وجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الشكر الجزيل للجمهور الذي انتخب مرشحي كتلة الوفاء للمقاومة، وأشار الى أن “النتائج الكبيرة تعطي رسائل قوية حول التمسك بالمقاومة والمعادلة الذهبية والدولة العادلة والقادرة والاصلاحات والسلم الأهلي والعيش الواحد وأولوية معالجة الأزمات الحياتية والاقتصادية، وأقول للجمهور الوفي لقد أمنتم شبكة الأمان السياسية والشعبية المطلوبة للمقاومة وسلاحها مقابل الاستهداف المعلن والواضح، وهذا أنجزتموه بارك الله بكم”، معتبرا أن “هذا الانجاز بأتي بعد هجمة اعلامية ونفسية كبيرة علينا وعلى حلفاء المقاومة والضغوط الاقتصادية وافتعال الأزمات، وقد شهدنا خلال الفترة الماضية أكبر عملية سرقة لأموال المودعين من قبل المصارف والادارة الأميركية وجماعة أميركا في لبنان وهذه كانت أكبر مصيبة”.
ولفت في كلمة له هي الأولى بعد الإنتخابات النيابية، الى أن “ما حصل بخصوص الانتخابات والطائفة السنية الكريمة موضوع مهم جدًا ويحتاج الى مقاربة هادئة ومسؤولة ودقيقة يبنى عليها”، مؤكدا أنه “لا يوجد فريق سياسي اليوم بالبلد يستطيع الادعاء أن الأغلبية النيابية معه. والى الآن كل الناس المعتبرين والمحترمين والموضوعيين لم يدعي أحد هذا الادعاء، واليوم نحن أمام مجموعة كتل نيابية وقوى سياسية ونواب جدد ونوا مستقلين. قد تكون مصلحة لبنان والشعب اللبناني هو في ما حصل. أن لا يحصل هذا الفريق على أكثرية ولا ذاك”.
واعتبر نصرالله أن “حجم الأزمات الموجودة بالبلد المالية والنقدية والاقتصادية والحياتية لا يستطيع فريق لوحده علاجها حتى لو حصل على الأكثرية، وعندما لا تكون الأكثرية عند أحد يعني الكل مسؤول ولا يجوز لأحد التخلي عن المسؤولية.. أهون شيء المعارضة والتنظير ولا كلفة لها.. لا يجوز التهرب من المسؤولية وهي خيانة لآمال الناس وخيانة للأمانة وتخلف عن الوعود التي أطلقت خلال الحملات الانتخابية”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله، أن “العالم كله ذاهب الى أزمة.. الوقود ارتفع سعر والقمح ارتفع سعره وهناك أمور قد تنقطع من الأسواق، ونستطيع أن نساجل لسنوات واذا تعتقدون أننا بدفاعنا عن المقاومة وسلاحها سنكل أو نمل ونستسلم فهذه خيالات لكن السجالات لا توصل الى مكان، والازمات لا تعالج الا من خلال الشراكة والتعاون بمعزل من الخوصومات.. فلنذهب الى نقاط الاتفاق والتعاون”.
ودعا الى “تهدئة السجالات السياسية.. فالانتخابات انتهت وكل ما يجب أن يقال بعد الانتخابات قيل أيضا.. كلنا معنيون بتهدئة البلد سياسيًا واعلاميا.. هناك أناس لا مصلحة لهم في تهدئة البلد وهم يقبضون أموالا على الاستفزازات، وهذه التجربة التي مرت فيها عبر كثيرة والكل يجري مراجعة لأدائه العملي وتحلفاته وخطابه وأدائه، فالازمات لا تعالج الا من خلال الشراكة والتعاون بمعزل من الخصومات.. فلنذهب الى نقاط الاتفاق والتعاون”.
وتعقيبا على الإنتخابات، أوضح السيد نصرالله حول “حول كذبة الاحتلال الايراني”، أننا “رأينا السفيرة الأميركية تجول على مراكز الاقتراع والسفارة الاميركية تشكل لوائح والسفير السعودي كان أنشط ماكينة انتخابية في لبنان ويسحب مرشحين ولوائح ويدفع المال الى ما شاء الله يصرح ويقيم النتائج.. هل رأيتم السفير الايراني أو موظف من ايران؟”.
ورأى نصرالله أن “المغالطة هي الخلط بين الحجم الشعبي وعدد النواب.. وهذا في لبنان غير صحيح لأن النظام الانتخابي والسياسي طائفي والأسوأ أن تقسيم الدوائر الانتخابية لا تقسم على معيار علمي بل لا معيار في التوزيع، وتوزيع الدوائر تم بهذا الشكل غير العلمي لأانها تقص وتلزق وفق مصالح بعض الزعماء السياسيين وهذا يؤدي الى أن عدد النواب لا يمثل الشعبية أو الارادة الشعبية.. عندما يقول أحد ان هذه الخيارات أو التنظيم أكثر شعبية يجب أن يذهب الى عدد الأصوات لا عدد النواب، ويمكن القول ان عدد النواب لأي جهة يعبر عن الخيارات الشعبية والارادة الشعبية في حالة واحدة هي أن يكون قانون الانتخاب على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي وبتمثيل نسبي وشباب وصبايا الـ18 ينتخبون، وتوزيع الدوائر تم بهذا الشكل غير العلمي لأنها تقص وتلزق وفق مصالح بعض الزعماء السياسيين وهذا يؤدي الى أن عدد النواب لا يمثل الشعبية أو الارادة الشعبية.. عندما يقول أحد ان هذه الخيارات أو التنظيم أكثر شعبية يجب أن يذهب الى عدد الأصوات لا عدد النواب”.
ولفت الى أنه “بعد الانتخابات “في واحد” يحمل أكبر نسبة بالمسؤولية عن الأزمات الحالية في البلد وأخذ دعما من السفارات وشكل لوائح ودعمها في كل لبنان ولم يحصل الا نائبان أو ثلاثة يخرج ليقول الشعب اللبناني لفظ المقاومة في الانتخابات.. ما هذه الوقاحة؟! أصوات لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل والجنوب الثالثة وفي الزهراني صيدا وصور ومرشح الثنائي في زحلة طلعوا أكثر من نص مليون صوت.. أنت الذي ليس لديك سوى كم الف صوت تتكلم باسم الشعب اللبناني؟”.
وتوجه السيد نصرالله “لأصدقائنا الذين لم يوفقوا للفوز الموقف السليم هو ما أعلنتموه والمقعد النيابي هو أحد مواقع النضال وليس كل الجبهة.. اعتبروا أننا وبقية أصدقائنا الذي نجحوا نمثلكم والى جانبكم وسويا نخدم شعبنا وقضيتنا”.
وشدد على أنه “سنعمل على كل ما وعدنا به وسنحضر أكثر ونكون معا من خلال وجودنا بالدولة أو من خلال مؤسساتنا الذاتية كما كان الحال منذ 40 عامًا لن نبخل بشيء خصوصا على الذين لم يبخلوا علينا بشيء”.
من جهة أخرى، اعتبر أن مسيرات الدراجات النارية يجب أن تكون محصورة، فـ”هناك طرقات أو أحياء أو مدن مجاورة الذهاب اليها بهذه الطريقة ستشكل استفزازًا ونحن نريد الهدوء، وأكثر من مرة قلت اطلاق النار حرام وهذه فتوى مراجعنا لأنه يرعب الناس ويسيء للناس.. هذين اليومين رأيت مسيرات منسوبة لأمل وحزب الله فيها مقنعين يحملون السلاح ويجب النظر من يخترقها لاطلاق النار؟ بهذا الموضوع يجب أن نكون صارمين والسكوت عنه حرام، وشعار “شيعة شيعة” غير مناسب لا لحزب الله ولا لحركة أمل ولا للشيعة في لبنان، وندعو تجنب الشعارات المسيئة والاستفزازية”.