الرئيسية / مقالات / “ما بدملك إلّا قديمك”….وضع كارثي يخيم على الأسواق اللبنانية!

“ما بدملك إلّا قديمك”….وضع كارثي يخيم على الأسواق اللبنانية!

 

 

كتبت زينة عبود في نداء الوطن:

 

لا حركة ولا بركة في الأسواق هذا الميلاد! فالدولار المتراقص على خشبة السوق السوداء لم يترك ملّيماً واحداً في جيب المواطن الذي متى دخل متجراً، سرعان ما تحوّل الى آلة حاسبة بما أن البضاعة مسعّرة بالدولار المتحرّك، وإذا ما صادفت وسُعّرت بالليرة اللبنانية “فَونَسَ” الزبون من كثرة الأصفار.

في جولة على متاجر ألبسة الأولاد، الأسعار حقاً صادمة بالمقارنة مع الرواتب المتهاوية والقدرة الشرائية المتدهورة لدى اللبنانيين، فالتسعيرات كلّها بالدولار وتراوح سعر الكنزة مثلاً ما بين 15 و24 دولاراً، البنطال ما بين 20 و30 دولاراً، التنورة لا تقل عن 20 دولاراً وما فوق، والفساتين فاقت الـ35 دولاراً فيما لا معاطف للأطفال بأقلّ من اربعين دولاراً. ناهيك عن الأحذية الشتوية التي لا تقلّ أسعارها عن 23 دولاراً وما فوق.عليه وفي عملية حسابية سريعة يتبيّن أن كلفة إلباس ولد واحد تقارب المئة دولار بالحدّ الأدنى أي ما يزيد عن مليونين و500 ألف ليرة لبنانية! كلفةٌ باهظة جداً وتفوق الميزانية المرصودة لدى أكثرية العائلات، فلنتّجه الى متاجر الـ”أون لاين” حيث التشكيلة واسعة وأوفر بنزيناً. الأسعار هنا تقدّر بنحو 25 دولاراً على الأقل للفساتين، الكنزة ما بين 12 و28 دولاراً، البنطال لا يقلّ سعره عن 15$ وما فوق، والتنورة تتراوح ما بين 13 و17دولاراً. أما الجاكيت فتتجاوز أسعارها الثلاثين دولاراً. ما يعني أن إجمالي كلفة الملابس “أون لاين” تقدّر بخمسة وخمسين دولاراً على الأقل للولد الواحد، تُضاف اليها كلفة الحذاء التي لا تقلّ عن 15 دولاراً. ليصبح المجموع سبعين دولاراً كحدّ أدنى، أي باللبناني مليون ونصف المليون!هذه كلفة إلباس ولد واحد فما هي حال العائلات التي تضمّ ولدين أو ثلاثة أو أربعة وأكثر؟صحيح ان التسوّق أون لاين بات أوفر من المتاجر لكن مع ذلك تبقى الأرقام خيالية، فأي بدائل أمام الأمّهات لعدم إفساد فرحة بالعيد؟

تحاول رندة جاهدةً أن توفّق ما بين ميزانية العائلة المتواضعة ومتطلبات طفليها في الأعياد المجيدة. الخطوة الأولى كانت نبش الخزانة وانتقاء ملابس تتناسب مع العيد، بعدها قصدت السوق واشترت بعض الأكسسوارات للقيام بإضافات على الملابس القديمة بغية تجديد رونقها “لا أريد أن أرى الحزن في عيون أطفالي لذلك سأجدّد الثياب القديمة بطريقتي الخاصّة.. لأن العيد بالنسبة للأولاد هو ملابس جديدة وليس فقط ألعاباً”.

فيما فضّلت جومانا وهي أمّ لثلاثة أولاد، اعتماد تقنية “التطنيش” فتجاهلت موضوع الملابس ريثما يسأل أولادها عن الموضوع، لتشرح لهم الواقع المادي الصعب الذي يمرّون به كعائلة، وتقول “جمعت صوراً من الانترنت لثياب وفساتين مع أسعارها الباهظة كي أطلعهم عليها علّ ذلك يساعد في إقناعهم من دون ان يحزنوا” وهي تتوقّع ان يتقبّلوا الموضوع نظراً الى أعمارهم التي تزيد عن تسع سنوات.

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …