رفض دولي لتخصيص ثلاثة أيام في المدارس الرسمية للتلامذة السوريين
– جهات لبنانيةً تسوّق لهذا المخطط الخطير
-غالبية النازحين السوريين ينتمون إلى لونٍ طائفيٍ محددٍ
– بناء الأكواخ للنازحين في مختلف القرى اللبنانية خصوصًا في القرى المسيحية
– جزء كبير بات معبئاً وجاهزًا للانخراط في أي عمل أمنيٍ أو صراعٍ ذي منحىٍ مذهبيٍ
الثبات: حسان الحسن
لاتزال تهديدات النزوح السوري للبنان التنوع والعيش الواحد، تتوالى فصولًا، فالمنظمات الدولية وغير الحكومية التي تعنى بإغاثة النازحين، لا تألوا جهدًا، ولا تترك فرصةً تراها سانحةً من أجل فرض الدمج المقنّع للنازحين السوريين في المجتمع اللبناني.
وتسعى بكل ما أؤتيت من إمكانات لتحقيق غايتها. تارةً بالترغيب، عبر تقديم الإغراءات المالية للحكومة اللبنانية، وطورًا بتهديدها بقطع المساعدات المالية المخصصة لغوث النازحين، عندما ترفض بعض الجهات الحكومية إملاءات المنظمات المذكورة، خصوصًا الإملاءات، التي تتهدد صيغة العيش الواحد في البلد. وكان آخر هذه الإملاءات محاولة دمج التلامذة النازحين مع التلامذة اللبنانيين في المدارس الرسمية، تحت طائلة وقف المساعدات المخصصة للمدارس الرسمية، التي تستوعب التلامذة النازحين. وتستغل هذه المنظمات الضائقة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان راهناً، لفرض إملاءاتها البالغة الخطورة على لبنان وشعبه.
وفي هذا الإطار، لاريب أن هذه المنظمات ومن خلفها الدول الممولة لمشاريع “المنظمات”، لايزالون يمعنون في استهداف السلام الأهلي في لبنان. تلك الدول التي تمنع عودة النازحين إلى ديارهم، قبل نضوج “الحل السياسي” في سورية، على حد تعبير هذه الدول. من خلال رفضها، حتى تخصيص ثلاثة أيام في المدارس الرسمية اللبنانية للتلامذة السوريين، وثلاثة أيام للتلامذة اللبنانيين في الأسبوع، ودائمًا تحت طائل التهديد بقطع المساعدات. والأنكى من ذلك، أن جهات لبنانيةً تسوّق لهذا المخطط الخطير، كونه يشكل أحد أبرز الخطوات الرامية إلى فرض الدمج المقنّع على مراحل.
في الواقع، إن التهديد الأشد خطورةً على صيغة العيش الواحد في لبنان، هو أن غالبية النازحين السوريين ينتمون إلى لونٍ طائفيٍ محددٍ، بالتالي يمكن استخدامهم من الدول المذكورة آنفًا، في محاولة تغيير الديموغرافيا اللبنانية الراهنة، عن طريق دمجهم على مراحل في المجتمع اللبناني، إذا تسنى لتلك الدول ذلك. وتتجلى هذه المحاولات بأقبح صورها وأشدها خطورةً، من خلال دمج التلامذة، كذلك تقديم المساعدات العينية للنازحين، لبناء الأكواخ في مختلف القرى اللبنانية، خصوصًا في القرى المسيحية، للغاية عينها، أي محاولة تغيير الديموغرافيا اللبنانية، وأخذ لبنان نحو التصحر. بالإضافة إلى زرع الكمائن والقنابل الموقوته فيه.
وفي هذا الصدد، معلوم أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء النازحين، لجأوا إلى لبنان وسواه من دول اللجوء، تحت ضغط “الميديا”، والتحريض الطائفي والمذهبي، وبث الشائعات والمعلومات الكاذبة، بغية تفكيك المجتمع السوري أيضًأ، وضرب البنية الاجتماعية السورية، خصوصًا تلك الشائعات، التي كان تطلقها العمائم المأجورة، وتتناقلها بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتروّج لأخبارٍ كاذبةٍ عن “ارتكاب مجازر وجرائم شائنة في حق أهل السنّة في سورية”. بالتالي فإن جزءًا كبيرًا بات معبئاً وجاهزًا للانخراط في أي عمل أمنيٍ أو صراعٍ ذي منحىٍ مذهبيٍ يقع في لبنان.
نذكر الانتحاريين والسيارات الملغومة، الذين قدموا من مخيمات النزوح وتجمعات التنظيمات التكفيرية في سلسلة جبال لبنان الشرقية وسواها، الذين استهدفوا مختلف الأراضي اللبنانية، من الهرمل إلى طرابلس إلى بيروت والضاحية الجنوبية… كذلك فإن عددًا كبيرًا من النازحين نزحوا مع ذويهم إلى لبنان، وكانوا أطفالًا، ولا يعرفون حقيقة أسباب الأزمة السورية، والحرب الكونية على سورية ومحور المقاومة.
أضف إلى ذلك، فهم يتلقون المساعدات من الدول الغربية المعادية للمحور، وهي بطبيعة الحال، ليست بجمعياتٍ خيريةٍ، بالتالي لم ولن تغدق الأموال على النازحين، إلا لأهداف، تخدم مخططات هذه الدول، وأول هذه الأهداف، استكمال الحرب على محور المقاومة في سورية ولبنان، عبر أشكالٍ عدةٍ. لاسيما محاولة إحداث تغيير ديموغرافي في البلدين، إذا كتب لها النجاح.
إذًا، عبثًا تحاول المنظمات الدولية وغير الحكومية تلميع صورة أنشتطها “الإنسانية”، في لبنان، فجلّ ما تقوم به، هو زرع “القنابل الموقوتة” فيه، ليتم تفجيرها إذا اقتضى الأمر