شدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على أن “الوضع في لبنان لا يمكنه انتظار تسوية الوضع في غزة”، منادياً ب”ضرورة اتخاذ الحكومة تدابير حاسمة وفورية بشأن جبهة الجنوب، لناحية تطبيق القرار 1701″، حيث جدد التأكيد على أن “فتح جبهة الجنوب خطيئة كبرى وليس خطأ”.
كلامه جاء خلال حفل تسليم بطاقات لدفعة جديدة من المنتسبين في منطقة البقاع الشمالي، وقد أطلقوا على دورتهم اسم “دورة المعرفة حتى الالتزام 2024″، في المقر العام للحزب في معراب، في حضور عضو تكتل “الجمهوريّة القويّة” النائب أنطوان حبشي، رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر جان الفخري، عدد من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها، الأمين العام للحزب اميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون المناطق جورج عيد، الأمين المساعد لشؤون الإدارة رفيق شاهين، رئيس جهاز الإدارة في الحزب نهرا بو يونس، رئيس مصلحة النقابات طوني نون ورئيس جهاز التنشئة السياسية في الحزب ممثلاً بعضو المجلس المركزي آيمي عون، مدير مكتب النائب حبشي عضو المجلس المركزي إيلي جعجع، وحشد من رؤساء المراكز في المنطقة والمحازبين.
وتطرّق جعجع إلى الملف الرئاسي، حيث شدد على رفضه الكامل لما يشاع عن أن انتخاب الرئيس العتيد سيكون عبر مجلس نواب 2026، مؤكدًا أن “القوات اللبنانية تعمل بكل قواها لضمان عدم ترحيل معركة انتخاب الرئيس إلى ما بعد الإنتخابات النيابيّة المقبلة”. ودعا “النواب الوسطيين” إلى “تحمل مسؤولياتهم والمساهمة في انتخاب رئيس للجمهورية بشكل فوري”، معتبرًا أن “هذه الخطوة هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية”.
كما تطرق إلى دور “حزب الله” في الداخل اللبناني، فقال: “لا دولة يمكن أن تقوم بوجود حزب مسلح خارج إطار الدولة. ولضمان استقرار لبنان وأمان اللبنانيين، يجب على الحكومة أن تبادر فوراً إلى تطبيق القرار 1701 من طرف واحد، ويجب ان ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب بدلاً من حزب الله، لتحقيق السيادة الوطنية وحماية الحدود”.
وعن المساعي الدولية لحل الأزمة اللبنانية، أشار جعجع إلى أن “الحل يجب أن يكون محليًا بامتياز”، مؤكدًا أن “المجتمع الدولي يمكنه المساعدة لكن الحل النهائي يكمن في أيدي القوى المحلية، وبخاصة النواب الوسطيين الذين يمكنهم كسر الجمود القائم والذهاب نحو انتخاب رئيس جديد”.
وختم جعجع حديثه بالتأكيد على “ضرورة عدم الاستسلام للأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان”، ودعا المنتسبين الجدد إلى “التمسك بالأمل والعمل وأن يعوا تاريخ الحزب الذي قرّروا الإنتساب إليه وبالتالي المسؤوليّة التاريخيّة الملقاة على كاهلهم”، وقال: “لبنان في زنزانة تحت سابع أرض، ولا نعلم متى سيأتي اليوم الذي سيخرج منها، لكن يجب علينا ألا نغرق باللحظة السوداوية التي نمر بها، اللحظة التي نعيشها صعبة جداً ودقيقة وخطرة، ولكن لا يجب أن نغرق فيها”.
حبشي
وألقى حبشي كلمة دعا فيها المنتسبين الجدد إلى “التحلي بالروح الحزبية القواتية اللازمة والعمل يدًا واحدة في سبيل القضية الوطنية”، وقال: “التحديات التي تواجه لبنان تتطلب من الجميع وحدة الصف والتضحية من أجل الوطن”.
أضاف: “لا شيء يخيفنا، لا سلاح حزب الله ولا أي عامل خارجي، وهذه العوامل تعتبر أخطارًا يمكن التعامل معها إذا ما كنا موحدين ونعمل بقلب واحد ورب واحد. والتهديدات الخارجية مهما كانت خطيرة هي موقتة وستمر، بينما التهديد الحقيقي يكمن في عدم القدرة على الحفاظ على صلابة البيت الداخلي القواتي. علينا أن نتذكر دومًا أن وحدتنا الداخلية هي حصننا المنيع ضد أي خطر خارجي. إذا كنا متماسكين ومخلصين لقضيتنا، فلا شيء يمكن أن يهزمنا. الوحدة الداخلية هي السلاح الأقوى الذي نملكه، وعلينا أن نحافظ عليه بكل قوتنا”.
ودعا المنتسبين الجدد إلى “التحلي بالروح نفسها التي تحلى بها رفاقهم الذين سبقوهم للانتساب إلى الحزب”، مؤكدًا على “أهمية تقديم مصلحة المجتمع العليا على أي مصالح آنية شخصية ذاتية”. وقال: “نحن نعمل لأجل لبنان، لأجل أجيال المستقبل، لأجل بناء وطن يليق بتضحيات أبنائه. لذا، يجب علينا أن نضع مصلحة المجتمع والوطن فوق كل اعتبار شخصي”.
كما شدد على “ضرورة الالتزام بقيم الحزب ومبادئه، والعمل بجد وإخلاص لتحقيق أهدافه”. وأكد أن “القوات اللبنانية لطالما كانت رمزًا للصمود والتضحية في سبيل لبنان، والحفاظ على هذه القيم يتطلب من الجميع العمل بروح الفريق والتعاون المستمر”.
وختم حبشي كلمته بتوجيه رسالة إلى المنتسبين الجدد: “أنتم اليوم تحملون راية القوات اللبنانية، وأنتم أملنا في المستقبل. التزموا بمبادئ الحزب، واعملوا بجد واجتهاد، وكونوا على يقين أن وحدتنا وقوتنا الداخلية هي التي ستضمن لنا التغلب على كل الصعوبات والتحديات التي تواجهنا. لنكن على قدر المسؤولية ولنعمل معًا لبناء لبنان أفضل”.
مكرزل
وكانت مداخلة للأمين العام للحزب، حض فيها المنتسبين الجدد على “تعزيز الروح الحزبية والعمل بتفانٍ وإخلاص لتحقيق أهداف الحزب الوطنية”. وأكد أن “التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان تتطلب التزامًا قويًا وتضحية من الجميع”، وقال: “لا شيء يمكن أن يخيف القوات اللبنانية، لقد واجهنا عبر تاريخنا الكثير من الصعوبات في الماضي وخرجنا منها أقوى. اليوم، نواجه تحديات جديدة، ولكن بثباتنا ووحدتنا، سنتمكن من التغلب عليها”.
ودعا مكرزل المنتسبين الجدد إلى “تقديم مصلحة الحزب والوطن فوق كل اعتبار شخصي”، مشددًا على أن “القوات اللبنانية كانت دائمًا مثالاً للالتزام والتضحية في سبيل لبنان، ونحن هنا لخدمة لبنان، لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة. يجب أن نضع مصلحة الوطن فوق كل شيء ونعمل بتفانٍ وإخلاص لتحقيق ذلك”.
بو رفول
أما منسق المنطقة الياس بو رفول، فقد أعرب عن امتنانه لجميع الحاضرين، مشيراً إلى أن التزامهم “يظهر صورة مشرقة لمنطقة دير الأحمر”، وأثنى على “دعم الكنيسة لنشاطات الحزب ودور النائب الحزبي طوني حبشي الذي يعكس أفضل صورة داخل البرلمان”، قائلاً: “منشوف حالنا فيك يا طوني، وين بينذكر إسم طوني حبشي بتنذكر القوّات اللبنانية”.
كما شكر اتحاد البلديات والبلديات والمخاتير “الذين، رغم الظروف الصعبة وإفلاس الدولة، استمروا في عملهم ولم يقدم أحد استقالته”. وأكد على “واجب الجميع بالوقوف خلف السلطات المحلية لدعم البلديات”.
وقدم بو رفول “شكرا خاصا لقائد المقاومة اللبنانية الدكتور سمير جعجع”، معتبراً إياه “رمزاً للنضال والمقاومة”، وأثنى على جيل الشباب الجديد “الذي يستمر في المسيرة جنباً إلى جنب مع القيادة”.
وختم مؤكدا على “أهمية التزام المنتسبين الجدد بمراكزهم واحترام النظام الداخلي للحزب”، ومشدداً على أنهم أصبحوا الآن “جزءاً من مسيرة مقاومة تاريخية تتطلب الكثير من التضحية والعمل الجاد في هذه المرحلة المفصلية”.
رحمة
وألقى رئيس مكتب الإنتسابات في المنسقية بويشق رحمة كلمة أبرز من خلالها “التضحيات والمقاومة المستمرة التي تميز منطقة البقاع الشمالي”، مشيراً إلى أن “الالتزام بقضية حزب القوات اللبنانية هو جزء من هوية المنطقة. والانتساب للحزب يعكس الالتزام بقضايا الإنسان والمجتمع، ويجسد توازنًا بين المبادئ والقيم والممارسة العملية”.
وختم بتوجيه تحية للمجموعة الجديدة من المنتسبين، معرباً عن فخره وتقديره لانضمامهم، ودعاهم إلى “مواصلة المسيرة وتسليم الأمانة للأجيال القادمة”.
طوني رحمة
كما ألقى رئيس مكتب التنشئة السياسية في المنسقيّة طوني رحمة كلمة أكّد فيها “أهمية المعرفة العميقة بتاريخ حزب القوات اللبنانية والتضحيات التي سبقت ولادته”، مشيراً إلى أن “التنشئة السياسية تهدف الى تعميق الفهم بتاريخ المقاومة اللبنانية والقيم السياسية والأخلاقية، بالإضافة إلى الاطلاع على النظام الداخلي والشرعة السياسية للحزب”.
وقال: “الدورة انقسمت إلى ثلاثة محاور رئيسية: تاريخ المقاومة لفهم ذاكرة الجماعة، الشرعة السياسية والنظام الداخلي للحزب لضمان الالتزام الواعي، ودور الإيمان والصمود في منطقة البقاع الشمالي لتأكيد الروابط البطولية مع الماضي”.
وختم بتوجيه التحية للمنتسبين الجدد، مشدداً على انتقالهم “من مرحلة المناصرة إلى مرحلة الالتزام بكل قرارات الحزب والعمل الجماعي المؤسساتي”، ومؤكداً على “دورهم المستقبلي كعمود فقري للحزب ومشعل يضيء درب النضال نحو قيامة لبنان وخلاصه”.
رشا رحمة
اما الكلمة الأخيرة فكانت لممثلة دورة “المعرفة حتى الالتزام 2024″، رشا رحمة، وأبرزت فيها “أهمية المعرفة في تعميق فهم قضية حزب القوات اللبنانية والالتزام بها”، كما أعربت عن اعتزازها بانضمام الدورة لحزب “القوات اللبنانية”، ووجهت “الشكر العميق لكل من قدم الدعم والتشجيع خلال الرحلة”. كما أكدت التزامهم “بالعمل بروحية الحزب والسعي لتحقيق الأهداف النبيلة وبناء مستقبل أفضل للبنان”. وختمت بتهنئة الجميع داعية إلى “العمل معًا من أجل القوات اللبنانية ولبنان”.