سبب تصاعد حدة التصريحات الألمانية ضد روسيا
صرّح بوتن مسبقاً بأنّ انهيار الاتحاد السوڤيتي أكبر حدث (كارثي)في القرن العشرين، والسبب الذي عجَّلَ انهيار السوڤييت هي أوكرانيا، لأن الاوكرانيين صوّتوا بالانفصال عن الاتحاد السوڤييتي عام1991، و بعد فترة انهار الاتحاد ووقّع الرئيس غورباتشوف على إنهاء الاتحاد السوڤييتي
من هنا نفهم أنّ مطلب بوتن الأساس في الضمانات الأمنية الخطية التي طلبها من الناتو وتم رفضها هي أن يعود الناتو لحدود ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، وسوف لن يقف بوتن عند حدود أوكرانيا بل سيتقدم بجيشه ولن يتوقف إلّا على حدود جغرافية الاتحاد قبل الانهيار عام 1991
ومن هنا نفهم السبب الرئيسي لتخوّف الألمان وقلقهم من بوتن وحدة تصريحاتهم، لأن ألمانيا نصفها كان ضمن الاتحاد السوفيتي قبل انهيار جدار برلين المسمّاة بألمانيا الشرقية.
” كيف ستكون نهاية الحرب؟ ”
هناك احتمالين لسيناريو نهاية الحرب في أوكرانيا:
١- السيناريو الأول هو نجاح التفاوض الذي يلبي شروط روسيا بشأن حياد أوكرانيا مع ما يعنيه من تنازل غربي صريح بشأن الضمانات الأمنية التي تطلبها روسيا وهذا السيناريو في حال حصوله يعني بداية إعادة هندسة الأمن في أوروبا مستقبلا، وهو سيفتح شهية روسيا لإعادة بحث الأوضاع الأمنية في دول البلطيق ودول أوروبا الشرقية بأكملها. نظرا للتصعيد الغربي الهستيري في وجه روسيا يبدو هذا السيناريو مستبعدا وهو الاحتمال الوحيد الذي يحافظ على أوكرانيا ككيان سياسي موحد.
٢- السيناريو الثاني هو فشل التفاوض الروسي الغربي مع ما يعنيه من تقسيم أوكرانيا. من يراقب التحركات العسكرية الروسية يعلم أن روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم، تحول بحر آزوف اليوم إلى بحيرة روسية مغلقة، كما أنها تسعى للإمساك بكامل الساحل الأوكراني المطل على البحر الأسود مستفيدة من ديموغرافيا المدن الأوكرانية المطلة على البحر الأسود والتي تقطنها غالبية روسية.
هذا يعيد إلى أذهاننا المناورات العسكرية الأخيرة التي أجراها الناتو في البحر الأسود والمرور الاستفزازي للسفن الحربية العسكرية الأميركية والبريطانية إليه عبر تركيا.
تاريخيا فشل كان الغزو البري لروسيا يفشل بسبب جغرافيا البلد الكبيرة ومناخه البارد، وفي ظل عجز روسيا والصين عن مجاراة القوة البحرية الأميركية فإن إغلاق الموانئ الأوكرانية على هذا البحر بوجه أساطيل الناتو وتحصين دفاعاته الساحلية يصبح سبيل روسيا الوحيد في سد هذه الثغرة. يضاف إلى ذلك التأثير الذي يتركه تحول البحر الأسود إلى بحيرة يكون فيها الناتو طليق اليد على مقدرة روسيا على عبور البحر نحو المتوسط أولا، والتأثير الذي سوف يتركه على التوازنات التي نجحت روسيا في بنائها في المنطقة التي تضم جورجيا وأذربيجان وأرمينيا. لذلك يبدو السيناريو الثاني أقرب للتحقق.