طرحت حادثة الجبل علامات استفهام كثيرة عن أسبابها وخلفيّاتها. إلا أنّ الحادثة ليست وليدة لحظتها ولا هي متّصلة، حصراً، بالعلاقة المتوتّرة، منذ فترة، بين جبران باسيل ووليد جنبلاط، وما يصدر عن الأول من مواقف تصنَّف استفزازيّة.
يشعر وليد جنبلاط أنّ زعامته مأزومة. كَثُر الخصوم وابتعد عنه بعض الحلفاء، وفي طليعتهم سعد الحريري. أما حزب الله فلا يريد أن يجلس معه على الطاولة.
في المقابل، يشعر طلال ارسلان أيضاً بأنّه مستهدف، أقلّه في الأمن.
قبل عشرة أيّام تقريباً وقع إشكال فردي بين شرطيّين في بلديّة الشويفات، قام بعده ضابط في مخابرات الجيش بإعطاء أوامر بتنفيذ مداهمات وتوقيفات استهدفت مقرّبين من ارسلان لا صلة لهم بالإشكال. خرج بعدها “المير” ليهاجم مدير المخابرات.
لم تنته القصّة هنا. برز تساهلٌ في التعاطي مع الظهور المسلّح في الجبل يوم الأحد. والفضيحة تكمن في التقرير الأوّلي الذي صدر عن مخابرات المنطقة والذي ورد فيه أنّ إطلاق النار في منطقة البساتين تمّ من سطوح الأبنية ابتهاجاً بإلغاء باسيل لزيارته الى كفرمتى!
تُستكمل السلسلة. فمساء الإثنين، أي بعد أربعٍ وعشرين ساعة تقريباً من حادثة الجبل، دخل رئيس الأركان في الجيش اللواء أمين العرم، بطريقة سريّة، الى وزارة التربية حيث التقى ثلاثة مسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي هم وليد صافي، هشام ناصر الدين والمستشار الإعلامي لوزير التربية هشام يحيى. ويطرح هذا الاجتماع علامات استفهام عن سببه، وهل هو للتنسيق في مسألة التوقيفات التي شهدتها منطقة الغرب في الليلة نفسها؟ وهل أبلغ اللواء عرم قيادة الجيش بهذا الاجتماع؟
يؤزّم ما سبق كلّه علاقة ارسلان بالجيش. ثلاثة ضبّاط استهدفوه، كلٌّ بطريقة، في أقلّ من أسبوعين. أين قيادة الجيش من ذلك كلّه؟ تسمع هذا السؤال يتردّد في خلدة وفي أكثر من مكان، حتى داخل تكتل “لبنان القوي”، وهو يستوجب توضيحاً من مديريّة المخابرات التي وضعت نفسها في موضع المتّهم، ما يعزّز مساعي باسيل لتغيير مدير المخابرات العميد طوني منصور، وهو ما يرفضه قائد الجيش حتى الآن.
المصدر mtv
داني حداد