الرئيسية / مقالات / محاولة فاشلة لخلافة الحريري والمشنوق فتح معركتها

محاولة فاشلة لخلافة الحريري والمشنوق فتح معركتها

كمال ذبيان

 

خلال اسبوعين واجه رئيس الحكومة سعد الحريري، ثلاث معارك سياسية، الاولى مع «التيار الوطني الحر» ورئيسه الوزير جبران باسيل، والثانية، مع الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط، الا ان المعركة الثالثة الابرز كانت من «بيئته السياسية»، او من داخل فريقه السياسي، الذي سبق ودبر له، «مؤامرة» سببت له مشكلة في السعودية.

فالمعركة الاقسى للرئيس الحريري، هي من داخل بيئته، التي «تتحين نقاط الضعف للانقضاض عليه»، برهان القدرة على خلافته، وتسويق خطابها السياسي لدى الخارج والداخل»، كما جاء في وسائل اعلام «تيار المستقبل»، الذي صوب السهام نحو «التيار الوطني الحر»، لكنه لم يوفر «احد الكتبة» للتقارير، ويقصد به النائب نهاد المشنوق، كما كشفت مصادر سياسية في «تيار المستقبل»، التي اكدت بان وزير الداخلية السابق، هو الذي يقوم بحملة التحريض على الرئيس الحريري، في سعي منه لخلافته، ويحاول تشويه صورته امام مسؤولين خارجيين وفي داخل الطائفة السنية في لبنان.

فالازمة الطارئة بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل»، ستلاقي لها حلاً، لان لا مصلحة للطرفين بانهيار «التسوية الرئاسية»، ويعول على دور لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ترميمها واعادة العلاقة الى سابق عهدها، اما الازمة داخل «تيار المستقبل»، فلن يتهاون فيها رئيسه، لا سيما مع الذين يمارسون «الباطنية»، بحيث يظهرون في العلن انهم مع الرئيس الحريري، لكنهم يعملون في الخفاء ضده ويحرضون عليه، على انه يتنازل عن حقوق المسلمين السنة، ومراجع امام جبران باسيل، الذي يمارس اعرافاً، تحت شعار «رئيس الجمهورية القوي»، فيعيد احياء «المارونية السياسية»، وفق المصادر، التي تشير الى ان المشنوق وعبر احد الاعلاميين الذي كتب بلسانه مقالة تحت عنوان «كي لا نصير ماسحي احذية في جمهورية جبران باسيل».

لذلك، فان المعركة فتحت بين الحريري والمشنوق، عبر الاعلام، ومن خلال «كتبة التقارير»، تقول المصادر، اذ كان الادعاء قبل نحو عامين، ان رئيس الحكومة يسلم لبنان لـ «حزب الله»، ولا يتصدى له، كما انه لم يستطع ان يستميل الرئيس عون، ليكون في خط عربي بمواجهة النفوذ الايراني، الذي باتت بيروت من ضمن العواصم الاربع التي تتحكم بها ايران، وهذا ما استدعى فرض الاستقالة عليه من الرياض في تشرين الثاني من العام 2017. وافرج عنه بضغط من الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وبتضامن لبناني داخلي مع رئيس الحكومة، الذي بدأ بعض من بيئته السياسية، يعمل لخلافته، لانه يفرط بحقوق السنة، ويتساهل في صلاحيات رئاسة الحكومة.

فخلافة الرئيس الحريري، فتحها طامحون اليها، واولهم الوزير المشنوق تقول المصادر السياسية في «تيار المستقبل»، اضافة الى رؤساء حكومات سابقين، لن يحققوا مبتغاهم، بل سيصابون بالفشل، كما في المرة السابقة، وان صمت الرئيس الحريري فاجأهم، لانه لا يريد تحقيق ما يصبون اليه، فاستقرار لبنان، واخراجه من ازمته الاقتصادية – المالية، هو ما يعمل له، وانه حريص على التسوية الرئاسية، التي قد تهتز ولكنها لن تقع، وان اطرافاً اساسية اخرى في البلد، حريصون على ان تبقى وتستمر، ولن ينجح المتآمرون على رئيس الحكومة في مشاريعهم التصفوية السياسية.

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …