الـكـاتـب مـحـمـد الـمـدنـي
لا حوار ولا من يحزنون… بهذه العبارة وصفت مصادر مطّلعة على أجواء القوى السياسية، إمكانية حصول حوار بين المرشح لرئاسة الجمهورية النائب ميشال معوض وحزب الله.
الأخير يضع فيتو على معوض ويعتبره مرشّح الولايات المتحدة الأميركية والسفارة السعودية، وهذا صحيح.
ترشيح معوض يمكن إعتباره وفق المصادر، مناورة أميركية – سعودية تحاكي حماية الموقع المسيحي الأول من هيمنة حزب الله…
لكن حتى الرئيس الأميركي جو بايدن والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يعلمان أن إيصال معوض إلى “القصر” مستحيل.
محلياً، ليس من مصلحة رئيس القوّات سمير جعجع ولا رئيس الكتائب سامي الجميّل وصول معوض إلى سدة الرئاسة، هما يخوضان معركته لكنهما يدركان أنه لن يصل.
وذلك لأن نجل الرئيس الشهيد رينيه معوض يُشكّل خطراً على نفوذهما المسيحي وطموحاتهما الحزبية.
كما أنَّ ترأس معوّض للجمهورية يعني أنه سيكون له عدته الخاصة وسيتمتع بسلطة وازنة داخل الحكومات والأجهزة الأمنية والقضائية والدبلوماسية وسيوسّع مروحة خدماته ومشاريعه.
ما يعني أن معوض لن يكتفي بالرئاسة فحسب بل سيبحث عن “الزعامة” التي حتماً ستكون على حساب جعجع والجميّل.
لو كان للقوات اللبنانية والكتائب رغبة بإيصال معوض لما تبنا ترشيحه في أول جلسة إنتخاب، وكان الأجدى بهما إقناعه أو نصحه بالحفاظ على إستقلالية ترشحه وأن يتواصل مع كافة الكتل النيابية ويعرض مشروعه الرئاسي على الأحزاب السياسية.
لكن ترشيح معوض سقط عندما ارتضى أن يكون مرشح القوات والكتائب، أي مرشح “مواجهة”.
لن تجدي محاولات معوض نفعاً في إقناع تكتل التغيير والنواب السنّة بتبني ترشيحه.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنَّ السفير السعودي وليد بخاري لم يطلب من النواب السنّة التصويت لمعوض أو دعمه، وذلك كي تنحصر المعركة بين المسيحيين حصراً، التيار الوطني الحر والمردة من جهة والقوات اللبنانية والكتائب من جهة أخرى.
في المحصلة، يبدو أنه على جميع الكتل النيابية الأخذ بنصيحة رئيس مجلس النواب نبيه برّي بضرورة التوافق على رئيس للجمهورية بعيدًا من لغة التحدي، وإلا فإننا لن نشهد إنتخاب رئيس جديد، ولا من يحزنون.
المصدر:ليبانون ديبايت