أوضحت المصادر ان “لبنان يسبح «عكس التيار» في ظل التوافقات الخليجية – السورية والتقارب الاماراتي – الايراني والاماراتي – التركي، وكشفت المعلومات عن زيارة وفد اماراتي كبير الى طهران برئاسة مدير المخابرات الاماراتية الامير طحنون بن زايد منذ يومين، («الديار» اشارت للزيارة منذ اسبوعين)، في موازاة وفد الى تركيا، هذا بالاضافة الى لقاءات علنية بين مسؤولين سعوديين وسوريين، حتى ان وزير الخارجية التركي نقل للمسؤولين اللبنانيين اجواء تركية جديدة بالنسبة للملف السوري ستنعكس على الاوضاع في ادلب، رغم ان موقف الدولة السورية الواضح والحاسم لجهة الانسحاب الاميركي – التركي اولا من الاراضي السورية قبل البحث بأي ملف”.
وتابعت المصادر ان “التوافقات لم تنعكس على لبنان نتيجة الموقف السعودي الرافض لاي تفاوض مع حزب الله والعمل على اضعافه وتشليحه الاكثرية النياببة، وهذا امر من رابع المستحيلات ان يتحقق، «ومن يعش ير»، وما عجزت عن اخذه اميركا و»اسرائيل» بالحرب الكونية لن تستطيع ان تأخذه الرياض بالضغوط والحصار”.
وأضافت ان “ابواب الحل مقفلة في لبنان، وهذا ما سيفاقم الازمة المعيشية، وقد تتدحرج الاوضاع الى انفجار اجتماعي وزوال مرتكزات الدولة، وهذا ما يفرض تحركات خارجية لتليين الموقف السعودي، وربما دمشق الوحيدة القادرة على لعب هذا الدور والتدخل، فلماذا لا يقرع المسؤولون ابواب العاصمة السورية وطلب المساعدة، وهذا هو الطريق الوحيد للدولة حاليا في ظل التخلي العربي عن لبنان”.
وتابعت ان “كل المسؤولين العرب الذين زاروا بيروت شجّعوا الرؤساء على الانفتاح على دمشق، حتى ان هناك اجماعا عربيا، باستثناء قطر، داعم لاعادة تلزيم الملف اللبناني لسوريا سياسيا دون عودة جيشها، كونها الوحيدة القادرة على اعادة التوازن الى لبنان وارضاء الجميع، فسوريا حمت المقاومة وفي نفس الوقت لزّمت رفيق الحريري الموضوع المالي، وعاش البلد «البحبوحة» الكبرى رغم الصراعات في المنطقة، فهل يبادر المسؤولون الى التحرك واخذ المبادرة عبر طلب المعونة السورية؟ والا فان البلد مقبل على ازمة طويلة، تؤكد المصادر، كون تمسك البعض بسياسة « عنزة لو طارت « سيجر على البلد الويلات، و»الانكى» ان البعض ايضا بدأت «تدغدغه « التسريبات والتحليلات عن متغيرات كبرى ليست سوى» احلام ليلة صيف»، وصولا الى تبني سياسة «الغالب والمغلوب» نيابيا والقدرة على «ليّ» ذراع حزب الله، وهؤلاء ساذجون جدا، وموازين القوى تبدلت جذريا في المنطقة عن عام ٢٠٠٥، فايران مرتاحة، والجيش السوري استعاد عافيته، وحماس في عز قوتها، ومن راهن على اميركا وانتصر في كل ساحات العالم؟”.
واكدت المصادر، في النهاية التسويات تكون مع الكبار، و»الكومبارس» لهواة الادوار الصغيرة، علما ان واشنطن والرياض، وحسب التسريبات والمعلومات يرفضان اي تعامل نيابي مع سعد الحريري ويدعمان خيار تسويق وترشيح نواف سلام في بيروت لقيادة قوى التغيير مع جعجع والمجتمع المدني الذي سيخوض الانتخابات بلوائح موحدة في كل لبنان. وسيعقد في الايام القادمة اجتماع في اقليم الخروب لمنظمات المجتمع المدني في منطقة الجبل لوضع اللمسات الاخيرة على اللائحة الموحدة، وبالتالي فان سعد الحريري خارج الرهانات السعودية، في ظل معاومات عن انزعاج سعودي من اللقاء الاخير في الامارات بين الحريري ووفد «اللقاء الديموقراطي» كون «رفع الحظر» عن الحريري لم يصدر بعد، ومن يريد الانضمام للحلف السعودي – الاميركي عليه ان يوقع على وثيقة المجتمع المدني التي ستعلن قبل الانتخابات وعنوانها « لا لحزب الله في لبنان ومن سيكون معنا عليه الانخراط في مواجهة حزب الله». فهل يقدر الحريري وغيره على هذا الخيار؟
رضوان الذيب – الديار