كشفت اوساط معارضة متابعة لملف الانتخابات الرئاسية لـ”الجمهورية” أنّ رؤساء الكتل النيابية والقوى المعنية تبلّغت من اوساط ديبلوماسية غربية بضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة من الترشيحات الرئاسية، لأنّ المرحلة الاولى بيّنت استحالة وصول أي من المرشحين المطروحين، محذّرة هذه القوى أنه في حال لم تبادر إلى الانتقال إلى لائحة من الترشيحات الجديدة فستتحمّل مسؤولية الشغور الرئاسي.
ورأت القوى الغربية والعربية، بحسب الاوساط لـ”الجمهورية”، أنّ الاستمرار في مربّع الترشيحات الحالي يعني استمرار الفراغ نفسه، مشيرة إلى أنه يجب على جميع هذه القوى الانتقال إلى خطة “ب”، في محاولة ان تكون المرحلة الجديدة مختلفة عن المرحلة الاولى، اي ان تشهد تقاطعات على الاسماء المطروحة، وانّ عواصم القرار جدّية جداً بممارسة أقصى الضغوط على هذه القوى من اجل ان تسمّي مرشحين ليصار إلى غربلتهم وايجاد التقاطعات بين القوى المختلفة على هذه الأسماء تمهيداً للوصول الى مرشح رئاسي.
وكشفت مصادر حكومية أن “هستيريا الساعة الطائفية” ترك وراءه اثاراً جانبية على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الممتعض حتى القرف، حيث ألغى مواعيده في السرايا الحكومي التي كانت مقرّرة امس، ودخل في مرحلة تفكير وتأمّل تمهيداً لاتخاذ القرار.
وأكّدت المصادر لـ”الجمهورية” أنّ ميقاتي قال للوزراء في الجلسة الاخيرة انّه لا يستطيع ان يحمل كل شيء، “ومن اليوم وصاعداً سأعمل على نمط آخر”، كاشفة انّه أبلغ عددا من القريبين منه أنه في صدد ان يسافر، أي الاعتكاف، ولكنه لم يلق تشجيعاً على قاعدة: “لمن تترك البلد؟”.
وفي هذه الأجواء، نفت مصادر قريبة من رئيس حكومة تصريف الاعمال عبر “الجمهورية” مساء أمس، وجود أي قرار حتى اليوم في شأن موعد جديد لجلسة مجلس الوزراء لاستئناف البحث في المشاريع المقترحة لزيادة رواتب العاملين في القطاع العام والحوافز المقرّرة لهم، بعد تأجيل جلسة الاثنين الماضي إلى موعد غير محدّد.