وجّه قائد الجيش اللّبناني العماد جوزاف عون، أمر اليوم لمناسبة “عيد المقاومة والتحرير”، قائلًا: “تحلُّ علينا الذّكرى الرّابعة والعشرون لعيد المقاومة والتّحرير، فيما يتعرّض لبنان لاعتداءات وانتهاكات يوميّة من جانب العدو الإسرائيلي، الّذي يشنّ منذ نحو سبعة أشهر حرب إبادة على الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أنّه “إذا كانت الاعتداءات الرّاهنة تتجاوز سابقاتها لناحية حجم الدّمار والخسائر، فإنّها تأتي في سياق طويل من الأعمال العدائيّة الّتي ارتكبها العدو ضدّ وطننا على مدى العقود الماضية”، لافتًا إلى أنّ “هذا العيد يرتبط بمحطّة تاريخيّة كبيرة، متمثّلة بتحرير القسم الأكبر من أرضنا من الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة أطماعه في أرضنا ومواردنا. ويذكّرنا اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، بأنّ الحفاظ على إنجاز التّحرير يتمّ من خلال الوحدة الوطنية والعمل بما تقتضيه مصلحة الوطن”.
وخاطب العماد عون، العسكريّين بالقول: “لقد أظهرتم صدق إخلاصكم لرسالة الجندية، وصلابة عقيدتكم العسكريّة، وقوّة التزامكم بالوقوف إلى جانب أهلِكم وأداء الواجب مهما اشتدّت الظّروف. كلّ ذلك يجعلكم محطّ آمال اللّبنانيّين ومصدر قوّتهم والدّافع لصمودهم، والضّمانة للبنان في ظلّ ما يمر به، وموضع ثقة الدّول الشّقيقة والصّديقة”.
وأكّد أنّه “ينبغي لنا التوقّف عند مبادرات الدّعم الاستثنائيّة الّتي تقوم بها جيوش هذه الدّول، إضافةً إلى مبادرات اللّبنانيّين المقيمين والمغتربين، لما لها من مساهَمة أساسيّة في تعزيز قدرات الجيش على مواجهة التحدّيات، وتحمُّل مسؤوليّاته الوطنيّة والحفاظ على استمراريّة دوره وأدائه، والعمل بالتّنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في لبنان- اليونيفيل وفق القرار الدّولي 1701، بالتّوازي مع مكافحة الإرهاب، ومتابعة الوضع الأمني في جميع المناطق؛ ومراقبة الحدود وضبطها وفق الإمكانات المتاحة”.
كما شدّد على أنّ “الظّروف الاستثنائيّة توجب على الجميع توحيد الجهود والخروج من الحسابات الضيّقة والبقاء على قدر المسؤوليّة، فهذا هو السّبيل الوحيد للنّهوض بوطننا ومؤسّساته”، لافتًا إلى أنّ “الجيش سيبقى كما كان دائمًا، ملاذ اللّبنانيّين ومصدر قوّتهم، وسيظلّ متمسّكًا بمسيرة الشّرف والتّضحية والوفاء، ومُخلِصًا لإرث شهدائه الّذين رووا بدمائهم تراب وطنهم؛ ولن يتوانى عن أداء واجبه مهما عظمت التّضحيات”.