كتبت صـحـيـفـة الأخـبـار
حال من الإنكار يعيشها السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، الموجود حالياً في الرياض لأخذ «قسط من الراحة» بعد أكثر من شهر من الانشغال بالانتخابات النيابية التي لا وجود لما يشبهها في بلاده.
فإلى إنكاره فشل «الحملة الانتخابية» التي خاضها لمصلحة القوات اللبنانية إلى حدّ إعلانه فوز حزب سمير جعجع بالأكثرية في المجلس النيابي الجديد.
دعا البخاري، عبر وسائل إعلام وصحافيين «مقرّبين» منه إلى لقاء مع إعلاميّين لم يُحدّد موعده، في دارته في اليرزة.
في إشارة إلى عدم صحة ما نشرته «الأخبار» عن أن مسارعة السفير السعودي إلى افتعال اللقاء لـ«دحض الشائعات»، كما يقول مقرّبون منه، لا تغيّر شيئاً في حقيقة المأزق الذي يواجهه الدبلوماسي الذي يوصف حتّى من شخصيات لبنانية قريبة من الرياض بأنه مجبول بـ«الخِفّة» بسبب «خرقه كل الأصول الدبلوماسية»، فضلاً عن «إدارته الفاشلة لملف الانتخابات».
وتأكيداً لما نشرته «الأخبار»، قالت مصادر على اطّلاع على أجواء الرياض إن «البخاري وُضِع تحت المجهر قبل صدور نتائج الانتخابات».
إذ «إن هناك تياراً وازناً في الإدارة السعودية يطرح علامات استفهام حول أدائه، وخصوصاً أنه كانَ مساهماً أساسياً في شرذمة الطائفة السنية بعد انسحاب الرئيس سعد الحريري من المشهد».
ويرى أصحاب هذا الرأي أنه «كانَ على البخاري أن يضع على رأس أولوياته لملمة البيت السني الذي أظهرت الانتخابات أنه في حال يُرثى لها.
إلا أنه بدلاً من ذلك غالى في دعم القوات اللبنانية وفي تقدير قوتها، وهو ما بيّنت نتائج الانتخابات عدم صحته».
وبحسب المصادر نفسها، فقد زادت النقمة على البخاري بعد جلسة الثلاثاء الماضي لانتخاب رئيس لمجلس النواب ونائب له وأعضاء هيئة مكتب المجلس.
إذ «ظهر أن حزب الله وحلفاءه يتحكّمون بالأكثرية على عكس ما روّج له البخاري من انتصار في انتزاع الأكثرية من يد الحزب، وتقديم القوات والتغييريين والمستقلين فريقاً واحداً، وهو ما ظهر عكسه في الجلسة».
المصادر نفسها جزمت بأن زيارة البخاري للرياض كانت «استدعاءً على خلفية الملف الانتخابي»، وعودته إلى لبنان لا تغيّر شيئاً في حقيقة الاستدعاء.
وأكّدت أن «سفراء أجانب وعرب سمعوا من مسؤولين لبنانيين ملاحظات كثيرة على أداء السفير، وهذا الانطباع وصل الى مراكز القرار في الرياض».