«التكاذب المشترك» يحكم مسار الاتصالات الرئاسية بين الافرقاء السياسيين، واجتماعاتهم «كلام بكلام» والتباينات شاسعة، وجميع القوى ما زالت تتمترس خلف مواقفها، كما يقول مرجع يتابع الملف الرئاسي مؤكدا، ان الابواب ما زالت موصدة مستبعدا ان يكون للبنانيين رئيس هذا الصيف في ظل عجز داخلي وتجاهل خارجي، وهذا ما سيكتشفه اللبنانيون في اجتماع المستشارين الخماسي في باريس بين واشنطن والرياض والقاهرة وباريس والدوحة بشان لبنان، فالسعودية والولايات المتحدة ما زالتا على موقفهما في عدم التدخل بالشان اللبناني قبل تنفيذ الاصلاحات ووضع حد لنشاطات حزب الله، والجهود الفرنسية خجولة حتى الان، بينما مصر تستعد لارسال موفد الى بيروت وقطر ارتاحت بعد دخولها السوق النفطي، وبالتالي فان مستوى الحراك الخارجي لن ياتي برئيس، هذا بالاضافة الى ان القوى الدولية تعرف حجم فساد السياسيين اللبنانيين وبالتالي لن يقدموا المساعدات في ظل الوضع الحالي، بينما الحراك العربي يتركز على سوريا، واتخذت الرياض مؤخرا قرارا بتجاوز قانون قيصر الاميركي بخناق دمشق وسمحت بعودة عمليات الاستيراد التصدير بين اسواق البلدين، فيما الامارات بدات بتنفيذ مشاريع تتعلق بالبنى التحتية ورست الالتزامات على رجل اعمال لبناني، كما ان انقرة اتخذت قرارا مماثلا، ياتي كل ذلك وسط حركة ديبلوماسية ناشطة لكسر حدة التباينات بين طهران والرياض والحديث عن عودة الاجتماعات بين الدولتين في بغداد قريبا، اما لبنان فمتروك لقدره ولسياسيين اوصلوه الى القعر وهم انفسهم يفتشون عن حلول لا تمس مصالحهم وتحفظ حصصهم في العهد الجديد، ولذلك لن يكون هناك رئيس في المدى المنظور…
اللقاء المسيحي في بكركي
وفي زحمة التطورات واستمرار الفراغ الرئاسي منذ ٣ اشهر، عقدت القمة المسيحية الروحية في بكركي بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحضور رؤساء الطوائف المسيحية وممثليهم، وصدر بعد الاجتماع بيان اشار الى انه منذ ٣ اشهر لا يزال الكرسي الرئاسي شاغرا عندنا، بسبب فشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس، هذا الواقع غير مقبول ابدا ومخالف جوهر الدستور اللبناني ومرتكزات السيادة والاستقلال ومسؤولية النواب تجاه الشعب اللبناني. واضاف البيان: ان انتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب الجميع ويعني الالتزام بانتظام عمل المؤسسات الدستورية فلا يحق لاحد ان يجازف في مصير الوطن، ان اساس الكيان اللبناني ومصدر قوته الفريدة هو الشركة الوطنية المسيحية الاسلامية ولنا ملء الثقة بتضامن رؤوساء الطوائف الاسلامية معنا. وطالبت القمة الروحية المسيحية المجلس النيابي بالاسراع في القيام بواجبه الوطني و انتخاب رئيس للجمهورية، وتاتمن القمة الروحية البطريرك الراعي على الاجتماع مع من يراه مناسبا تحقيقا للمضمون اعلاه بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين الى اللقاء في بكركي وحثهم على المبادرة مع النواب المسلمين وفي اسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. كما عبر بيان القمة عن قلقه العميق من الاوضاع المعيشية والاقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، وعن التضامن مع الشعب اللبناني الذي يعاني اوضاعا صعبة ولا يمكن الاستمرار في تحمل هذا الوضع الخطر.
تباينات بين بري وجنبلاط
الحراك الجنبلاطي الاخير على القيادات السياسية، تبنى خيار قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، بينما جهاد ازعور وصلاح حنين «للديكور»، ويقود هذا التوجه تيمور جنبلاط داخل الحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي ووالده وافقه الراي بعد ميله الى التروي وعدم الحسم حتى انقشاع الصورة، وقد اوعز تيمور جنبلاط الى النائب راجي السعد باعلان ترشيح قائد الجيش بعد خروج وفد اللقاء الديموقراطي من بكركي، وبالتالي فان الاشتراكي انتقل الى الخطة «ب» بالتخلي عن ميشال معوض. وفي المعلومات، ان النائب وائل ابو فاعور سوق ترشيح قائد الجيش في معراب، كما فاتح جنبلاط حزب الله بالامر فكان الجواب الواضح «الامر يحتاج الى تعديل دستوري وحضور الثلثين» ولم يعلق الحزب سلبا او ايجابا، ثم ارسل جنبلاط النائب ابو فاعور الى عين التينة الذي سمع عتبا شديدا من بري حول مواقف جنبلاط وحسم خياره لمصلحة العماد عون، بالاضافة الى استيائه من كلام جنبلاط امام وفد حزب الله، «متى سننتهي من مزحة فرنجية» وهذا ما جعل وفد الحزب يرد بقوة شارحا اسباب دعمه لفرنجية وتمسكه بترشيحه، كما نقل ابو فاعور اجواء ودية من القوات اللبنانية تعامل معها بري ببرودة لافتة منتقدا مواقف جعجع الاخيرة. وفي المعلومات، ان ابو فاعور نقل امتعاض بري الشديد لرئيس التقدمي الذي قرر زيارة عين التينة. وفي المعلومات المؤكدة ان التباين كان واضحا بين الرجلين خلال الاجتماع، مع التاكيد على استمرار الحوار الدائم وحرص جنبلاط على العلاقة مع الثنائي الشيعي وانه لن يكون هناك رئيس الا بموافقتهما. وكرر جنبلاط انه لن يمشي بخيار سليمان فرنجية اذا لم يحصل على تأييد احد المكونين المسيحيين الاساسيين، القوات اللبنانية اوالتيار الوطني، وهذا الامر من المستحيل تحقيقه في ظل رفض القوات والتيار الوطني خيار فرنجية مهما كانت المبررات، مبديا خشيته من ان يؤدي الاستعصاء الى تقارب بين جعجع وباسيل، علما ان جنبلاط حاول اقناع باسيل بخيار قائد الجيش ولم ينجح، حتى ان النواب التغييريين غير موحدين حول اسم العماد عون.
وحسب المعلومات، اذا كان فرنجية لا يحظى بالغطاء المسيحي وقائد الجيش بموافقة الثنائي الشيعي، فهل يتقدم الخيار الثالث عبر ناجي البستاني القريب من الجميع، وهذا الامر طرح جديا خلال الاجتماعات الاخيرة، لكنه محكوم بتخلي فرنجية عن ترشحه شخصيا كي يحظى البستاني بدعم الثنائي، وهذا الامر لن يتبلور قبل الصيف.
مساعٍ لجمع باسيل وفرنجية
وفي المعلومات المؤكدة ايضا، ان رجل اعمال شمالي معروف بعلاقاته القريبة من بري وفرنجية وباسيل جدد خطواته لجمع رئيسي المردة والتيار والوصول الى مساحات مشتركة بينهما بعد ان باءت محاولاته لجمعهما في باريس بالفشل منذ فترة، بسبب اصرار فرنجية على بحث الملف الرئاسي وشرط باسيل ان يقتصر على العموميات وان يكون مماثلا للاجتماع الذي عقد في منزل علاء الخواجة.
توتر بين ميقاتي والحلبي
انتقد وزير التربية عباس الحلبي قرار ميقاتي بتاجيل جلسة مجلس الوزراء الخميس وتبريره بان التاجيل يعود الى عدم انجاز وزارة التربية الملفات المتعلقة بالحوافز المالية للمعلمين وعدم وضوح موقف الجمعيات الاوروبية المانحة من موضوع التمويل. واعتبر الحلبي ان الوزارة انجزت كل ملفاتها لجلسة اليوم التي الغيت، بالاضافة الى اننا توافقنا على الية للدعم المالي مع الجهات المانحة مستغربا كلام ميقاتي، مشيرا الى انه ترك وحيدا في مواجهة القطاع التربوي الذي دخل اضرابه الاسبوع الرابع مما يهدد ضياع العام الدراسي ودفن التعليم الرسمي، مؤكدا ان الاموال للمعلمين اهم من قطاع الكهرباء وترك الطلاب من دون مدارس. وقد لقي موقف الحلبي دعما جنبلاطيا دفع ميقاتي الى التراجع والاعلان عن جلسة جديدة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع او الاثنين المقبل لبحث الملف التربوي، وطلب جنبلاط من بري دعما لاجتماع الحكومة بعد معلومات عن عدم حماس حزب الله لعقد جلسة لمجلس الوزراء وتجديد الاشتباك مع باسيل الذي هدد باجراءات ومواقف عالية السقف اذا عقدت جلسة لمجلس الوزراء.
علما ان الاجتماع الاخير بين الرئيس ميقاتي والجهات الاوروبية المانحة كان واضحا لجهة ربط المساعدات الخارجية للقطاع التربوي بتقديم الكشوفات المالية عن كيفية صرف المساعدات السابقة للمعلمين الذين يتولون مهام تدريس الطلاب السوريين واعدادهم الكبيرة، وكيف يتم تسجيلهم؟
ميقاتي: التهريب وراء ارتفاع الدولار
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي له تصورات مختلفة للازمة المالية، محملا التقلبات باسعار الدولار والمواد الغذائية الى التهريب معفيا حكومته من اي مسؤوليات. وقال امام وفود مانحة ردا على سؤال عن اسعار الصرف «المشكلة بالتهريب الى سوريا وغيرها»، ولنفترض ان الدولار عاد الى ١٥٠٠، ستبقى المشكلة طالما بقي التهريب.
اضرابات بالجملة
بدات الاستعدادات النقابية لاعلان اضراب شامل في كل لبنان في ٨ شباط رفضا للواقع الماسوي، مع معلومات عن الابتعاد عن اي تحركات على الارض قد تستغلها فئات لنشر الفوضى، وفلتان الامور، وحرف التحركات عن الاهداف المرسومة، ولم يتخذ اي قرار حتى الان.
في المقابل، تحاصر لبنان العواصف من كل الجهات، وفاقمت العاصفة الثلجية معاناة المواطنين في القرى الجبلية مع موجة الصقيع وتجاوز سعر صفيحة المازوت مليون ليرة واضطرار المواطنين الى التقنين في ساعات التدفئة، ولجوء الاكثرية الى «الحطب» وقطع الاشجار بشكل عشوائي، «مما ادى الى مجازر» في الثروة الحرجية في معظم المناطق الجبلية.
كما يواصل عداد سعر البنزين ارتفاعه مع عودة الدولار الى الارتفاع، وانعكاس ذلك على كل ما يتعلق بحياة المواطن الغذائية والصحية، دون اي افق للحل نتيجة فشل كل المعالجات، مما يفتح البلد على كل المخاطر والانهيارات.
البطاركة يناقشون اليوم الملف الرئاسي في بكركي بحثاً عن مَخرج ملائم ينهي الشغور الحراك الجنبلاطي من الصرح الى عين التينة : لن نبقى في دوامة الورقة البيضاء… بدء العمل برفع سعر الصرف من 1507 الى 15000 ليرة… وأساتذة الخاص يُصعّدون
العواصف تحاصر لبنان وارتفاع جنوني في الاسعار والمدارس تنتظر مجلس الوزراء رؤساء الطوائف المسيحية لدعوة النواب الى بكركي وحثهم على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية
اسود وراها
الانتفاضة البرتقالية على باسيل تخرج الى العلن… والتمرّد الداخلي يتفاقم إستقالات عونية جماعية ردّاً على مؤتمر الاحد: بتنا في مكان لا يشبهنا!!
الديار