أشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمة له خصصها لملف النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية، الى أن “لبنان دخل في مرحلة جديدة وأصبح أمام استحقاق مهم وداهم بعد وصول السفينة اليونانية التي مهمتها ليس التنقيب بل الاستخراج والانتاج والمراحل المتبقية.. تموضعت السفينة على مقربة من حقل كاريش الواقع على خط الـ29 أي في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان والكيان الغاصب، ووالاسرائيلي يقول للبنانيين والعالم أنه خلال فترة وجيزة سيباشر باستخراج الغاز وأنه هذا حقه الطبيعي ولا نقاش أو جدال حوله”.
ولفت نصرالله الى أننا “نحن أمام مستجد جديد ومرحلة جديدة، خلاصتها أن ما جرى في الايام الماضية هو اعتداء على لبنان واستفزاز وتجاوز ووضع لبنان امام موقف صعب يجب أن يختار خياره بشكل نهائي وواضح”.
وأضاف: “أصبح اللبنانيون الآن أمام السؤال الكبير ونشرح أكثر ماذا يعني ما أقدم عليه الصهاينة، ويتزامن هذا التطور الكبير مع ذكرى الاجـ.ـتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982. في ذاك الوقت أيضا هذا الاجتـ.ـياح وضع لبنان امام استحقاقات خطيرة جدًا.. هذه التجربة يجب أن نستفيد منها في مواجهة التحديات الجديدة، وجميعا أصبحنا أمام مسألة او قضية يجب أن تتحول الى قضية وطنية كبرى تعني كل لبنان بمعزل عن أي تفصيل او توصيف، وهذه ثروة كبيرة جدًا بالنسبة للبنان والبعض يتحدث بالحد الأدنى عن 200 مليار دولار والبعض يتحدث عن أكثر من ذلك. أمامنا ثروة هائلة في هذه المياه وهي ملك كل الشعب اللبناني، وهذه الثروة الموجودة في هذه المياه هي الأمل الوحيد الكريم المتبقي لانقاذ لبنان من الوضع الصعب والانهيار الذي أصبح في داخله والأمل الوحيد لغد أفضل”.
وشدد على أنه “يجب أن نضع لأنفسنا هدفا على صعيد هذه القضية، الهدف ماذا يجب ان يكون؟ أولا حماية هذه الثروة وهذا الكنز العظيم وثانيا العمل على التنقيب والحفر والاستخراج وثالثا الاستفادة القصوى عندما يتم الاستخراج”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن “هذه القضية تواجه مجموعة من المخاطر أولها السعي الأميركي والاسرائيلي الدؤوب لسلخ مساحة كبيرة من هذه المنطقة عن لبنان بما تحويه من حقول وثروات، والخطر الثاني هو منع لبنان من التنقيب ومن الاستخراج، فهناك شركات منعت من أن تقدّم وحتى الشركات التي تقدّمت ممنوعة من العمل، الموضوع هو موضوع سياسي، الأميركيون والاسرائيليون هددوا هذه الشركات، فقط لبنان وسوريا ممنوعان من التنقيب والاستخراج”.
وتابع: “الخطر الثالث له علاقة بالوقت وهو افراغ هذه الحقول، كل هذه الدول تستخرج نفط وغاز والاسرائيلي جاء الى كاريش وبات قريبا من باقي الحقول، واذا بقي لبنان يفاوض لسنوات ولم يوجد حلا فهو لن يستخرج واذا جاء وقت الاستخراج قد نجد الفتات، ولم يعد هناك وقت، عندما يبدأ الاستخراج من كاريش ستصبح الأمور أصعب وأقصى، وأمام هذه المخاطر يجب أن يشعر الجميع بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية والدينية ونحن أمام قضية لا تقل أهمية عن قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل”.
واعتبر السيد نصرالله أن “اليوم هذه القضية الوطنية الكبيرة لا تقل أهمية عن تحرير الشريط الحدودي المحتل ولا تقل المسؤولية فيها عن المسؤولية في تحرير الشريط، بل هذه القضية قد تكون فيها مميزات يجب أن تشكل حافزا لتحمل كل الشعب اللبناني والدولة اللبنانية المسؤولية بشكل أكبر، والمستفيد الأول في هذه القضية هو كل الشعب اللبناني من أقصاه الى أقصاه وهذا يجب أن يشكل دافعا قويا ليتحمل الجميع المسؤولية، وعامل الوقت ليس لمصلحة لبنان، واذا تأخر تحرير الأرض فهي موجودة كمدينة وبلدات وجبال ووديان لكن فيما نحن فيه الآن التأخير كل يوم يعني الله أعلم كم سيضيع من حق لبنان، واليوم والساعة صار لها أهمية بالغة الخطورة وهذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار”.
وأردف: “اذا وضعنا هدفًا مباشرا مرتبطا بالحدث الحالي فيجب أن يكون منع العـ.ـدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش ووقف هذا النشاط الذي سيبدأ وممكن أن يكون قد بدأ، ويجب منع العدو من القيام بهذا العمل الذي ينوي القيام به، وهذا الحقل الواحد الواقع في منطقة متنازع عليها العدو سيبدأ بالاستخراج فيما لبنان واقف وممنوع عليه حتى في البلوكات الخارجة عن النزاع أصلا أن ينقب أو يستخرج لذلك يجب أن يكون الهدف وقف العدو عن العمل، ونحن لا نتدخل لا بالخطوط ولا بالترسيم ونحن شرحنا هذا الموقف وحيثياته وأسبابه.. قلنا من 2000 ترسيم الحدود مسؤولية الدولة، ولبنان في هذه المواجهة يملك الحق ولديه الحاجة القصوى له، ولبنان يملك القوة تحت عنوان الجيش والمقاومة”.
وأعلن نصرالله أن “المقاومة تملك القدرة المادية والعسكرية والأمنية والمعلوماتية واللوجستية والبشرية لمنع العـ.ـدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش.. نحن لدينا هذه القدرة، وكل اجراءات العدو لن تستطيع لا أن تحمي هذه المنصة العائمة ولن تستطيع أن تحمي عملية الاستخراج من حقل كاريش.. نلتزم أمام الشعب اللبناني أن المقاومة قادرة عسكريا وماديا لمنع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش وكل اجراءاته لن تحمي هذه المنصة العائمة”.
ولفت الى أن “قادة العدو يعرفون أن ما ستخسره اسرائيل في أي حرب يهددون فيها هو أكبر بكثير مما يمكن أن يخسره لبنان.. ارتكابهم لحماقة من هذا النوع ستكون تداعياته ليس فقط استراتيجية بل وجودية على الكيان الغاصب المؤقت وليس معلوما أن تبقى المشكلة فقط مع لبنان، وهذا التهويل لا يجوز أن يخيف أحدا على الاطلاق، ولبنان ليس ضعيفا وليس في زمن 1982”.
وعن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، قال نصرالله: “الوسيط بالتأكيد غير نزيه ولا عادل ويعمل لمصلحة العدو”.
وأضاف: “الدولة تريد أن تفاوض لتتكل على الله.. تاريخ العماد عون يقول تستطيعون سحقي ولا تستطيعون أخذ توقيعي.. فليتفقوا على ما شاؤوا وهذا يعطي قوة للمفاوض اللبناني، هذه الأيام والساعات هي وقت الاجماع والوقوف صفًا واحدا. عندما يشعر الرئيس أن الدولة والشعب والجيش والمقاومة معه بالتأكيد ارادته وصلابته مسؤوليته بالدفاع عن حقوق لبنان ستكون عالية جدًا، بالمعركة الوطنية الكبرى يجب أن يرتقي الجميع لمستوى المعركة.. يجب ان نخرج من الزواريب فهناك معـ.ـركة تعني مصير وثروة البلد التي يملكها كل الشعب اللبناني، وبعض المهتمين والحريصين وبعضهم مخلص وصادق ممن يدعون لتوقيع مرسوم توقيع خط الـ29 يبنون عليه توقعات غير صحيحة بناء على التجربة.. هذا يمكن أن يكون جزءًا من المعركة ويجب التفكير بالوسائل الأخرى”.
وأكمل: “نحن أمام عدو لا يعترف لا بقانون دولي ولا قرارات دولية والمنطق الوحيد لديه هو منطق القوة والاستعلاء وحتى اليوم بالتجربة هو لم يستجب لأي قرار دولي.. بالضغط والاستنزاف والمقاومة انسحب العدو لا بأي قرار دولي، ويجب أن نقول أن من أهم أسباب وجود المقاومة وشرعيتها هو المساهمة في حماية لبنان، ونحن الى جانب الجيش اللبناني وخلفه ومعه”.
وأكد أن “وظيفة المقاومة المساهمة في حماية لبنان وسيادته وأرضه ومياهه ونفطه وغازه وكرامته وهذا واجبها الأخلاقي والوطني والديني والجـ.ـهادي وهذه المقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان وكنز لبنان والأمل الوحيد للشعب اللبناني، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ولن تقف مكتوفة الأيدي ان شاء الله وكل خياراته مطروحة وموجودة على الطاولة وبدون أي تردد”.
واعتبر أنه “عندما يهدد العدو بالحرب يجب أن يعرف أن المقاومة لا تخشاها ولا تخافها، يجب على العدو أن يوقف هذا النشاط، وأي عمل باستخراج النفط من كاريش أيها العدو يجب أن يتوقف وعلى حكومة العدو أن تنتظر نتيجة المفاوضات، ويجب على الشركة اليونانية وأصحابها أن يعلموا أنهم شركاء في الاعتداء الذي يحصل الآن على ىلبنان وأن عليهم أن يسحبوا السفينة سريعا وفورا وأن لا يتورطوا في هذا العدوان على لبنان وعلى هذه الشركة أن تتحمل المسؤولية الكاملة من الآن عن ما قد يلحق بهذه السفينة ماديا وبشريا”.
وأردف: “سنتابع الوضع ساعة بساعة ويومًا بيوم ونبني على الشيء مقتضاه، ونحن لن ندخل في المفاومضات ولسنا جانبا في التفاوض.. حزب الله لن يكون على طاولة اية مفاوضات”.
من جهة أخرى، أشار الى أننا “أخذنا قرارا في الايام القليلة الماضية بتشكيل ملف داخل الحزب لكل ما يرتبط بالغاز والنفط والثروة الموجودة في المياه واليابسة وترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة وأضفنا اليه كل ما يرتبط بالحدود البرية مع فلسطين المحتلة وملف مزارع شبعا والجزء اللبناني من قرية الغجر”.