كالعادة، أثار خطاب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، جدلاً سياسياً تخطّى حدود مواقع التواصل الإجتماعي ليصبح حديث الناس وشغلهم الشاغل…
بسبب ما حمله من تلويح بإمكانية حصول حربٍ عسكرية مع إسرائيل في حال بدأت التنقيب عن الغاز في حقل “كاريش” قبل انتهاء المفاوضات مع لبنان.
الإحتمالات مفتوحة على كل صعيد، وإن كان احتمال الحرب ما زال الأكثر ترجيحاً، بسبب خطورة التراجع عند الإسرائيلي ونتائجه الكارثية على مجمل ميزان القوة والردع لديه.
صحيحٌ أن إسرائيل لا تهدف من وراء المفاوضات إلى الحصول على المزيد من المكاسب في وجه لبنان.
ولكنها تهدف في مناوراتها السياسية والعسكرية إلى منع “حزب الله” من إلحاق الضرر بها استراتيجياً.
إذا رجّحنا فرضية التراجع، فهذا يعني أن إسرائيل تحتاج فقط إلى الوقت لتبرير ذلك أمام الرأي العام…
وعليه، ستكون إسرائيل معنيّة بالتراجع فحسب، وليست معنيّة بتسريع التراجع.
أما إذا رجّحنا فرضية العناد، فهذا يعني أن إسرائيل معنيّة بإحصاء المخاطر والخسائر الناتجة عن الحرب.
الحرب محكومةٌ إذا بنتائج المفاوضات، فإذا وصلت إلى حائط مسدود، فدرجة التصعيد ستصبح أكبر وأخطر، وفي حال أخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً باستخراج الغاز مهما كانت النتائج، فهذا يعني أن اليد ستكون جاهزة على الزناد والحرب حاصلة.
تطرق نصرالله أيضاً إلى الأوضاع الداخلية، وفي مقدمها ملفي الحكومة والإنتخابات الرئاسية.
ويمكن القول أن “حزب الله” معني بالهروب من الفراغ، وهو يضغط لمنع الفراغ وتشكيل حكومة أيضاً.
لكن الحزب يضع أسوأ الإحتمالات ويتحضّر لوضعٍ يكون البلد فيه بلا حكومة، ومن دون رئيسٍ للجمهورية…
لكنه يعمل حالياً على تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة، حتى لا يدخل البلد بجدلٍ دستوري حول صلاحيات الحكومة الحالية التي تصرّف الأعمال.
كما يعمل من جهة أخرى على تذليل العقبات أمام انتخاب رئيس جديد، وفي هذا الملف تحديداً لا يوجد طريقة أمام الحزب غير الضغط السياسي على الفرقاء، وهو يتواصل مع الجميع للتوافق على إسمٍ يلقى قبولاً لدى غالبية القوى.
في الختام، تجدر الإشارة إلى أن اللعب بالشارع من جديد والضغوط الإقتصادية، مؤشرات على تسوية مستحيلة و”كباش” لا أفق له.
وهنا السؤال، هل الخارج يريد الإستقرار أم لا؟ وهل يريد تسوية أم أن مصلحته على أبواب هذه الإستحقاقات، الفوضى ثم الفوضى؟
“ليبانون ديبايت” – محمد المدني