كتب نادر حجاز في موقع mtv:
لا يبدو أن ما خرج به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معلناً اقرار الموازنة يتطابق مع أجواء مجلس الوزراء ومبدأ التكافل والتضامن الحكومي، في ظل بعض أصوات الاعتراض التي صدرت في الداخل، اضافة الى أن الموازنة لم تُطرح على التصويت أصلاً. هذا اضافة الى طرح اقتراحات لم تأخذ حيزا من البحث والاعلام وقد تكون أجدى من الرسوم والضرائب التي ستطال جميع اللبنانيين وتساوي بين الفقير والغني.
وزير المهجرين عصام شرف الدين تحدث لموقع mtv عن مداولات جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس، والتركيز على بند الدولار الجمركي، أي عملياً “دولار الرسوم”، والذي يسري ليس فقط على الجمارك انما على الاتصالات والتسجيلات العقارية وغيرها، كاشفاً أن الموازنة التي أجريت للأسف تبيّن أنها قامت على دولار منصة “صيرفة”، ما يعني رفع الرسوم ١٤ ضعفاً مقارنة مع السابق، الأمر الذي لا يتحمله المواطن وضد مصلحة الطبقة الفقيرة وهي الطبقة الأكبر في لبنان.
شرف الدين طلب الكلام في الجلسة معترضاً، حيث سجّل تحفظه على الدولار الجمركي بسعر “صيرفة”، متمنياً ان لا يزيد عن مبلغ ١٠ الاف ليرة، مقترحاً بديلاً يساعد على تخفيض الدولار الجمركي.. فما هو هذا البديل؟
يضيف شرف الدين: “اقترحت اقرار ضريبة تصاعدية هي ضريبة التضامن الاجتماعي وهذه فكرة قديمة لكنها لم يُبت فيها، والتي تُفرض على الايداعات النقدية والثروة النقدية وليس على الممتلكات والأراضي والشقق، وبالتالي تطال الأغنياء الذين يملكون مبالغ مليون دولار وأكثر”، مستطرداً “لقد أجرينا دراسة وتبين ان مَن يملك بين مليون و٢٠ مليون دولار يدفع ضريبة ١ في المئة، أي مَن يملك مليون دولار يدفع ١٠ الاف دولار لمرة واحدة، ومَن يملك اكثر من ٢٠ مليون دولار يدفع ١.٥ في المئة، الأمر الذي يخلق مداخيل كبيرة ترفع تغذية الكهرباء ٨ ساعات اضافية لمدة سنة وتخفض الدولار الجمركي وتساعد بسد العجز”، رافضاً تحميل الخسائر للمودعين.
اقتراح الضريبة هذه لم يؤخذ بعين الاعتبار، بعدما كان الهدف من طرحها هو ادخالها في موازنة ٢٠٢٢ لخفض الدولار الجمركي، ولكن كان مصيرها مقبرة اللجان حيث أحالها الرئيس ميقاتي الى لجنة تبحث فيها من ضمن خطة التعافي، ضمت نائب رئيس الحكومة ووزراء المال والعمل والمهجرين.
وهنا يعلّق شرف الدين: “نحن حكومة انقاذ وخطة التعافي نريدها اليوم والمواطن لم يعد يحتمل. وأنا مستمر وسأناضل في هذا الموضوع ولن أسكت”.
إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فيضيف شرف الدين: “كان من المفترض اقرار الموازنة في جلسة الاثنين ولكن استغربنا خروج الرئيس ميقاتي واعلان اقرار الموازنة وغالبية الوزراء لا علم لهم بذلك، والموازنة لم تُطرح على التصويت”، مضيفا “الثلاثاء سيكون هناك جلسة وسنتحدث في الموضوع فنحن وزارة متكاملة ومجلس الوزراء يجب ان يأخذ القرارات بالاجماع”.
وعما إذا تمت احالة الموازنة الى مجلس النواب، قال شرف الدين: “لا يجب أن تتم إحالتها ونحن كوزراء لم نبت فيها بعد”.
وفي ظل الحديث عن الموازنة وتعزيز الواردات وتخفيض النفقات، شدد شرف الدين على ضرورة إقفال وزارة المهجرين وتحويلها إلى وزارة تنمية ريفية، الأمر الذي سينعكس ايجاباً على المواطن كما خزينة الدولة، مؤكداً أن اقتراح تحويل الوزارة إلى وزارة تنمية ريفية سيطرح على طاولة مجلس الوزراء قريباً.