الرئيسية / مقالات / اميركا منزعجة من باسيل واغتياله والغريب هدف اسرائيلي.

اميركا منزعجة من باسيل واغتياله والغريب هدف اسرائيلي.

 

هل نجا لبنان من قطوع كبير كاد يطيح بكل إنجازات الطائف ومفاعيله التي طوت صخب المدافع ورائحة البارود و معها القتال الدموي العبثي بين اللبنانيين، لا سيما و أن حادث الشحار بتفاصيله المعروفة و المضمرة كاد يطيح بالسلم الاهلي ويسقط البلد بمهاوي فتنة كبرى من غير المعروف إلى أي مدى كانت ستلتهم نيرانها القش اللبناني اليابس. تدليلا على ذلك تقول جهات أمنية مطلعة أن الكمين المدبر الذي وقع فيه الوزير صالح الغريب و كاد يودي بحياته جاء عقب معلومات للمتربصين والراصدين والكامنين على خلفية أنه ينقل الوزير باسيل بسيارته من شملان إلى كفرمتى، علما أن الغريب خرج من نافذة سيارته و قال للمسلحين أنا ” صالح الغريب ” لا تطلقوا النار، فاذا بزخات من الرصاص تنهمر بغزارة من عدة إتجاهات لتصيب سيارته ب 18 طلقة إحداها إستقرت في وسادة الرأس على المقعد الأمامي حيث كان يقود سيارته بنفسه.ولولا اللطف الالهي لكان في عداد الشهداء.
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه من صاحب المصلحة بهكذا عمل أمني و بهذا الحجم ؟؟؟، و هل يدرك مطلقوا النار أن إغتيال الوزيرين باسيل و الغريب يعني فيما يعني إشعال حرب ضروس درزية درزية، و درزية مسيحية تعيد عقارب الساعة إلى الوراء حيث إكتوى الميسحيون و الدروز بنارها و أدت إلى أكبر عملية تهجير قسري للمسيحيين من الجبل و حولته إلى منطقة ذات صفاء درزي و منطقة مقفلة ذات حرب خطط لها اليهود بعناية.
المصادر عينها ذهبت إلى البعد الخارجي في عملية الإغتيال حيث أن الوزير باسيل بمواقفه من مسألة المقاومة و العداء لإسرائيل في المنتديات العربية والدولية بدى سفير العرب والعروبة الحقة في وقت يلهث العرب ملوكا ورؤساء او من تبقى منهم خلف التطبيع ومندرجات صفقة القرن دون ان ننسى رفضه التوطين و إبقاء النازحين السوريين في لبنان ما جعل منه ظاهرة مسيحية أزعجت أميركا و الغرب و إسرائيل، و هذه الظاهرة لم تعهدها الولايات المتحدة الأميركية عند المسيحيين، و بموازاة ذلك إغتيال صالح الغريب هو إغتيال لملف النازحين السوريين ليبقى هذا الملف ورقة ضاغطة بيد أميركا و الغرب و خاصة بأن الغريب يحظى بثقة كبيرة من الحكومة السورية فضلا عن تأييده للمقاومة التي تربطه بها علاقات وثيقة.وان ننسى لا ننسى ان الوزير صالح الغريب اكثر من اكتوى بلظى الحقد الطائفي في حرب الجبل المشؤومة وقضى والده وعمه قاضي المذهب الشيخ مسعود الغريب على يد عصابات الفالانكو التي ادخلتها اسرائيل الى القرى والبلدات الدرزية واججت الحرب الطائفية في سياق مخطط قديم مستحدث كلما سنحت الظروف لاستيلاد كانتون درزي واخر مسيحي شمال خط الشام يضم المهجرين المسيحيين من الاطراف والجبل تحت وطأة الخوف والحرب المتنقلة.
و لم تستغرب المصادر المذكورة المصادفة الخبيثة للعدو الإسرائيلي عند قيامه بقصف مراكز تابعة لحزب الله في سوريا لأول مرة مستخدما فيها البوارج الحربية التي تموضعت قبالة الجبل في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق الجبل و البقاع. وللتذكير هل من قبيل الصدفة في هذا السياق ان اكبر انزالين لليهود في الجبل اثناء اجتياح 1982 قد حصلا في قبر شمون وعين داره حيث دارت وتدور الاحداث الراهنة وكأن اسرائيل بعربدتها وقصفها تقول لاهل الجبل انا هنا ؟؟؟؟
و تخلص المصادر بالقول ” أن ما جرى ليس حدثا عرضيا عابرا يمكن تجاوزه باللفلفة المعهودة لدى بعض اللبنانيين لأن أبعاده الأمنية لو نجحت عملية الإغتيال ستكون مدمرة للبنان الكيان على مستوى وحدة الأرض و الشعب و تعيد إلى الأذهان مشاريع التقسيم و الكنتنة.”
إغتيال جبران باسيل سيأخذ البلد نحو المجهول لصراع غير معروف أين سيستقر و كانت كل المؤسسات اللبنانية لاسيما الأمنية منها تصدعت و عدنا إلى مرحلة ما قبل توحيد الجيش وباختصار طار البلد.
هذا الأسلوب إلى جانب الضغط الإقتصادي و الضغط الذي يمارسه ساترفيلد بموضوع الترسيم البحري و البري مع العدو الإسرائيلي سيؤدي إلى إرباك كبير قد يؤذي المقاومة و يؤدي إلى سقوط الدولة. و في ظل الخراب الذي سيحل في الربوع ستتشكل الفرصة السانحة لتوطين الفلسطينيين و وقف إيجاد الحلول لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم الذين بالتأكيد سيتم زجهم في التفلت الامني والانهيار الحاصلين تحت عناوين مذهبية تخدم العو الصهيوني بصورة مباشرة او غير مباشرة. و يبقى المؤكد والثابت أن العدو الإسرائيلي هو صاحب المصلحة الكبرى في إشعال الفتنة الطائفية و المذهبية في لبنان، في هذه الظروف الحساسة و الدقيقة التي تمر بها المنطقة يتربص بنا الدوائر ويكيد لنا المكائد ونحن عن وطننا ساهون غافلون .

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …