تحت عنوان “توطين مزدوج”.. يطرق باب لبنان، كتب نبيل هيثم في “الجمهورية”: يعبّر مسؤول كبير عن ضيق شديد ممّا سمّاه “السيرك”، الذي أُدخلت فيه الموازنة، والتهريج السياسي السخيف، الذي حكم منطق الزيادات والتخفيضات وما الى ذلك من صفات، فيما مياه المنطقة ومفاجآتها تجري من تحت أرجل اللبنانيين. فإن كانوا يعرفون مصيبة، وإن كانوا لا يعرفون فالمصيبة أكبر.
ما يدفع المسؤول الكبير هو التحذيرات المتتالية التي بدأت تصل منذ مدة الى لبنان، ونقل بعضها شخصيات أوروبية بصفات أمنية واستخبارية وديبلوماسية، تتقاطع عند أمر وحيد: المنطقة على شفير تبدّلات جذرية!
لم يفهم المسؤول المذكور حتى الآن ما المقصود بـ”التبدّلات الجذرية”، الّا أنّ ما نُمي إليه من حركة تلك الشخصيات، انّها تمسك رؤوس خيوط، عمّا قد يحصل، وضمن بقعة جغرافية تمتد من إيران، الى سوريا، الى فلسطين فلبنان. وانّ المسألة ليست طويلة، بل هي مسألة اسابيع قليلة، تبدأ شرارتها الاولى مع الاعلان المرتقب لـ”صفقة القرن” التي دخلت مرحلة التمهيد لهذا الإعلان مع مؤتمر البحرين اواخر الشهر المقبل، بإدارة ورعاية مباشرة من قِبل الولايات المتحدة الاميركية.
اربع نقاط تؤشر إليها تلك الشخصيات:
الأولى، إيران، حيث يبدو التوجّه جدياً، نحو تحييدها، بمزيد من الضغوط التي تُمارس عليها من قِبل الولايات المتحدة، بما يتخطّى العقوبات والحصار وإنهاء إعفاءات التصدير النفطي، الى حدّ الدخول في مواجهة مباشرة معها يمكن وصفها بأكبر من اشتباك وأصغر من حرب، حيث قد تأخذ شكل ضربات موضعية لبعض الأهداف.
الثانية، سوريا، حيث يبدو التوجّه واضحاً نحو إجراءات قاسية ضدّ النظام السوري، من دون ان تُحدّد ماهية هذه الاجراءات ونوعيتها ومكانها وزمانها. وايضاً من دون ان تُحدد الجهات التي ستنفّذ هذه الإجراءات.
الثالثة، فلسطين، وهي الهدف الاساس لـ”صفقة القرن”، والتي ان مرّت كما هو مرسوم لها، سترسم خريطة فلسطينية جديدة، تُنهي بشكل كامل ما اتُفق على تسميته منذ نكبة فلسطين بـ”القضية الفلسطينية”. وتترك مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في عالم الشتات.