لم تجر رياح جلسة مجلس النواب بالأمس كما كان متوقّعاً. فمن تابع المواقف السياسية التي سبقت الجلسة، وحملات وسائل التواصل الاجتماع ضد “الرشوة الأوروبية”، توقّع خطاباً سياسياً عالي السقف من الكتال والنواب، لاسيما التيار الوطني الحر والنائب جبران باسيل.
وانطلاقاً من كونه “رافع سيف المواجهة” مع الحكومة ورئيسها “والهبة” الأوروبية، توقّفت المصادر عند كلمة باسيل تحديداً، لاسيما نقطتين بارزتين فيها: الأولى كلامه الإيجابي عن النظام السوري، في خطوة تهدف الى تقديم أوراق اعتماده مجدداً للرئيس السوري بشار الأسد، ساعياً وراء صفقة تعيده إلى المحور.
“فسوريا بتبقى جارتنا وشعبها المنكوب جار وصديق… وغير مسموح تخريب العلاقة بين البلدين والشعبين” قالها باسيل في كلمته المكتوبة، قبل أن يضيف أن “المؤامرة هي الحرب يلّي فُرضت على سوريا وموّلوها كتار وهي متواصلة بالحصار الاقتصادي عليها ومنع اعادة اعمارها”.
فلماذا تحدث باسيل في ساحة النجمة ليسمعه من في سوريا؟ المعلومات تشير الى أن عين باسيل على الدخول بمشاريع لإعادة الاعمار، على غرار دخوله بمشاريع لاعادة اعمار الضاحية الجنوبية بعد حرب تموز. وهذا الدخول بتطلب منه تبديل المواقف، لغايات سياسية وتجارية.
أما النقطة الثانية، فموافة باسيل على التوصية النيابية التي جاءت في نهاية الجلسة، وشارك باسيل بإعدادها عبر النائب جورج عطالله قبل يوم من الجلسة، والتي لا تتضمن أي إشارة للهبة الأوروبية.
ورأت المصادر أن رئيس التيار الوطني الحر، الذي استهل الجلسة بالقول “رئيس الحكومة قبلنا كلنا”، ومازح ميقاتي أكثر من مرة، أمّن تغطية كاملة للحكومة في موضوع تمويل إبقاء السوريين في لبنان وقبول منطقها وتعاملها مع ما أسماه باسيل في بيانات حزبه ونوابه ب”الرشوة الأوروبية”!
فما الذي تبدّل لينتقل باسيل من الهجوم الى “المحاباة والتسوية”؟ وليغازل النظام السوري “والرشوة الأوروبية” من تحت قبة البرلمان؟! الإجابة عند وزير سابق جلس مع باسيل على طاولة وزارية واحدة، اذ يقول “مواقف جبران غير مبدئية، بل تخضع للبيع والشراء”.
شاهد أيضاً
مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 21/11/2024
* مقدمة نشرة أخبار الـ “أن بي أن” حاملاً ما وصفه بالتقدم الإضافي الذي تحقق …