بين الحقيقة والعجز …
يقول ابن خلدون، كان المفكرون قديماً يرون أن اكتشاف العقل للحقيقة ليس أمراً غريباً، إنما الغريب هو عجزه عن اكتشافها …
واليوم هل نحن عاجزون عن اكتشاف حقائقنا؟؟
لكن ما هي الحقيقة؟ وما هو العجز؟
قد تختلف طرقاتنا في البحث عن الحقيقة، وقد تختلف الحقيقة بين باحثٍ ومفكر، وعاقل ومتفهم؟ وبين الحقيقة التي يبحثُ عنها الجاهل والحاقد والحاسد والفاسد …
بالمقابل، علينا تفسير وتحليل نظرية العجز، حتى نتبيّن إذاً طريق الحقيقة، وما إذا كنا نستطيع أن نهتدي للوصول إليه…
فالعجز كما نعرِفهُ ونعرّفُه، هو “الضعف”، والضعف يتولد من التفرقة، وقلة الحكمة والخبرة، وانتشار الفساد والحساد والحاقدين، وغياب العدل واختلال ميزانه …
وبذلك، نصبح اليوم ممن يمتلكُ جميع مقومات الضعف، وأسبابه ومرتكزاته، فنجده قد تغلغل فينا كمرضٍ عايشناه وتعايشنا معه، ألفناهُ وأعتدنا عليه، دون أدنى محاولاتٍ لمقاومته والشفاء منه..
من ناحية أخرى، هل نحن ضعفاء بالفطرة، لدرجةٍ الضلال، وعجزنا عن المقاومة ومعاودة البحث عن طريق الحقيقة، أم تمّ إضعافنا حتى نضِل ونعجزُ عن إيجاده؟؟
فبذلك حقاً نكون قد بلغنا أعلى درجات الغرابة، تشابكت طرقاتنا في البحث عن حقيقة التلوث، الكهرباء، نقص المياه وشحها، أزمة النفايات، الحالة الحرجة للمشافي والاستشفاء، التجارة بالعلم والتعليم والعلماء…
فشلنا في إيجاد حقيقة تلوث أخلاقنا، ضمائرنا، أرواحنا، حتى قبل أن نجد طريق الحقيقة لمعرفة تلوث بيئتنا ودمارها..
وهنا نرى ضعفنا وعجزنا عن معرفة أدنى حقوقنا، فتجاوزت حرياتنا سقف الحريات…
وبهذا، وبعد كل هذا الضياع، وعجزنا عن معرفة طريق الحقيقة، رغم كل المحاولات، هل يصح أن نطلق على أنفسنا مصطلح “العقلاء” ؟؟
بقلم الأستاذة ندى الصبّاغ