معادلات رئاسية لا يمكن كسرها…
على الرغم من الإيجابيات “المصطنعة”، التي تحيط التحركات التي تقوم بها الكتل النيابية بالنسبة إلى الإستحقاق الرئاسي، يبدو أن جميعها لا تزال تدور في حلقة مفرغة، عنوانها الأساسي عدم وجود القرار الخارجي الحاسم بالذهاب إلى إنتخاب رئيس جديد للبلاد، ما يفتح الباب أمام البعض إلى تقديم طروحات، لن تقود إلى أي نتيجة في الوقت الضائع.
في هذا السياق، تشدد مصادر سياسية متابعة، عبر “النشرة”، على صعوبة الوصول إلى أي تسوية في ظل الأوضاع الحالية التي تسيطر على المشهد الإقليمي، خصوصاً أن أحداً لا يستطيع أن يحسم التداعيات التي من الممكن أن تتركها على الجبهة الجنوبية، في ظل التصعيد المستمر في العمليات العسكرية على هذه الجبهة، بالرغم من أن التقديرات لا تزال تستبعد خيار الحرب الشاملة.
بالنسبة إلى هذه المصادر، ما تقدم لا يعني أن هذا الخيار غير موجود على الإطلاق، لا سيما أنه بات من الصعوبة في مكان توقع الخطوات التي قد يقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لا سيما أنه أصبح بشكل كامل تحت رحمة الأحزاب اليمينية المتطرفة، بعد الإستقالة التي حصلت في الأيام الماضية على مستوى مجلس الحرب، وتضيف: “تلك الأحزاب في الأصل تشجع على خيار المضي في الحرب حتى النهاية، لا بل تسعى إلى شن عدوان واسع على لبنان”.
على الرغم من ذلك، يبدو أن هناك معادلات باتت شبه محسومة على مستوى الإستحقاق الرئاسي، بالرغم من كل ما يصدر، بين الحين والآخر، من مواقف متناقضة معها، وهو ما سيتأكد تباعاً في المرحلة المقبلة، بسبب عدم وجود أي رغبة في كسرها عند أي من الأفرقاء.
في هذا الإطار، تشير مصادر نيابية، عبر “النشرة”، إلى مجموعة من هذه المعادلات، أبرزها أن الإنتخاب لن يتم إلا بأغلبية 86 صوتاً على مستوى نصاب جلسة الإنتخاب، ولا جلسات مفتوحة للحفاظ على حق المجلس النيابي
التشريعي، كما أن لا إنتخاب وفق قاعدة التحدي بالرغم من الطروحات التي تقدم في هذا المجال، كمثل الإقتراح الذي كان قد ذهب إليه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لناحية “المبارزة” مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تحت قبة المجلس النيابي.
بالإضافة إلى ذلك، تلفت المصادر نفسها إلى أن الحديث عن حوار أو تشاور بمن حضر غير مطروح أيضاً، مع كل ما يقال حول السعي إلى تأمين أغلبية من 86 نائباً تؤمن الميثاقية لذلك، خصوصاً أن المؤشرات المتوفرة توضح أن مواقف المعارضين لا تنبع من قرارات خاصة بهم، بل لها إرتباطات خارجية، وتضيف: “في الأصل هذا الطرح يناقض المبدأ الأساسي الذي تلتزم به قوى الثامن من آذار، لناحية رفض الذهاب إلى إنتخاب أي شخصية، حتى ولو كانت فرنجية نفسه، من دون مروحة واسعة من التوافقات حولها”.
بناء على ما تقدم، تعود هذه المصادر إلى التأكيد أن الظروف الراهنة لا تساعد على إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وبالتالي يجب الإنتظار أكثر لوضوح الصورة على المستوى الإقليمي، وهو ما يتطلب، قبل أي أمر آخر، إنتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، وتشدد على أن الجهات الدولية والإقليمية، التي تدعي في العلن الضغط لانتخاب الرئيس المقبل، هي في حقيقة الأمر تنتظر أيضاً وضوح المعادلات، على إعتبار أن الساحة اللبنانية ستكون جزءاً من تسوية أكبر على مستوى المنطقة.
في المحصّلة، يستطيع كل فريق، في الوقت الضائع، أن يجرّب حظه في طرح مبادرة أو القيام بتحرك، يقول من خلاله أنه يقوم بجهود في سبيل تخليص البلاد من الأزمة التي تمر بها، لكن في المقابل الجميع يدرك الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، وهي أن هذا الإستحقاق محكوم بمعادلات لا يمكن كسرها، وأبرزها يبقى أن لا إنتخاب من دون تسوية شاملة.
شاهد أيضاً
باسيل: استقلال لبنان مهدد مرة أخرى
أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أنَّ “الحفاظ على الإستقلال هو أصعب من …