كتب موقع “ليبانون ديبايت”:
تعود رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على “الخيبات” وباتت تجمعهما علاقة حب من الطرفين. الحكيم لا يكاد يخرج من نكسة حتى يدخل بأخرى، وكأن قدره أن يبقى أسير رغباته المستحيلة وتوقعاته التي لا تصيب، وآخر معاركه الخاسرة كانت بالأمس في جلسة انتخاب الرئيس.
اعلان
جلسة 14 حزيران أسقطت كل ما روجت إليه القوات اللبنانية على مدار أسبوعين، والتي وصلت في تمنياته وحساباته إلى أن المرشح جهاد أزعور سيتخطى عتبة الـ 65 صوتاً من الدورة الأولى، ليتبين بحسب ما خلصت إليه نتيجة الانتخابات أن أزعور بالكاد نال 59 صوتاً، وقد ينخفض هذا العدد في قادم الأيام.
تماماً كما فعل الثنائي الشيعي بالضغط على النواب كي لا يتموضعوا ضد فرنجية، فعلت القوات الشيء نفسه، وهي التي تصدرت قائمة الأحزاب الأكثر ترهيباً وتخويناً للنواب الذين رفضوا الاصطفاف إلى جانبها في معركتها الخاسرة.
وبعد الفضائح التي سجلتها القوات اللبنانية بدءًا من ما جاء على لسان جعجع “عمرن ما يصوتوا”، مروراً بتصريح جورج عقيص الذي وصف زملاءه بالجبناء والمتآمرين، وصولاً إلى سوقية النائبة غادة أيوب التي دعت لوقف “الخيخنة”، لا يحق لقوات جعجع الحديث عن التهديد والترهيب والتخوين.
يمكن القول إن التآمر الذي تحدث عنه جورج عقيص بطله حليف القوات اللبنانية المصرفي أنطون صحناوي الذي تآمر على المعارضة، ومنح فرنجية حصة من أصوات نوابه، فهل تجرأ القوات على مواجهة صحناوي. كما أن جعجع دفع ثمن “خيخنة” نوابه على شاكلة غادة أيوب التي تطاولت على زملائها منصبة نفسها بطلة قومية، وهي عبدة مأمورة في قلعة معراب.
ليس صحيحاً ما قاله جعجع بعد الجلسة، أنه في حال عقدت دورة ثانية ستؤدي إلى تتويج أزعور رئيساً. الحكيم يريد فقط نفض غبار الخسارة عن تقاطعاته العبثية مع التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي، ثم أن جعجع ساهم بتشريع عملية تطيير نصاب الجلسات عندما أكد مرات عديدة أنه سيعطل جلسات الانتخاب التي تؤدي إلى فوز فرنجية.
التناقضات في مواقف جعجع غير مبررة، لكنه معذور بسبب التخبط الكبير الذي يعيشه منذ الانتخابات النيابية حتى اليوم، فالقوات لم تخض معركة إلا وخسرتها، والحكيم لم يطلق توقعاً إلا وحصل عكسه. لذلك يبدو أن جعجع عليه إعادة النظر بسياسة حزبه وأسلوبه، وتقييم أداء نوابه وخطابهم، وكما في كل معركة، تبقى العبرة في الخواتيم