الرئيسية / مقالات / ما معنى وجود هوكشتاين في تل أبيب وعبد اللهيان في بيروت؟

ما معنى وجود هوكشتاين في تل أبيب وعبد اللهيان في بيروت؟

 

 

بعد ساعات قليلة من وصول الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين الى تل أبيب، وصل وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان الى بيروت في مهمّة قد تكون متشابهة.

وهو ما التقى عليه الرجلان بلغتين فارسية وأميركية، في اشارتهما ومعهما الناطق باسم البيت الابيض الى “تحقيق الأمن في المنطقة وعدم توسيع رقعة الحرب”.

وقالت مراجع سياسية وديبلوماسية واستخبارية لصحيفة “الجمهورية” انّه يجدر بالمراقبين والمحللين السياسيين ان ينظروا الى الواقع الجديد، الذي تعدّدت فيه القوى والاطراف التي لعبت ادوارها على الساحات المختلفة الفلسطينية منها والاسرائيلية والإقليمية والدولية، في ظل غياب الرجال الكبار في المحافل الدولية الكبرى، التي كانت قادرة على حسم كثير من كل أشكال النزاعات السابقة بطريقة ملتبسة أبقت الزغل في كثير من المواجهات تحت الجروح الى ان تفتحت وتورمت في وقت لاحق، لتتحول نزيفاً قاتلاً. ذلك أنّه لم يعد هناك من هو قادر على حسم اي معركة من طرف واحد لتكون له الغلبة كاملة.

ولما غاب الامل في إمكان ان تستعيد اسرائيل بأي طريقة ما فقدته من ثقة مواطنيها والمستوطنين، تغيّرت المعادلات وبدأ البحث عمّا يعاكس ما اتُخذ من مواقف. فاستخدمت كل الطاقات لترميم ما اصاب صورة وهيبة جيشها ومؤسساتها الاستخبارية من ندوب خطيرة.

وعند الدخول في تفاصيل تلك المرحلة وما شهدته من محاولات فاشلة واخرى هزيلة لم تؤت أهدافها، توجّهت الانظار الى تدارك مظاهر الفشل التي عّبرت عنها المحاولات التي خاضتها الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، روسيا، الصين والبرازيل في مجلس الأمن لترتيب “هدنة انسانية” أو “وقف للنار”. فهي اعقبت مساعي خالية من اي انجاز، تمثلت بتعطيل مشروع “القمة الرباعية” الاميركية ـ الاردنية – المصرية والفلسطينية التي الغتها عمّان عشية موعدها، وسقوط التجربة المصرية في “قمة القاهرة للسلام” بعدما فشل أقطابها من 31 دولة ومؤسسات اممية واقليمية من إصدار بيان ختامي، الى ان جاء مسلسل القمم التي نظّمتها الرياض فانقلبت الصورة في القمة الاستثنائية العربية ـ الاسلامية التي جمعت رؤساء وملوك وأمراء 57 دولة لتدقّ ناقوس الخطر من امكان سقوط التفاهمات السابقة بين إسرائيل والدول المطّبعة كما المسّ بعلاقاتها مع واشنطن.

ولا تستبعد المراجع أن يبدأ البحث جدّياً، في ما يعني الملف اللبناني. وإن عاد الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وقبله او بعده وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الى بيروت، تكتمل الصفقة لإعادة تكوين السلطة بتقصير مهلة خلو سدّة الرئاسة وانتخاب رئيس للجمهورية.

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …