كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: ظهرت أمس السبت، سلسلة من رسائل “حسن النية” بين دمشق وطهران من جهة، وتل أبيب من جهة ثانية، رعت إيصالها موسكو بين الأطراف الثلاثة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن تل أبيب ستطلق سراح أسيرين بعدما استعادت رفات الجندي الإسرائيلي زخاري باومل المفقود منذ عام 1982 بوساطة روسية، موضحاً أن بلاده “قررت خلال الأيام الماضية إطلاق سراح أسيرين في بادرة حسن نية، فقط بعد استعادة رفات باومل”.
وأكد المسؤول أن القرار اتخذ قبل أيام قليلة فقط، وليس قبل تسلم جثمان باومل أبداً. وكانت إسرائيل أعلنت في الثالث من الشهر الحالي استعادة جثمان باومل بـ”مساعدة دولة ثالثة”، اتضح فيما بعد أنها روسيا. وعثر الجيش الروسي وحليفه السوري على جثمان باومل، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من العاصمة السورية دمشق. وقال مسؤول إسرائيلي آنذاك، إن بلاده “لم تدفع أي ثمن” لقاء جلب الرفات، فيما أكد الجيش الإسرائيلي آنذاك، أن جلب جثمان زخريا لم يكن ضمن صفقة، وإنما بموجب عملية أطلق عليها اسم “أغنية حزينة”.
وأنهت إسرائيل كل الاستعدادات لإطلاق سراح الأسيرين لكنها لم تعلن وقتاً محدداً لذلك. وصادق المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت بطلب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على إطلاق سراح الأسيرين السوريين، دون الرجوع إلى الكنيست أو حتى للحكومة، مخالفاً بذلك القوانين الإسرائيلية التي تقضي بأن تمر مثل هذه القرارات عبر الحكومة ويصدر بها مرسوم.
وقال المستشار القضائي إنه في هذه الظروف الخاصة يمكن الاستغناء عن مصادقة المجلس الوزاري باعتبار أيضاً أن رئيس الدولة قد صادق هو الآخر على طلب العفو عن السجينين.
وكشفت مصادر سياسية في إسرائيل بحسب ما نشرت هيئة البث الإسرائيلية أن “السجينين السوريين اللذين تقرر الإفراج عنهما؛ هما خميس أحمد البالغ من العمر 35 عاماً من مواليد مخيم اليرموك في سوريا وهو ناشط في حركة فتح، وكان اعتقل قبل 14 سنة لدى محاولته التسلل إلى قاعدة للجيش واستهداف جنوداً فيها، أما السجين الثاني فهو زيدان طويل البالغ من العمر 57 عاماً من سكان قرية خضر في الجولان، واعتقل في تموز 2008 بسبب تهريبه المخدّرات، وكان من المتوقع أن يُفرج عنه في تموز المقبل”.
وجاء التأكيد في إسرائيل، تأكيداً لتصريح المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف الذي أعلن أن تسليم رفات الجندي الإسرائيلي زخريا باومل لإسرائيل الذي عثرت عليه القوات الروسية بعملية خاصة في سوريا، يجب ألا يكون خطوة أحادية، مؤكداً أن إسرائيل ستطلق عدداً من المعتقلين السوريين لديها لقاء ذلك.
وقال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، إنه سيتم إطلاق سراح عدد من المواطنين السوريين من السجون الإسرائيلية.
وفي حديث مع قناة “آر تي” الروسية، عبر لافرينتيف عن امتنانه “للجانب السوري”.
وقال المبعوث الروسي: “أؤكد لكم، لا نفعل شيئاً يضر بسوريا. ومتأكدون أن تفهم الجانب السوري صحيح وفي مكانه. ونأمل أن شعوب الدول الأخرى ستعي الأمر اليوم أو لاحقاً”.
وأكد مسؤول سوري نبأ الإفراج عن السجينين السوريين، وقال إن السلطات السورية مارست ضغوطاً على موسكو لضمان الإفراج عن السجينين بعد إعادة رفات الجندي الإسرائيلي. وشكر المبعوث الخاص السوريين على “التفاهم”، لكنه أوضح أنه “تم اتخاذ قرار في الجانب الإسرائيلي، بضرورة الإفراج عن المواطنين السوريين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، خلال فترة من الوقت”.