سوريا تنضم إلى “لجنة ثلاثية” لمراقبة عودة النازحين(الأخبار)
لم يُحدّد بعدُ موعد لزيارة وفد رسمي لبناني لدمشق، من أجل التنسيق في قضيّة إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.
وقد بدأ وزير المهجّرين عصام شرف الدين بالتحرّك منفرداً، فزار الأسبوع الماضي دمشق والتقى عدداً من المسؤولين المُتابعين للملف، أبرزهم وزير الدّاخلية اللواء محمّد الرحمون ووزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، وكانت الزيارة “ناجحة ومثمرة وتُمهّد لزيارة الوفد الرسمي لسوريا قريباً”، بحسب شرف الدين، مؤكّداً أنه سمع من المسؤولين السوريين تأكيداً أنّ دولتهم تصرّ على تقديم التسهيلات الأمنيّة والاقتصادية والاجتماعيّة لعودة كريمة وآمنة للنّازحين.
الموافقة السورية على المُشاركة في لجنة ثلاثية تضم لبنان وسوريا والمفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هي أبرز النقاط التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارة، إذ تنبثق من هذه اللجنة، لجان فرعية في قرى العودة لمراقبة وضع العائدين من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية بهدف إراحة النازحين والتأكّد من عدم تعرضهم لأي تهديد أمني.
وأوضح شرف الدين لـ”الأخبار” أنّ “مهمّة هذه اللجان هي دحض ادّعاءات الغرب وبعض الجمعيات الدوليّة بأنّ النازحين يتعرّضون للاعتقال والتحقيق فور عودتهم”.
وعرض وزير المهجّرين على المسؤولين السوريين خطة تتضمّن ورقة عمل وافقت عليها الحكومة اللبنانيّة العام الماضي لإعادة 15 ألف نازح شهرياً إلى بلادهم، فيما أشار المسؤولون السوريون إلى أنّ بلادهم قادرة على استيعاب أكثر من 180 ألف عائد في مراكز إيواء موزّعة في كل المناطق السوريّة، إضافة إلى أنّ بعض القرى آمنة ولم تتضرر من جراء الحرب.
واشار شرف الدين إلى أنّ “الانفتاح العربي على سوريا يؤثر إيجاباً في قضيّة إعادة النازحين وهو ما بدا في مؤتمر عمّان وما تلاه في القمّة العربيّة”، إلا أنه اعتبر أنّ “العراقيل الدوليّة ما زالت موجودة وتهدف إلى عرقلة العودة الآمنة وفرملتها لمآرب سياسيّة”.
الجمود يسيطر على الملف الرئاسي ولا مبادرات خارجية (الجمهورية)
على مستوى الحراك الخارجي تجاه لبنان، فقد شكلت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان آخر محطاته العملية.
وعلى الرغم من سيل التكهنات على سطح المشهد السياسي في الآونة الأخيرة، وافترَضَت حراكات مباشرة تجاه لبنان، لا سيما من قبل الفرنسيين والسعوديين، الا ان مصادر سياسية موثوقة اكدت لـ”الجمهورية” ان لا معلومات تؤكد وجود اي مبادرات خارجية في الوقت الراهن حول الملف الرئاسي في لبنان. فالاميركيون مُنكفئون عن هذا الملف، ولا حراك مباشرا او غير مباشر من قبلهم تجاه الملف الرئاسي. اما الجانب السعودي فكما هو معلوم، ليس في موقع الضغط المباشر على اي طرف داخلي، بل هو في موقع المُساعد والمُشجّع للبنانيين على انجاز استحقاقهم الرئاسي، الا انه ليس لدى المملكة اي خطة او مبادرة او برنامج تحرّك خاص تجاه لبنان، وما يُشاع عن تحرّك سعودي وشيك في هذا المجال لا يعدو اكثر من فرضيات في غير محلها.
اما الجانب الفرنسي، فأولويته حالياً هي الداخل الفرنسي، وقد ابلغت مصادر فرنسية الى “الجمهورية” قولها انّ الاحداث التي تسارعت في باريس في الايام الاخيرة، من الطبيعي ان تفرض تعديلاً في اجندة الاولويات الفرنسية، التي تتصدرها اولوية مواجهة الاحداث التي شهدتها العاصمة الفرنسية وتداعياتها.
ولم تؤكد المصادر عودة لودريان الى بيروت في المدى المنظور، الا انها لفتت الى ان الملف اللبناني ما زال في قائمة الاولويات الفرنسية، الا انّ المستجدات التي شهدتها باريس، تتطلّب مقاربة حثيثة من الايليزيه والحكومة الفرنسية وصرف الجهد لاحتوائها، وترسيخ الامن والاستقرار في البلاد قبل اي امر آخر.