شكّلت زيارة الوزير محمود قماطي دارة خلدة والمواقف التي اطلقها من هناك، إشارة واضحة الى احتضان “الحزب” لارسلان، في لحظة عصيبة ومفصلية، علماً أنّه كان مُخططاً أن يستقبل قماطي رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل في بلدة القماطية، لو بقي إيقاع جولته منتظماً، إلّا أنّ ما حصل في قبرشمون أفضى الى الغاء لقاء القماطية، فيما بقي قماطي على اتصال هاتفي بباسيل للتشاور في التطورات الميدانية وطريقة التعامل معها.
ولم يتردّد الحزب في الوقوف الى جانب رئيس “الحزب الديموقراطي” النائب طلال ارسلان وإبداء التعاطف الكامل معه، في مواجهة حادثة قبرشمون وتداعياتها المأساوية، اولًا لأنّ ارسلان حليف استراتيجي وتاريخي في البيئة الدرزية، وثانياً لأنّه ولي الدم المسفوك والمعتدى عليه، كما يتبيّن من هوية الضحيتين. وذلك بحسب مقال للصحفي عماد مرمل في “الجمهورية”
و”الحزب”، الذي صار مع مرور الوقت والتجارب خبيراً في تعقيدات الواقع اللبناني وتوازناته، يفترض أنّ مفاعيل حادثة قبرشمون ستُعالج عاجلاً أم آجلاً، على قاعدة أنّ ضرب السلم الأهلي ممنوع مهما بالغ البعض في اللعب على حافة الهاوية.
وبحسب مرمل، يسخر المحيطون بدائرة القرار في “الحزب” من اتهامه بأنّه يسعى، بالتنسيق مع النظام السوري، الى محاصرة جنبلاط، وبأنّ ما جرى في الجبل أخيراً يحمل بصماته في سياق السعي الى استهداف رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي”، لافتين الى أنّ اولويات الحزب واهتماماته الاستراتيجية تتوزع في اتجاهات أخرى.
ويعتبر هؤلاء، أنّ الكلام على سعي “الحزب” الى تطويق جنبلاط هو جزء من عوارض “وسواس” سياسي يصيب البعض، ولا علاقة له بالحقيقة”، مشيرين الى أنّ “مشكلة جنبلاط الحقيقية نابعة من شعوره بأنه تعرّض الى الاقصاء المتعمد عن التسوية ومكاسبها
عماد مرمل | 📰 الجمهورية