ذكر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في كلمة بمناسبة “يوم الشهيد”، أنّ “يوم الشهيد هذا العام يتزامن مع أحداث كبيرة وخطيرة وتاريخية في منطقتنا في غزة وفلسطين وكل المنطقة”.
ولفت إلى أنّ “في الأحداث الجارية في غزة هناك حدثان يتعاظمان الحدث الأول العدوان الإسرائيلي على الناس أهل غزة وكل ما هو مدني والحدث الثاني هو التصدي البطولي والعظيم للمقاومة الفلسطينية في مواجهة قوات العدو”.
وأشار السيد نصرالله إلى أنّ “الغريب في جرائم العدوان على غزة هو الاعتداء الفاضح والمتبنى رسميًا من قبل العدو بحجج واهية، وهذا الاعتداء الكبير من الشهداء والجرحى والمهجرين من بيوتهم والمنازل المدمرة وهذا لم يهدأ ولم يتراجع بل يزداد”، مؤكدًا أنّ “ما يجري كبير وخطير واستثنائي في منطقتنا وفي العالم”.
وأكّد نصرالله أنّ “أحد الاهداف الاساسية التي يريدها العدو من هذا العدوان هو الاخضاع. واسقاط ارادة المطالبة بالحقوق المشروعة والتيئيس من خيار الصمود والمقاومة والدفع الى ثقافة الاستسلام والقول إن كلفة المقاومة والمطالبة بالحق غالية جدا، وهدفه أن يقول للفلسطينيين من خلال جرائمه في غزة انسوا أرضكم ومقدساتكم، ويقول انظروا يا أهل لبنان ما يجري في غزة لأنها قـاومت وتمردت”.
ولفت إلى أنّ “عدد المنازل والشهداء والجرحى والذين هجروا من ديارهم هل استطاع أن يجعل اللبنانيين يتخلون عن المقاومة؟ لا، بل مباشرة بعد هذه الحرب وهذا الدمار انطلقت المقاومة بمختلف فصائلها”، مؤكدًا أنّ “الذي يجب أن ييأس هو الإسرائيلي، وأن من أشلاء الشهداء في غزة وفي لبنان ستنطلق أجيال للمقاومة أشد إيمانًا وأقوى تصميمًا وعزمًا على مقاومة هذا الاحتلاء”.
وأوضح أنّ من “أهداف العدو هو الإخضاع، ليس إخضاع أهل غزة، بل الشعبين الفلسطيني واللبناني”.
وأكّد أنّ “العدو من خلال هذه المجازر لن يتمكن تحقيق هدفه، وثانيًا هو يلحق بنفسه الكثير من الخسائر من جملة هذه الخسائر أن حقيقته الوحشية تتضح للكثير من شعوب منطقتنا وشعوب العالم”.
ولفت نصرالله إلى أنّه “لم يعد هناك أحد في العالم يدعم استمرار هذا العدوان في القتل الا الادارة الأميركية ومعها الملحق التابع البريطاني. الصوت الغريب في العالم اليوم هو الصوت الأميركي”.
وأشار إلى القمة العربية الإسلامية في الرياض، حيث أوضح أنّ “57 دولة عربية وإسلامية يتطلع الشعب الفلسطيني إلى هذه القمة وهم لا يطلبون هذه القمة بفك الحصار أو إرسال الجيوش ولكنهم يطالبونها بالحد الأدنى أن يقف العالم العربي والإسلامي وأن يطالبوا الأميركي بجدية أن يوقف هذه الحرب”.
واوضح أنّ “منذ 7 تشرين الأول إلى الآن وعملية بريّة منذ أيام وما زال الإسرائيلي عاجزًا عن تقديم صورة إنتصار أو تقديم صورة إنكسار أو استسلام لدى مجاهدي المقاومة الفلسطينية في غزة”.
ولفت السيد نصرالله إلى أنّ “اليمن اتخذت قيادتها وشعبها موقفًا شجاعًا وجريئًا ورسميًا وعلنًا، وأرسلوا صواريخ ومسيّرات إلى فلسطين، وقد كان لذلك آثار مهمة حتى لو افترضنا أنّ الصواريخ والمسيّرات لم تصل والعدو الإسرائيلي يتكتم على ذلك”.
وكشف أنّ “أميركا لم تترك قناة لإيصال التهديدات ورغم ذلك لم تتوقف عمليات المقاومة في لبنان واليمن والعراق”.
وأشار إلى أنّ “عمليات المقاومة الإسلامية في العراق تخدم عملية تحرير العراق وسوريا من القواعد الأميركية ويجب أن يوظفها العراقيون والسوريون لأجل ذلك لكن الحيثية التي انطلقت منها هي نصرة غزة”، موضحًا أنّ “الأميركيين هم يضغطون على الاخوة في العراق وهم يضغطون علينا في لبنان”.
ولفت نصرالله إلى أنّ “سوريا وبالرغم من ظروفها الصعبة تحتضن المقاومين وحركات المقاومة وتتحمل تبعات هذا الموقف، وأمام كل قذيفة تنطلق باتجاه الجولان يقصف العدو الإسرائيلي مطار دمشق”.
وذكر انّ “ما حصل في إيلات المسيّرة التي وصلت إلى إيلات أثارت رعبًا ووضعت إيلات داخل الخطر وهي التي تحظى بحماية إسرائيلية وأميركية ويقال عربية أيضًا”، مشيرًا إلى أنّه “ضاعت إسرائيل في تشخيص المسيرة التي أصابت إيلات وأرتأت أن من وراء ذلك أحدى تشكيلات حزب الله في سوريا فاستهدفت سوريا وارتقى لنا شهداء”.
وشدد السيد نصرالله على أنّ عمليات المقاومة عند الحدود الجنوبية مستمرة رغم الحضور الدائم للمسيرات الإسرائيلية المسلحة.
وأفاد نصرالله بأنّه “حصل ارتقاء كمي ونوعي على مستوى نوع السلاح في جبهتنا، ولأول مرة نقوم باستخدام المسيرات الهجومية الانقضاضية ولأول مرة استخدمنا صواريخ البركان الذي يزن نصف طن ولكم أن تتخيلوا حجم الخسائر”.
وشدد على أنّ “العمليات التي نفذت سواء بالرد بالكاتيوشا أو بالمسيرات هي أعمق مما مضى ونحن في ارتقاء معيّن وهذا استلزمته المعركة وما يرتبط بالتصعيد القائم في غزة ولبنان”، مشيرًا إلى أنّ الإسرائيليين “يحاولون أن يخفوا إصاباتهم وقتلاهم أو يدمجوهم بالقتلى والإصابات العامة في المعارك”.
ولفت إلى أنّ “كان لدينا الاسبوع الماضي استهداف المدنيين. تعرضت سيارات للاخوة الاعزاء في كشافة الرسالة الاسلامية للاعتداء والاخوة مشكورون على حضورهم في تلك المناطق الخطرة وتم الرد على احد المواقع الاسـ.ـرائيلية. الاخطر كان ما تعرضت له سيارة العائلة الكريمة التي أدت الى استشهاد الجدة وحفيداتها الثلاث. والذي ردت عليه المقاومة الاسلامية بسرعة ودون تردد على كريات شمونة وأبلغنا العدو ببيان رسمي أننا لن نتسامح على الاطلاق بالمس بالمدنيين وهذا ما نؤكد الالتزام به”.
وأكّج أنّ “مجموع الأداء في جبهة لبنان يعترف الإسرائيلي أنّها ارتفعت، وهو ما يزيد منسوب القلق لديه وهذا مطلوب”.
وشدد على أنّه “ستبقى جبهة جنوب لبنان جبهة ضاغطة، وأشيد مجددًا بالمقاومين الأبطال وأشيد بالبيئة الحاضنة المباشرة التي تتحمل عبء هذه المواجهة وعبء تقديم الشهداء وعبء التهجير من القرى الأمامية والموقف العام في لبنان المتضامن مع غزة”، مشيرًا إلى أنّ “الموقف العام في لبنان مساعد وجيد وقوي ويجعل من جبهة لبنان قوية”.
وأكّد نصرالله أنّ “المشهد العام من غزة إلى الضفة إلى اليمن إلى إيران إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان، هو أننا في معركة الصمود ومعركة تراكم الإنجازات وجمع النقاط والوقت لمصلحة حركات المقاومة وهزم الغزاة وهكذا كان عبر التاريخ”.
وشدد على أنّ “الفشل الميداني والخشية من انفتاح الجبهات باتجاه أوسع وضغط المهجرين لدى الكيان في الداخل ووضغط عوائل أسرى العدو ستضغط على العدو وتضيق الوقت لديه”.