كتب كمال ذيبان في الديار
الحرب “الاسرائيلية” المدمرة على غزة مستمرة وطويلة، كما يؤكد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، الى ان يتم القضاء على حركة حماس خصوصاً، والمقاومة الفلسطينية عموماً، وتقوم منطقة آمنة يديرها جيش الاحتلال الاسرائيلي، وهذا هدف لم يتحقق بعد منذ حوالى ثلاثة اشهر، وقد لا ينجزه العدو الاسرائيلي خلال عام، وفق ما اعلن وزير الحرب “الاسرائيلي” يواف غالانت، وهي المهلة التي حددها لاهدافه في غزة.
وما دامت الحرب الاجرامية قائمة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، فان المواجهة بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي، لن تتوقف عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وفي الوقت نفسه فان الحديث عن تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي في12 آب 2006، لن يوضع موضع التنفيذ في المرحلة الراهنة، وان المقاومة في لبنان غير معنية به، وهي منذ 17 عاما تتعاطى معه على انه وقف للاعمال العسكرية، وليس لاطلاق النار كما ورد في احد بنوده، وان لبنان ملتزم به ولم يسجل خروقات له، لا بل ان الكيان الصهيوني هو الذي خرج عنه وخرقه آلاف المرات، دون ان يتحرك مجلس الامن الدولي، ولا الامم المتحدة وقواتها في الجنوب، بالطلب من “اسرائيل” الانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والجزء الشمالي من مدينة الفجر، اضافة الى 13 نقطة المتحفظ عنها لبنان عند الخط الازرق منذ الانسحاب “الاسرائيلي” عام 2000، اضافة الى عديد القوات سواء الدولية او الجيش اللبناني، والتي يجب ان تكون 15 الف ضابط وعنصر لكل منهما.
فالقرار 1701 موضوع على الرف من قبل المقاومة ولا يعنيها تطبيقه، لان الميدان العسكري سواء في غزة او عند الحدود اللبنانية مع فلسطين، هو الذي سيحدد المسار السياسي، ولا يمكن ان يعطى العدو الاسرائيلي في الجنوب منطقة آمنة ومنزوعة السلاح، اي لا وجود لقوة ردع فيها تمثلها المقاومة التي تتناغم مع الجيش، وفق ما يقرأ مصدر حزبي في خط المقاومة، والذي يشير الى ان محور المقاومة في كل جبهاتها وساحاتها وحدة متراصة، وان الحل لن يكون منفرداً او مجزأ، فليس الوقت الآن لتقديم مناطق آمنة للعدو الاسرائيلي، سواء في جنوب لبنان او العراق وسوريا واليمن، وكذلك في الضفة الغربية، والحرب متواصلة في غزة.
والعدو الاسرائيلي يخوض الحرب لتأمين الامن لكيانه الغاصب، وهو في موقف ضعيف عسكرياً، ومأزوم سياسياً، ومفضوح دولياً، فلماذا يقدم لبنان له هدية مجانية، ويحيد جبهة الجنوب تحت عنوان تطبيق القرار1701، الذي لم يكن يوما شاغلا اطرافا دولية او اقليمية ومحلية من اجل تنفيذه، حيث يُستنزف “الجيش الاسرائيلي” في شمال فلسطين المحتلة، ويعاني من خسائر نتيجة ضربات المقاومة لمواقعه العسكرية والمستوطنات، ردا على اعتداءاته سواء على مواقع للمقاومة او على المنازل والمدنيين.
والدعوة الى اقامة منطقة آمنة في جنوب الليطاني لن تحصل، لان للبنان الحق في ان يطالب بمنطقة في شمال فلسطين المحتلة منزوعة السلاح، ولن يعود المستوطنون ما دام التهديد “الاسرائيلي” مستمرا للجنوب خصوصا ولبنان عموماً، يقول المصدر، وسيكون التعامل بالمثل، فكما كان رد المقاومة منذ 8 تشرين الاول الماضي على مواقع عسكرية، ثم على مستوطنات ومنازل مدنية، وستطالب بالقرى السبع التي احتلتها “اسرائيل” منذ العام 1948 وضمتها الى كيانها الغاصب واقامت مستوطنات عليها، وهذا هو الوقت المناسب لذلك لاسترجاع هذه القرى المنسية.
من هنا، فان القرار 1701 بحالته الحالية، لن يكون صالحاً بعد التطورات التي حصلت منذ 7 تشرين الاول، فاذا لم يحقق العدو الاسرائيلي اهدافه في غزة، ولن يحققها، فان مطالبة دول واطراف لبنانية، بوضع القرار الدولي على طاولة البحث للتنفيذ لن تكون مجدية، اذ ان المنتصر في المعركة هو الذي يفرض شروطه، والعدو الاسرائيلي ليس في موقع وحالة الانتصار، سواء في غزة او لبنان، بالرغم من التدمير والقتل، لانه لن يحصل في غزة على الامن، وفي لبنان على منطقة منزوعة السلاح، وابعاد مقاتلي حزب الله من جنوب الليطاني، وهم من اهل الجنوب وتحديدا البلدات الحدودية، وهذا ما يظهر في عدد الشهداء الذين يسقطون، وغالبيتهم من ابناء البلدات الحدودية عند تخوم فلسطين المحتلة، الذين انخرطوا في المقاومة للدفاع عن ارضهم، وكانت هي سبيلهم الوحيد في تحرير الجنوب في 25 ايار 2000، ثم في الصمود اثناء العدوان الاسرائيلي صيف 2006، والخسائر التي تكبدها جيش العدو الاسرائيلي في المواجهات التي حصلت مع المقاومة، وابرزها في وادي الحجير وسهل الخيام ومارون الراس وبنت جبيل الخ…
فالقرار 1701 الذي كان البعض يراه يصلح العام 2006، لم يعد ممكنا بعد حرب غزة، التي في ضوء نتائجها العسكرية والسياسية يبنى على الشيء مقتضاه، ولا بحث فيه الآن لتأمين الامن للكيان الصهيوني.