بالامس عندما كان السيد نصرالله ينفى ما نشر عن لسانه في صحيفة الرأي الكويتية قال ( حتى بعض الأصدقاء الأعزاء بعضهم من الكبار ايضا يعني تأثر بمضمون المقالة وكتب مقالات) .
فاذا بعشرات الاتصالات بالأمس تقول لي لقد ذكرك السيد نصرالله، لاني الوحيد الذي رد على مقال الراي الكويتية وكلام عبد الباري عطوان بمقال مؤثر جدا تحت عنوان: “عبد الباري عطوان مزق ارواحنا بمقاله عن احتمال استشهاد السيد نصرالله، وكان قبلها مقال ايضا.
بعيدا ان كنت انا المقصود او غيري فانه لشرف كبير لا يناله الا كل ذو حظ عظيم ان يذكره السيد نصرالله، وهذا الذكر وهذه المرتبة هي أمانة ومسؤولية عظيمة تزيد صاحبها عزيمة وإيمان وثقة واصرار بأن يبق في خندق المواجهة والدفاع عن سماحة السيد نصرالله والمقاومة حتى الرمق والكلمة الأخيرة،.
وهذا الكلام قلته لسعادة النائب الدكتور ابراهيم الموسوي عندما كان مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله ٢٠١١ حين تسلم مني الدرع التكريمي الذي قدمته لسماحة السيد نصرالله حفظه الله.
ولكن لماذا أكتب الان هذا الكلام،
اولا من باب التنبيه الذي طالب به السيد نصرالله أنه علينا التنبه لما ينشر وخاصة بالصحف الخليجية.
ثانيا: ان يذكر السيد نصرالله كاتب واحد بعيدا من هو يعني بانه يقول للمنظمة الصهيونية العالمية والإدارة الأمريكية، ان الايحاء باني معزولا عن العالم وغير قادر على متابعة كل ما يكتب وينشر عني، هي محاولة فاشلة لتيئيس الكتاب المقاومين من اجل افراغ الساحة الاعلامية لاعداء المقاومة ونهجها.
ثالثا: جميعنا نذكر بعد عام ٢٠٠٦ وانتصار المقاومة على العدو الاسرائيلي، كيف رفعت صور السيد نصرالله في ملايين المنازل والمؤسسات العربية والاسلامية وتظاهرات التأييد الشعبي وما رافقها من دعم مالي ومعنوي. وكانت بعض المدارس في العديد من الدول العربية تضع صورة السيد نصرالله بجانب صورة رئيس الدولة، مما خلق حالة وعي عند الجيل الجديد لصورة قائد الامة المقاوم.
وقد فهمت المنظمة الصهيونية العالمية أن إسرائيل خسرت وأمريكا فشلت بقهر وهزيمة حزب الله فتم تطبيق مخطط جهنمي خطير ومرعب لاسقاط صورة وهالة السيد نصرالله.
يقوم المشروع على أربعة نقاط اساسية.
١- عزل المقاومة طائفيا من خلال القول أنها شيعية امتدادها ايراني.
٢ – محاصرة المقاومة ماليا.
٣ – شيطنة المقاومة ووصمها بالارهاب والأعمال الاجرامية،
ونحن نشاهد يوميا أن هذه النقاط الثلاث مطبقة بحرفيتها، فالاعلام الطائفي البغيض أصبح أكثر انتشارا وهناك الفتاوي التي تحرم التقارب او دعم حزب الله اضافة ان الاعلام العالمي الذي لا هم له الا شيطنة الحزب فان القي القبض على مجرم من المريخ ينسبه لحزب الله، والعقوبات مطبقة،
وما بقي الا النقطة الرابعة وهي
٤ – النيل من هالة وصورة السيد نصرالله
وعند المخطط الرابع شعرت المنظومة الصهيونية والإدارة الأمريكية بالعجز من النيل من مكانة سماحته بسبب عظمة مصداقيته حتى بين اعدائه، فوضع مخطط خاص لضرب مكامن قوة السيد نصرالله عالميا، لانه بحال بقيت صورة السيد قوية يعني بأنه لا تاثير للعقوبات المالية، لان محبين السيد سيستمرون بالتبرع والدعم للمقاومة مما يشكل فشل وانهيار للمخطط برمته.
لذلك لا تستغربوا هذا الكم الكبير من المقالات المضللة والتي تصوب بطريقة مركزة ودقيقة على السيد نصرالله والمقاومة.
من هنا كتبت قبل سنوات عن اقوى سلاح يمتلكه حزب الله هو صورة السيد نصرالله، كان هدف مقالي للفت النظر لما هو قادم على حزب الله.
ولاسقاط صورة السيد تم تطبيق:
١ – الحجب الاعلامي وهذا الأمر حصل فاليوم المنار محظورة ومصنفة وغيرها من القنوات وأيضا كل من يضع صورة او خبر للسيد على الفيس بوك يتم حظره.
٢ – حصار كل كاتب متمكن يكتب عن السيد والمقاومة ايجابيا من خلال حظر مقالاته والعمل على استهدافه كما يتم استهداف اي قائد عسكري ميداني بالمقاومة، بل بطريقة أعنف لان بنظرهم الكاتب يخوض يوميا الف معركة ويغير فيها الالوف من الآراء المعادية للمقاومة.
لذلك تعتبر الكتابة والنشر دفاعا عن المقاومة في اكثر من دولة جريمة عظيمة يعاقب عليها بأشد العقوبات.
٣ – تقديم الدعم المالي والاعلامي ومنح الهدايا والجوائز الدولية لكل من يكتب ضد المقاومة وسيدها.
وها نحن نسمع يوميا عن دول وسفارات وملوك وأمراء ورؤساء يكرمون كتاب فقط لانهم على خصومة مع المقاومة وسيدها ويغدقون عليهم الهدايا والأموال بقرار من منظمات عالمية تعرف أن ما تقوم به سيظهر ان الكاتب الذي ضد نهج المقاومة يعيش في النعيم والالقاب، بينما الكاتب المدافع عن المقاومة يعيش بحالة حصار اعلامي، مما سيدخله حتما بحالة من إلاحباط وربما ينسحب من ميدان المعركة، وهكذا مع انسحاب كل كاتب مقاوم يحتل مكانه كاتب عدو للمقاومة.
فلا تستغربوا أن كثيرين نقلوا أقلامهم من القيم الى القمامة من اجل المال الوفير، لان الكاتب المقاوم أصبح شبيه بلاعب كرة القدم الذي يعمل قبل الظهر بالأشغال الشاقة وبعد الظهر مطلوب منه الفوز بكأس العالم.
لذلك كلام السيد نصرالله بالامس هو دقيق للغاية، ويشكل منعطفا جديدا في الصراع، بان كتاب المقاومة هم جزء أساسي بمعركة الصمود ونشر ثقافة المقاومة.
بالختام اتمنى انشاء جائزة السيد نصرالله وان تكون دولية لتشكل حافزا والهاما تخلق انعكاس إيجابي للغاية، وخاصة أن هذه الامور تجعل الكتاب يتنافسون فيما بينهم للكتابة بابلغ واجمل وأدق الكلمات عن المقاومة وسيدها، وهو شكل من أشكال المقاومة.
بقلم ناجي امهز