الرئيسية / مقالات / قراءة على ضفاف الطائفة :

قراءة على ضفاف الطائفة :

تتفاجأ وأنت المسكين الدهش ،عندما ترى اولئك الدهاقنة الألمعين المفتونين بسعة وعيهم ونباهتهم وفطنتهم ؟؟؟ وهم يدلون بدلوهم في شأن خطير تعيشه طائفة الموحدين المسلمين الدروز وبعضهم للأسف الشديد مضمونه كومة قش أو أهَشُّ من جناح بعوضة ،يهدمون منارات القيم وينبشون ظلام النفس،زادُهم ضغينة عمياء زيَّنتها أطيافٌ وهَيَّجتها أهواء.

من هذا الباب أدلف الى قبر شمون،قبر القيم ومنظومة الأخلاق المعروفية ،اتساقا”مع الأحداث التي شهدتها أواخر الشهر الفائت وما تلاها ولا يزال من مواقف واستعصاءات في الحلول أضحى معها الوقت من دم والسياسة تبختر عقيم على حد شفرة حادة تستجر النزف والاهوال.

اخواني :لقد استمرأ كثيرون السباب والشتائم والتخوين والهوبرة الخاوية والعنتريات وتقطيع الرؤوس بجهالة لمآلات مثل هذا الأداء الفوضوي الغاشم..

واستملح البعض التجييش وإيغال الصدور بالأحقاد وشحن النفوس بالبغضاء لسحل الآخر وسحقه دونما تقدير للعواقب من مثل هكذا لغة نافرة مقززة .

اخواننا انتبهوا جيدا لقد فاتكم جميعا دونما استثناء ان الدروز مجتمع قبلي عشائري و(الجبية) تتخطى الحزبية تبتلعها وتهضمها في عصبية التكور على الذات العائلية و هي قادرة مقتدرة على طرد الحزبية باسقاط سلس لمفاعيلها وتحويلها الى هباء منثور ،والعائلية باختصار تلفظ في حمأة الدم والنزاعات، الحزبية السياسية، وتتنكر لمن ساس مهما علا كعبه وبلغ شأوه على قاعدة المثل الشعبي عند الدروز((عند اللزم باللزم بتبطل الصحبة))..باختصار الى أين نحن متجهون سؤال مشروع في ظل الضوضاء الدموية وثقافة الكهوف والسيوف والحصيلة طائفة مثقلة بالوهن وأعباء التاريخ بنكساته وانكساراته وعزه وانتصاراته ،تراها اليوم تتدحرج بانحدار مروع الى قاع الحضور المعنوي والسياسي،من طائفة مؤسسة للكيان الى طائفة فاقدة للدور والمكانة وانحسار للجغرافيا والملكية وضمور للديمغرافيا.

اخواننا :من يَستسهِل القتل يُستسهل قتله ، وللاسف الشديد لم يُخرسنا صوت العقل العرفاني الأثيل القادم من رحاب أهل الحق ألي الامر فينا اسيادنا الاطهار من خلال بيانهم الزجري الردعي باقامة الحد الحرم والغضب على العابثين والمتهافتين الى لغة التيه واللغو والغلو وهذا ان دل على شيء فيقينا”يشي بمأزق أخلاقي كبير فقدنا معه أسمى ميزاتنا وأغلى ما نمتلك من الدر المكنوز أي مواريثنا الادبية والروحية والانسانية حتى بات وسمنا ببني معروف مشكوك فيه!!!!

اخواننا:من لم يقرأ المتغيرات المجتمعية العميقة داخل الطائفة الدرزية ،ومؤشرات الانتخابات النيابية الاخيرة وعلامات تفلت الناس من بين اصابع الولاءات و التبعيات الزعاماتية يعني انه يشيح النظر عن حقائق تحتاج الى مراجعة دقيقة تتوسل أسس ومرتكزات فقه الموازنات والمعادلات.

اخواننا ان شتيمة وليد بك جنبلاط لن ترفع من رصيد الآخرين كما ان شتيمة المير طلال ارسلان والاستاذ وئام وهاب والأستاذ صالح الغريب لن تحقق فوزا كاسحا ماسحا للآخرين،الشتيمة تحط من قدر الجماعة المعروفية ومهابتها ووقارها وتضع الجميع في خانة الخسران ولعلها من ارهاصات التحلل وإحلال الجهالة شرعا بدل العقل.

اخواننا :الشتيمة جريمة،الشتيمة نميمة فاجرة ماكرة صفيقة مقيتة..

اخواننا :الدم المسفوح في سوح العبث ووهم الانتصارات الزائفة وتسجيل النقاط معيب معيب ..الدم ثقيل ثقيل أوزاره تنؤ تحتها الجبال ورذاذه من اشد الاسلحة فتكا”،والشريان النازف رتقه بات واجبا”ملحاحا”بخيط الحكمة قبل ان يتسع الفتق على الراتق ولات ساعة مندم.

وبالتأكيد بالتأكيد دونما القفز فوق الجراحات عند من اكتووا بجمرة المواجع ،أو اضاعة الحق وتسفيه وجاهة الشهادة ونبلها :((ولكم في القصاص حياة ياألي الألباب)).

اخواننا :رصاص ذوي القربى أشد مضاضة من وقع السيف .

بربكم قاطعوا الشتامين الرعاع السبابين والهمج أنى كانوا وعلى أي مستوى.

بربكم ارذلوا محللي آخر زمان الأميين والأمعات

بربكم افضحوا (المسقفين) المسقوفين باسمنت الانغلاق والوجاهة الفارغة المتسلقين على حيطان السلطان بالسنتهم المسمومة طلبا لرضى واستجداء لموقع.

بربكم سموا وعلى رؤوس الأشهاد المحرضين من خلف الستارة للصبيان والغلمان والازلام يخفون رؤوسهم الخالية

من الدين والاخلاق ومخافة الله.

بربكم عروا اولئك المتجلببين بالنفاق والرياء والزور طينتهم نجاسة وانفاسهم خساسة.

اخواننا : الدروز اليوم في الميزان ..كفى مكابرة ومتاجرة ومزايدة .اتفاق الطائف أغرقنا في السلطة وقطع دابرنا من النظام لقد اخترنا معادلة السلطة على معادلة النظام الذي كنا أحد اعمدته .

لا يظنن احد انه في موقع المنتصر

الخاسرون نحن وثلاث خطوط تحت(نحن)

المهزومون (

نحن )

شهداؤنا شهداء النحن لا شهداء الذات الحزبية أو الذات الزعاماتية.

وأمام هذا المعمعان القاتم يومض الحديث الشريف للرسول الأكرم:(( لو تكاشفتم لما تدافنتم )) .

 

بقلم الكاتب والمحلل السياسي مفيد سرحال

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …