قد تكون المعركة الإنتخابية في دائرة جبل لبنان الرابعة والتي تضمّ قضاءي الشوف وعاليه هي أمّ المعارك في لبنان، حيث تتنافس سبع لوائح تعكس حقيقة التنوّع في هذه الدائرة، وتظهر تمثيل مختلف القوى السياسية والحزبية بتنوعها الطائفي والمذهبي، وتثبّت مقولة “الجبل لبنان على مصّغر”.
لا يختلف إثنان على أنّ المعركة الحقيقية تأتي بالدرجة الأولى بين لائحتي “الشراكة والإرادة” والتي تضمّ تحالف الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية والأحرار وبقايا تيار المستقبل، ولائحة “الجبل” التي تضمّ الحزب الديمقراطي اللبناني والتيار الوطني الحرّ والتوحيد العربي والسوري القومي الإجتماعي والوزير السابق ناجي البستاني، إذ من المرجّح بحسب بعض الإحصاءات التي أجراها خبراء مختصون، أن تنال اللائحة الأولى ٧ إلى ٨ مقاعد والثانية ٤ إلى ٥ مقاعد.
ممّا لا شكّ فيه أنّ موجة التغيير الحاصلة نتيجة التطورات الأخيرة في البلاد منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ ولليوم، والإستياء الناتج عن الأزمات المتتالية، جعل نسبة كبيرة من اللبنانيين يتوجهون إلى خيار التغيير، من خلال التصويت لمرشحين تغييريين ومستقلين، والأمر كذلك في هذه الدائرة التي تضمّ ٥ لوائح للمجتمع المدني وهي: “صوتك ثورة”، “قادرين”، “توحدنا للتغيير”، “سيادة وطن” و”الجبل ينتفض”، علماً أن الخرق وفي حال حصل من إحدى هذه اللوائح يرجّح أو يكون في المقعد السني الثاني أو الماروني الثالث في الشوف.
إلاّ أنّه وبحسب مصادر مطّلعة في الدائرة، فإنّ الحملة الإعلامية والإعلانية التي سُوّق من خلالها في الفترة الأخيرة إمكانية فوز أحد المرشحين على إحدى اللوائح على المقعد الدرزي في عاليه، وساهم فيها كل من الأحزاب الداعمة له، وفي مقدمتها الكتائب والقوات والإشتراكي والشيوعي، هدفها الوحيد محاصرة رئيس الحزب طلال أرسلان ومحاولة إسقاطه، وكلّ حسب مصلحته، من خلال معركة ظاهرها ممّن يسمّى “بالتغييريين” وباطنها من داعميهم ومن يقف خلفهم ويمول حملاتهم من سفارات وأحزاب في السلطة وماكيناتها الإنتخابية، الذين فعلاً توحّدوا للتغيير وللشراكة في إسقاط أرسلان.
وتساءلت المصادر، هل فعلاً يكون التغيير من خلال محاولة إسقاط نظيفي الكف والسيرة والتاريخ وإبقاء الفاسدين محصنين في مواقعهم؟
المصدر وكالة اخبار اليوم