كتبت ليليان حمزة:
أحيانًا، أحاول عزل مشاعري عن المنشورات المتداولة على مواقع التّواصل الإجتماعي، وألتزم عدم التعليق،
لكن أكتر ما آلمني اليوم هو تباهي غالبية الشّعب اللبناني بذكرى حرمانه من الجنسيّة الفرنسية. كم هذا معيب!!
أولاً، المستعمر لا يعطي الجنسيّة، بل يُخضع الشّعب لأوامره ويتحكّم بمصيره، وينهب خيراته ومقدّراته، ويفرض شروطه كقوّة حاكمة على هذه البقعة الجغرافية.
ثانيًا، إن كنتم تخجلون من هويتكم، أودّ أن أخبركم أنّنا كلبنانيين نعتزّ بجنسيتنا؛ نحن أبناء الأرض التي انجبل ترابها بدماء الشّهداء والتّضحيات. وعندما كنا نهاجر إلى كافة أصقاع الأرض، كانوا يحترمون قدراتنا الفكرية والعلمية وإنتاجيتنا الضّخمة. لقد قدمنا لكافة الدول، بينما معظم الدول كانت داخلة باللعبة الكبرى خدمةً للاستعمار.
ثالثًا، المنشورات تعبّر عن طبيعة كثر يتلذّذون ببقائهم تحت جزمة المستعمر.
رابعًا وأخيرًا، صحيح استقلالنا منقوص اليوم، لكن ليس بسبب حرماننا من الجنسيّة الفرنسية، بل لأن المستعمر جلب أدواته ليحكمونا من العثماني إلى الفرنسي والبريطاني والإسرائيلي.
مشكلتنا ليست ببلادنا، بل بحكّامنا، الذي أعطيناهم على مدى عقود صك انتداب، وجاء الوقت لندفع ثمن الإقطاع السياسي.
لذلك، كل من يرغب بالجنسية الفرنسية أو غيرها، بلاد الله واسعة، لكن يجب أن تعلموا أن الأجنبي لا يعطيكم جنسيته مجانًا دون شروط. لبنان جنّة على الأرض وعلينا مسؤولية النّهوض به ومحاسبة المجرمين في صناديق الإقتراع.
لذلك، إن بقيتم تتسكّعون على أبواب السّفارات، فعلى الوطن السّلام.. لن تبنوا وطنًا ولم تحترمكم الأمم.
وكل عيد استقلال وأنتم بخير