مارك ضو نموذجٌ جيّد لقادة ما يُسمّيه إعلام الخليج بـ «الثورة». والخليج خبير بتعريفات الثورة لأن طغاتها مُلهمون لـ «ثوّار» لبنان. مارك ضو كان في 14 آذار. غَمّضْ عين وفَتّح عينْ صار صاحبك مارك مستقلاً و«ثائراً». مش قليل. والجميل أنه بدّه يعمل ثورة لكن مش ضد وليد جنبلاط. على العكس، مارك ضو هو مرشح وليد جنبلاط للنيل من أرسلان. في الماضي، كان جنبلاط يحثّ جمهوره على الاقتراع لأرسلان. لكنّ جنبلاط هذه المرّة كان متوتّراً ومتشنّجاً جداً. تلقّى تمويلاً سعودياً – إماراتياً وتحالف مع القوّات اللبنانيّة وخاف على زعامته… من تيمور. مسكين تيمور، على ما أسمع. كان يريد أن يعيش في باريس بعيداً عن ضوضاء سياسة لبنان، لكنّ الوالد (التقدمي والاشتراكي معاً) أصرّ عليه. مارك ضو ظهر على «الحرّة» (محطة البروباغندا الحكوميّة الأميركيّة الرسميّة: هل تعلمون أننا في أميركا لا نستطيع أن نشاهدها ولو فتحنا رابطاً لها على يوتيوب، لَطالعنا تحذير رسمي بأنّ المحطة مموّلة من الحكومة الأميركيّة؟) واحتفل بنصره المبين. قال بصراحة إنّ هزيمة وئام وهاب وطلال أرسلان كانت سبب خطّهما السياسي الموالي للنظام السوري ولنصرالله. هذه لحظة حقيقيّة لمارك ضو. لم تكن هناك ثورة أو إصلاح أو أي شيء. كل ما في الأمر: جنبلاط أراد هزيمة خصومه الدروز وأمر بالاقتراع لمارك ضو. هُزمَ الخط المتحالف مع النظام السوري ونصرالله وانتصر الخط الموالي المتحالف مع الأنظمة: السعودي والإماراتي والبحريني ومع دول الغرب وجيفري فيلتمان. نصر مارك ضو هو نصر لهم. لهذا، فإن مارك ضو لم يتحدّث في السياسة الخارجية إلا عن النظام السوري (المُجرم، كما يصفه دائماً تمييزاً له عن النظام السعودي المسالِم أو النظام الإماراتي الوديع أو النظام المصري الهانئ). مارك ضو يعلم أنّه مرشح جنبلاط «لايت» وأنّ الجمهور الطائفي الرجعي سيؤيّده بسبب ذلك. ما بدّها تحليلات عن اقتراع المغتربين (هو نوّه بإطلالاته على «الحرّة» لأنها ساعدته بين المغتربين) ولا شيء. انتصر الخط: خط جيفري فيلتمان ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان في الجبل. مبروك لـ «الثورة».
الأخبار