منذ اللحظة الاولى لتشكيل الحكومة وتولّي الوزير صالح الغريب مهام وزارة الدولة لشؤون النازحين السوريين، دأبت قوى وتيارات وجهات سياسية على التحييك الخبيث لتهميشه والتضييق على حركته كونه كسر الاحتكار في الحكومة المعقود لواءه للوزير جنبلاط من جهة، ولإمساكه بملف حساس ودقيق يفتح أفاقاً كانت مقفلة في السابق على التيار الذي يمثله الغريب ويجعل من الأرسلانية شريكة وازنة في القضايا الكبرى في ظل اختلال موازين القوى لصالح سوريا وحلفائها في لبنان وهزيمة مشروع التكفير وادواته ورعاته الدوليين ومعه التفتيت وبلقنة المنطقة.باختصار شديد؛ فوز الخيارات الوحدوية على منظومة الكنتنة ومنطق الغيتو.فالرهانات كثيرة ولازالت لعزل الوزير صالح الغريب داخل الحكومة وتسخيف الملف الذي يحمله من خلال تجويف وزارته وتجفيف تمويلها بمكتب من هنا وصلاحية من هناك في وزارات وادارات اخرى لابقاء وزارته بحَرفية الكلمة وزارة دولة من دون شؤون النازحين ..
غير أن حضور الوزير الغريب وديناميته المشهودة بددت أمال المعطلين لدوره والمعرقلين لمساره الوطني بامتياز وبدل ان يُكسر بزعم وجهد البعض ،بات بزخم جهده كاسراً للتوازنات محققاً قفزة نوعية بالأداء مبدداً منطق الاستحواذ الأحادي لصالح تنوع مرغوب ومطلوب لتحقيق العدل سواء داخل طائفة الموحدين الدروز او على المستوى الوطني.
وفي هذا السياق تعتبر جهات مراقبة محايدة أن توزير الوزير الغريب بحد ذاته تجاوز لزمن (جنبلاط أولا أحد) ولعل هذا ما بات يقلق الزعامة الجنبلاطية التي استشعرت منذ اقرار القانون النسبي خطر الإنهيار التدريجي لفكرة الذات الجنبلاطية؛وحدها الذات السياسية للدروز في مركز القرار اي الحكومة اللبنانية وهذا امتياز منحه النظام السوري لجنبلاط منذ الطائف..
وأشارت المصادر عينها أن توزير الغريب شكل خطوة ارسلانية متقدمة أفسحت المجال للنخب الدرزية من العائلات المحسوبة على دار خلدة بالوصول الى المناصب العليا في الدولة على غرار التجربة الجنبلاطية،وعلى طريق استعادة خلدة لحضورها في العائلات التي تعرضت للاهتزاز والاختراق في فترة الحرب ومنحت البيت الجنبلاطي ارجحية شعبية من كيس العائلات الارسلانية.
وتنظر الجهات نفسها الى ان الغريب كعنصر شبابي متنور سيشكل مع الأمير مجيد طلال أرسلان رافعة سياسية ونقطة جذب للشباب الأرسلاني تشكل عمارة سياسية باسقة وشاهقة في طور النمو والنهوض ستعيد حتما للأرسلانية وهجها وتألقها بعد ذبول بفعل عوامل الحرب والطائف وما نتج عنه من تفويض جنبلاط بالقبض حتى على الهواء الدرزي في السلطة .
وتختم المصادر بالقول :أن النشاط الملحوظ للوزير الغريب وإعداده لملف متكامل في موضوع النازحين ،سيشكل خطوة مركزية على طريق تثبيت قواعد الأرسلانية في السلطة كشريك أساسي في القضايا الوطنية وسيحرك ملف النازحين من خلال إدارة علمية وخطة وطنية ستلغي مفاعيل الحصار السياسي على الغريب وستغلق كل أبواب الحلول العشوائية لهذا الملف الشائك؛ فالغريب ليس غريباً في الحكومة بل جزء اصيل منها وصالح ايضا”
Rasdnewsonline.com