إنّ دماء الشهداء تَهب الأحياء عَزْماً على الاستمرار ، ومواصلة الحركة والسَير ، وقوّة على تجاوز العقبات والصِعـاب ، وتَهبهم القدرة على نُكران الذات وتجاوز النفس ، والترفّع عن صغائر الأُمور ، وانتزاع حُبّ الدنيا من النفوس ، وإيثار الآخرة على الدنيا ، واسترخاص الحياة الدنيا في سبيل مرضاة الله .
إنّ دماء الشهداء تعلِّم الأحياء الكثير ، ومن أغرب ما في هذه المدرسة العجيبة في حياة الإنسان أنّ تلاميذها أحياء ، وأساتذتها أموات !
ولكن ، لا كما يتصوَّر الناسُ الأموات ، وإنّما كما يقول ربّنا ( سُبحانه ) : ( … أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ )
إنّ كلّ شهيد ـ في النظرة الكونيّة الشاملة لحركة الدم ـ يُربّي أجيالاً من العاملين المُخلصين لله ، وكلّ قطرة من دم الشهيد تتحوَّل إلى أنهار من دم ، يُفجِّر براكين من المقاومة والثورة والتمرّد على الظالمين في نفوس المؤمنين .
إنّ الشهادة تُعلّمنا كيف ينتصر المظلوم من الظالم ، وكيف يستعيد المظلوم حقّه ومكانه في التاريخ ، وكيف ينتصر المُستضعَفون على المُستكبرين ويستعيدون مواقِعهم في الحياة ، وكيف ينتصر الدم على السيف ، والحقّ على الباطل ، وكيف يرزق الله القلَّة المُستضعَفة ـ التي تخاف أن يتخطَّفها الناس ـ على الكثرة القويّة من المُستكبرين وأضرابِهم وجنودهم .
والشهادة تُعلِّمنا كيف نكسر الأغلال والقيود من أيدينا ، ونتمرّد على إرادة الذين يريدون أن يسلبونا الأمْن والإرادة والقدرة ، والشهادة تُعلّمنا كيف نعيش أحراراً ، وكيف نتحرَّر من القيود والأغلال ، وكيف نسترجع كرامتنا وحُرِّيتنا ومواقعنا ومراكزنا على وجه الأرض ، وكيف نتحوَّل من عبوديَّة الطغاة والمُستكبرين إلى عبوديّة الله ربّ العالمين .
الشهادة : عقيدة وإيمان ، وحُبّ وعطاء ، وتضحية وإيثار في سبيل الله ، وإخلاص وإقدام وشجاعة ، وحياة جديدة .
وحاشا أن تكون الشهادة عقيمة ، أو تكون موتاً كما يفهم الناس الموت .
بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لاستشهادهما
🛑دائرة الشويفات في
الحزب الديمقراطي اللبناني
وعائلة الشهيدين
علاء شعبان و عفيف ناصر
يدعوكم لمشاركتهم في تلاوة الفاتحة ووضع الأكاليل على ضريحيهما
المكان: مدافن الشهيدين – حي الأمراء.
الزمان: الخميس 9 أيار 2019 الساعة 6:30 مساءً.