرارات ليست لمصلحة “حزب الله”. في 14 تشرين الأول 2021، حصلت أحداث كان مقدّراً لها أن تكون كأحداث 7 أيار، لكنّها فشلت لأنّ الجيش تدخّل هذه المرّة بشكل حاسم. وقبل يومين من أحداث 14 تشرين، عقد اجتماع لمجلس الوزراء بعكس ما كان يُريده “حزب الله”. هذا ما يختصر الصورة في كليّتها”.
وأشار إلى أن “حزب الله” يقول منذ أشهر على لسان أمينه العام حسن نصرالله إنّه لا يريد المحقّق العدليّ، ويتّهمه بالتحيّز والتسييس وتشكيل فتنة؛ لجأوا أوّلاً إلى الأساليب القانونية وطلبات الردّ وكفّ اليد، ولم ينجحوا. ثمّ اتجهوا إلى تهديد مباشر عبر نزول وفيق صفا إلى العدليّة، ولم ينجحوا. ثم دعا نصرالله إلى اجتماع الحكومة لإيجاد حلول، فاجتمعت ولم تجد له حلّاً”.
ورأى أنه: “بقي عند “الحزب” بعد ذلك حلٌّ وحيد بالذهاب إلى ما قاله إنّه اللجوء إلى الوسائل الأخرى في حال لم تنجح الوسائل القانونية والسياسية. ما هي الوسائل الأخرى؟ التخطيط لمظاهرة من الضاحية إلى العدلية. تمرّ الطريق بالقرب من عين الرمانة. يدخل فرع من هذه المظاهرة بأسهل ما يكون إلى عين الرمانة فيكسّر ويقتل حتى اجتماع الحكومة واتخاذ القرار الذي يريده”.
وتمنى “على الجميع مراجعة شرائط وسائل الإعلام الموجودة، حيث تحوّلت التغطية من مظاهرة إلى أحداث الطيونة – عين الرمانة. منذ اللحظة الأولى، بدأ تكسير السيّارات والمحالّ والاعتداء على المواطنين وبعض العسكريين”، مذكّراً بأن “أول 4 جرحى سقطوا كانوا من شباب عين الرمانة، ثم حصل الاشتباك، وتدخّل الجيش، وحصل ما حصل. تالياً، لم تكن القوات محور الحدث على الإطلاق، بل “حزب الله”، بما كان خطّط له ويحاول القيام به”.
إلى ذلك، اعتبر جعجع أن “حزب الله” أحبّ أن يضع كلّ الدور لدى القوات، هذا من لطفه ومحبّته. لكنّه فعلياً كان كلّ الدور لديه في الأحداث التي حدثت، والتي تستمر حنى اللحظة، حيث يبقى محور الحدث، باستثناء الأزمة مع دول الخليج، بالتحقيق في انفجار المرفأ”.
وشدد على أنهم لم بتحسّبوا عسكريا قبل المواجهة، “لكن ما حصل قبل يوم في 13 تشرين الأول أن مئة رسالة صوتيّة انطلقت عبر مواقع التواصل من مسؤولين في “حزب الله” و”أمل” ينادون باستنفار عام والبقاء في مراكزهم وعدم الذهاب إلى الجنوب والبقاع. ومن جملة من سمعوا الرسائل الصوتيّة أهالي عين الرمانة. ويعلم الجميع الحساسيّات – للأسف – الأكثر من تاريخية بين عين الرمانة والضاحية. تأكّدوا أن هذه الرسائل خطيرة. أنا أيضاً أنصت إليها، فاتصلت بمسؤول العلاقة مع الأجهزة الأمنية في القوات عماد خوري، وطلبت إليه أن يتواصل مع قيادات الأجهزة الأمنية وتكثيف حضورهم لأنه لا يفترض أن تحصل أيّ مشكلات”، موضحاً أن “كثر سمعوا هذه الرسائل من جهة عين الرمانة، وكانوا يضعون أيديهم على قلوبهم تخوّفاً من أن يحصل شيء. من هذا المنطلق، ترقّبوا ماذا سيحصل انطلاقاً من التجييش الحاصل. لكنّه في مقابل كلّ المسلّحين من جهة “حزب الله” و”أمل”، هل هناك من لديه صورة لمسلّح واحد من جهة عين الرمانة؟ لا أحد استطاع التقاط أيّ صورة، لأنّه لا يوجد مسلّحين، بل أشخاص يجلسون أمام منازلهم تحسّباً لما حصل”