القتل هو عمل عدواني على الخالق قبل المخلوق لانه ينهي حياة بعثها الله فينا، بغض النظر عن دوافعه وأسبابه وظروفه وهو في غالبية الأحيان عمل مخطط له ومدروس خصوصاً اذا كان لاسباب سياسية، حيث يكون مسبوقاً بتحضير المناخات والجو العام وحقن الانفس وتهييج الخواطر.
طلع علينا نائب بعبدا الاستاذ هادي ابو الحسن منذ ايّام بدرس اخلاقي يتحدث فيه عن الاستفزاز المتنقل وعن زلة اللسان التي أوقعت الدم ، فرأينا انه على سبيل التذكير ومن باب ان الشيء بالشيء يذكر لا بد من سرد بعض من أفضاله في هذا المجال .
سعادة النائب هذه الأفضال بدأت منذ استلامك موقع وكالة داخلية المتن حيث استهليت عملك بسياسة تحريضية ضمنية في الحلقات الحزبية الضيقة ضد الوجود المسيحي في القرى الدرزية وعلى الأخص في قرى المصالحات بينما كان الحديث العلني هو حديث ناعم الملمس والتعابير، مما جعل قواعد الحزب الاشتراكي معبأة سلبياً ضد فكرة التعايش وقد ظهر هذا الامر جلياً في انتخابات المجالس البلدية في الكثير من القرى ،والامثلة عديدة على ذلك.
مارس سعادة النائب هادي ابو الحسن مع بعض اعوانه ، سياسة التحريض والحماية التي دفعت الشيخ مازن لمع لالقاء قنبلة على مبنى تلفزيون الجديد ، وقد ظهر الحادث بالصورة على وسائل الاعلام وكان لبنان كله شاهداً على الجهود الكبيرة التي بُذِلت لانقاذ الموقف .
آخر أفضال النائب هادي ابو الحسن كانت المطالعة التي وصف فيها المعترضين على قطع لقمة عيشهم وعلى فكرة السلبطة والهيمنة والفرض في عين دارا بأنهم
” مفرزة مملوك الأمنية وشركاؤه في لبنان”.
العجيب في هذا الامر هي وقاحة سعادة النائب في التعدي على كرامات الناس ،فقط لمجرد الدفاع عن مصالح زعيم ينتمي هو اليه والذي لم تعد أهدافه” البيئية” خافية على احد . اذ تبين للعارفين الكثر ان البيئة تُخْتَزَل بمفهوم وليد جنبلاط ” بهبوصة ” من الدولارات طالب بها، اما عن طريق مشاركة السيد فتوش عنوة او بتصريف انتاج معمل سبلين، فهل في حال تحقق احد هذين الشرطين “بيمشي حال البيئة” ؟ وهل وضع سبلين البيئي ” يخزي العين ” شو ناصع ؟
سعادة النائب معظم من اعترض في ذلك اليوم هم من الدروز الاشراف الأحرار الذين ما بخلوا يوما بدم ومال من اجل الكرامة وانت تعرف قسماً منهم في ساحات القتال. هؤلاء يا سعادة النائب هم الذين يأكلون خبزهم بعرق جبينهم ولم يمدوا أيديهم الى المال العام الذي تكدس في خزنات من يعطيك التعليمات . هؤلاء يا سعادة النائب هم الذين اقفلتم بوجههم كل سبل العيش الكريم بفضل سياستكم وسياسة غيركم التي أفرغت خزينة الدولة .
هؤلاء يا سعادة النائب ، هم للشرف والعزة المعروفية عنوان وقد اثبتوا ذلك عندما تم التعرض لاحد مشايخهم الاكارم والآتي اعظم ، بمعونة إصراركم الاعمى على رفع مستوى المواجهة . اليست كل هذه الحوادث يا سعادة النائب هي فتنة متنقلة وتحريض على القتل اما بالاتهام بالخيانة واما بخلق المناخات الملائمة ؟
إذا كانت سياستك مملوكة وحريتك مملوكة وإرادتك مملوكة وقرارك مملوك ورأيك مملوك يا سعادة النائب فمن يعترض اليوم ومستمر في اعتراضه على الظلم والتعدي، وجلهم من اهل العزة والمعروف، هم من اصحاب الكرامة والارادة الحرة والقرار الحر ولن يقبلوا العيش تحت حكم المماليك من مسلوبي الإرادة والقرار.
سعادة النائب ان ما جرى من اراقة للدماء في قبر شمون لم يكن رداً على الوزير باسيل وزيارته للمنطقة لان وليد جنبلاط كان قد زار كنيسة دير القمر قبل هذا وحضر قداس ” التوبة والغفران ” الذي خطب فيه الوزير باسيل متحدثاً عن ان الغفران لا يعطى قبل التوبة وقد حصل ذلك بحضور وليد جنبلاط مع وأفراد عائلته وقد مرَّ هذا الامر بسلام ووئام بالرغم من اعتراض درزي واضح على العنوان والمضمون وللتذكير لم يكن رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان موجوداً يومها .اذا كان موقف وليد جنبلاط هذا هو بالفعل اقتناعا بمصالحة حقيقية فما هو الداعي للقاء مع الوزير باسيل في الشوف والعمل على قطع الطرقات في وجهه في الشحار الغربي ؟ واذا كان لقاء دير القمر هو مجرد مشهدية طمعاً بتمرير مصالح وطموحات سلطوية استئثارية استفرادية معينة ففي هذا اهانة لكل الدروز ولتاريخهم الذي طالما اشتهروا به وهو المشهور بالانفة والكبرياء والشهامة والصدق في الوعود والعهود والترفع عن اهانة النفس ومقايضة ذلك بمكتسبات مادية او نفعية تافهة بالمقارنة مع الكرامة والعنفوان والعزة المعروفية .
كفى غشا للناس وتلاعباً بعواطفهم!! جوهر الامر اختصره زميلك في التحريض النائب اكرم شهيب وأكد عليه سماحة الشيخ نعيم حسن بالإصرار على فكرة ” ان البيوت تُدْخل من ابوابها ”
ان هذه الفكرة هي رأس التحريض ورأس الفتنة وسبب اراقة الدماء وازهاق الأرواح ان زميلك النائب اكرم شهيب الذي أشرف على كل تفاصيل هذه المسرحية الدموية هو نائب عن هذه المنطقة ، فهل يجوز لنائب ان يتعاطى مع ازهاق الأرواح وإراقة الدماء بهذه الخفة ؟
كفاكم ممارسة الغش والنفاق . لبنان كله لكل اللبنانيين ولن نقبل بأقل من ذلك . هذا كلام قطعي ونهائي وحاسم وما عليكم الا القبول به والخضوع لحكم القانون.
اتقوا الله في ارواح الأبرياء من كل الفئات والمناطق والأحزاب والطوائف واتقوا الله في تشتيت الدروز وزرع الفتنة فيما بينهم من اجل الهيمنة والاستفراد لان في هذا قمة الحرام .
حاتم ضو
أمين سرّ الهيئة التنفيذيّة في الحزب الديمقراطي اللبناني