مصالحة الشويفات : الاشتراكي يريدها مشروطة والديموقراطي دون شروط
18 حزيران 2019
في اقل من نحو شهرين، يزور الوزيران اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موفدين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وكان موضوع المصالحة في الشويفات، العنوان الابرز للزيارة، كما سابقتها، التي ابلغا فيها الرئيس عون، الاسقاط الشخصي لعائلة المرحوم علاء ابو فرج الذي قتل في الاشتباك الذي وقع بين عناصر من الحزبين الاشتراكي والديموقراطي اللبناني، على خلفية الانتخابات النيابية في ايار من العام الماضي، وما تسببته من اشكالات بين الطرفين.
فبعد ان وضع الوفد الاشتراكي الاسقاط بيد رئيس الجمهورية قبل فترة، على احد المتهمين امين السوقي المسؤول الامني لدى النائب ارسلان ومرافقه الشخصي، ان يسلم نفسه للقضاء، الذي يتخذ القرار المناسب، وان لا يعود السوقي الى الشويفات، وفقاً للتقاليد القروية والعائلية في لبنان، وهذا ما لم يرضى به ارسلان، الذي تقول مصادره، بانه عندما وضع الطرفان المصالحة في الشويفات، فانها لم تكن مشروطة، وهذا ما يؤخر عقدها.
والرئيس عون، مهتم بان يلتئم الجرح في الشويفات، الحريص على امنها، كما امن كل لبنان، لذلك هو يسعى مع جنبلاط وارسلان، لايجاد صيغة للمصالحة تكون تحت سقف القانون وازالة التوتر داخل الطائفة الدرزية، وفق مصادر سياسية مواكبة لهذا الملف الذي، هو من ضمن ملفات اخرى، يقوم صراع عليها بين جنبلاط من جهة وقوى درزية اخرى مناوئة له، اعادت اللحمة الى صفوفها بعد حادثة الجاهلية، اذ تحضر التعيينات كقضية وضعت على نار حامية، اذ ستكون على طاولة مجلس الوزراء، في الاسابيع المقبلة، بعد الانتهاء من اقرار الموازنة في مجلس النواب.
فحادثة الشويفات، تحتل صدارة اهتمامات رئيس الجمهورية، حيث كشفت المصادر عن لقاءات تجري بعيداً عن الاعلام، عبر من كلفهم الرئيس عون متابعة موضوع المصالحة، وايجاد الصيغة المناسبة، اذ ما زال الحزب التقدمي الاشتراكي عند موقفه، وهو تسليم السوقي لنفسه، ويترك للقضاء ان يقرر الاجراء القانوني بحقه، على ان تجرى المصالحة فيما بعد، ولا يعود الى الشويفات، بعد حصولها، حتى مرور الزمن، كما يحصل عادة في مناطق اخرى، في وقت يتحدث الحزب الديموقراطي اللبناني، عن ان السوقي لم يكن يوم الحادثة في الشويفات، بل كان مع ارسلان الذي كان في لقاء مع الوزير جبران باسيل في مركز «التيار الوطني الحرّ» في مبنى «سنتر شالوحي» في سن الفيل، حيث يرد الحزب التقدمي الاشتراكي على ذلك، بانه يمتلك صوراً عن وجود السوقي اثناء الحادثة، وانه من اطلق قذيفة «الار.بي.جي».
في الروايتين، يترك للقضاء ان يقول كلمته، في اتهام السوقي او تبرئته، وعلى ضوء قراره، يتقرر ايضاً بقاءه في الشويفات او مغادرتها لفترة من الزمن.
هذا ما يجري البحث فيه، بشأن اقفال ملف حادثة الشويفات، التي وقعت منذ اكثر من عام، وهي فتيل متفجر قد يشتعل في ايّ لحظة، اذا لم يتم نزع صاعقه، حيث يلعب رجال الدين في الطائفة الدرزية دوراً فاعلاً، لانهاء ذيول حادثة الشويفات، وزاروا كل من جنبلاط وارسلان ومراجع روحية في الطائفة، لابقاء الوضع الامني مضبوطاً، والمهدد دائماً بالاختراق، من حادثة الجاهلية، الى معمل الاسمنت في عين دارة، وقد سقط خمسة جرحى، في اشكال بين مؤيدين ومعارضين له، الى اشكال دميت، بين مؤيدين للاشتراكي واخرين لوئام وهاب.
فالاشتراكي، يكثف زياراته لرئيس الجمهورية، للتعجيل في مصالحة الشويفات، في حين ان ارسلان ينتظر دعوته الى قصر بعبدا، ليدلي بما لديه للرئيس عون، وهذا هو الموقف الثابت له، حيث لم يتبلغ بعد الدعوة، وهي منتظرة دائماً، وقد سبق ان زار القصر الجمهوري مع وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، لكنه لم يصدر بيان، يتحدث عن مصالحة الشويفات.
فالمصالحة متوقفة، على ان تكون مشروطة، كما اعلن الاشتراكي، او من دون شروط كما يرغب الديموقراطي اللبناني.
بقلم كمال ذبيان