حـسـان الـحـسـن – الـثـبـات
رغم “تمترس” الكتل النيابية في البرلمان اللبناني خلف مواقفها الداعمة لهذا المرشح الرئاسي أو ذاك أو سوى ذلك، وبقاء “الستاتيكو الرئاسي” على حاله، بالتالي انسداد الأفق أمام بلورة حلٍ لأزمة الفراغ الرئاسي.
لكن وسط هذه الأجواء الملبّدة، هناك بشائرٍ أمل تلوح في الأفق، وذلك من خلال بروز تطوراتٍ هامة تبعث على الأمل، أبرزها:
*أولًا:* عودة “الحرارة” إلى العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ويبدو أن هذه “العودة الميمونة” بدأت تسلك طريقها بإيجابيةٍ نحو إعادة إحياء “تفاهم مار مخايل” وتطويره.
وفي شكلٍ خاصٍ التوصل إلى تصورٍ مشتركٍ لتطوير البند الرابع من هذا التفاهم، المتعلق ببناء الدولة، والعمل على بدء تنفيذه.
كذلك تفعيل الحوار المذكور، لغاية الوصول إلى اتفاقٍ مشتركٍ على مرشحٍ رئاسيٍ، يلقى قبولًا من طرفي “تفاهم مار مخايل”.
وهذا الأمر ليس ببعيد المنال، ولكن يبقى نجاح هذا الاتفاق مرهون بوصولهما إلى الخواتيم المرجوة والسعيدة، على حد تعبير مرجعٍ كبيرٍ ومعنيٍ بهذا الشأن.
ويؤكد جازمًا أن توافق “التيار” و”الحزب” على صيغةٍ مشتركةٍ لحل الأزمة الرئاسية، يسهم بقوةٍ في انتخاب رئيسٍ مقبلٍ للجمهوريةٍ…
بالتالي إنهاء الشغور الراهن، وتأليف حكومةٍ تعمل على ضبط الانهيار الاقتصادي، والبدء بالنهوض، وإجراء التعيينات في المراكز الشاغرة، وما إلى ذلك، يختم المرجع.
*أما التطور الثاني:* فهو داخلي- إقليمي، قد يكون له انعكاس إيجابي على الملف الرئاسي أيضًا، من خلال وساطة يقوم بها مرجع سياسي حليف لسورية، لدى القيادة في دمشق…
من أجل فتح صفحةٍ جديدةٍ في العلاقة بين القيادة السورية والحزب التقدمي الإشتراكي بقيادة النائب تيمور جنبلاط، بعد تسلمه مقاليد قيادة الحزب من والده في الأسابيع الفائتة.
وستتوج هذا الوساطة في حال نجاحها بزيارة جنبلاط الأبن إلى دمشق، بحسب تأكيد مرجع دبلوماسي مطلع على هذه الوساطة.
ويقول: “المير طلال ارسلان ليس بعيدًا عن هذه الأجواء”. وفي الوقت عينه، يلفت المرجع إلى أن الوسيط ليس عضوًا في الحزب الديمقراطي اللبناني بقيادة ارسلان.
وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر المعلومات الواردة آنفًا، ولا تستبعد أن تتكل الجهود المبذولة لفتح هذه الصفحة الجديدة مع “التقدمي”، بزيارة تيمور جنبلاط لدمشق، تختم المصادر.
لاريب أن هذا الاتجاه الجنبلاطي المستجد والمألوف لدى الرأي العام، قد يكون له انعكاس ايجابي على السياسة الداخلية اللبنانية…
وقد يسهم في التقريب في وجهات النظر بين حزب الله و”التقدمي”، خصوصًا في الشأن الرئاسي.