فيما ستنعقد غداً الجلسة النيابية الثالثة لانتخاب رئيس جمهورية جديد، لم يبرز في الافق اي مؤشرات على إمكان انعقادها بالنصاب المطلوب لأنّ التوافق على الرئيس العتيد لم يتوافر بعد نتيجة تَمترس المعنيين كلّ بمواقفه ولم تحصل بعد اي خطوات تقارب بينهم تفضي الى التلاقي على مساحة مشتركة.
وأكد مصدر رفيع لـ»الجمهورية» ان ملف الاستحقاق الرئاسي سيكون بعد 31 من الجاري بين انتظارين: الانتظار الاول من 31 الجاري وحتى رأس السنة الجديدة وهذا الامر مؤقت سيتخلله جلسات انتخابية عدة يتكرر فيها تعطيل النصاب في شكل روتيني. امّا الانتظار الآخر فهو من بداية العام وحتى نهاية حزيران بحيث يكون قد بدأ التحضير لمناخات اقليمية ودولية يتوقع ان تنتج تسوية لاختيار اسم الرئيس العتيد.
التأليف الحكومي
اما على صعيد التأليف الحكومي فرجّحت اوساط مواكِبة لهذا الملف ان لا تتشكل الحكومة المعدّلة الا في الأيام الاخيرة من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، مشيرة لـ»الجمهورية» الى انّ هناك من يريد عدم مَنح عون فرصة ان يترأس اي جلسة للحكومة المزمع تأليفها، ولو حتى الجلسة الأولى.
واشارت الاوساط الى «ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يسعى الى تحصين حكومته بثقة وازنة في مجلس النواب، قدر الإمكان، لكي يتسنى لها أن تحكم بأريحية بعد تولّيها صلاحيات رئيس الجمهورية، خصوصا اذا طالت مدة الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية».
واوضحت هذه الاوساط «انّ الاصوات النيابية التي ستنالها الحكومة المقبلة هي جزء من التفاوض الجاري بين المعنيين حول التشكيل».
الى ذلك علمت «الجمهورية» من مصادر متابعة لملف التأليف الحكومي «ان الامور جيدة واصبحت في خواتيهما لكن لا يمكن الرهان عليها في ضوء التجارب السابقة التي كادت أن توصِل الحكومة الى الولادة ثم باءت بالفشل. وكشفت المصادر «ان كل طرف تراجَع خطوة الى الوراء والامور في انتظار جواب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل للرئيس المكلف حول الصيغة النهائية للتشكيلة الوزارية».
توتال والتنقيب
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد التقى امس وفداً من شركة «توتال اينرجي»، ضَم: مدير الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية في الشركة السيد لوران فيفيه، ونائب رئيس الشركة في الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية واليمن جان جايليه، والمدير في الشركة رومان دولامارتينيه، بمشاركة المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، واعضاء هيئة قطاع البترول.
وقد أطلع أعضاء الوفد عون على الاستعدادات التي تجريها شركة «توتال اينرجي» في لبنان، تمهيداً لبدء التنقيب في «البلوك الرقم 9» في المنطقة الاقتصادية الخالصة في الجنوب، بعد إنجاز المعاملات والإجراءات الإدارية اللازمة. وأشار الوفد الى ان ّمنصة الحفر ستستقدم ابتداء من العام 2023 لبدء الاستكشاف والتنقيب، وفق النصوص الواردة في الاتفاق مع هيئة قطاع البترول في لبنان، والتي تتلقى تباعاً المعطيات التي تتوافر خلال عمليات التنقيب.
ولوحِظ انّ اللقاء بين عون و”توتال” جاء على وَقع الحراك الديبلوماسي الفرنسي الذي قاده وزير الخارجية، قبل الاتصال الهاتفي الذي تلقّاه عون من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مهنئاً بالتفاهم على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان الوفد الفرنسي نقل الى عون ما بذله نظيره الفرنسي ماكرون من جهود للمساعدة على التوصل الى التفاهم على رغم من ان «توتال» شركة خاصة ولا علاقة رسمية بينها وبين الرئاسة الفرنسية واي من السلطات الفرنسية، ولكنها تأخذ في الإعتبار المصالح العليا لفرنسا.