كتب حسن سلامه في صحيفة “الديار”: بعد اتمام المصالحة في قصر بعبدا الاسبوع الماضي بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاطورئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان، السؤال الذي يشغل الكثيرين، بدءا من ابناء الجبل، هل تصمد المصالحة وتتحول لاحقاً الى فعل حقيقي بين الحزبين على مستوى القيادة والمناصرين؟
عيدية تصالحية للبنانيين… هكذا ولد الحل وهذا ما جرى
لقاء المصالحة: قليلٌ من الثلج على التورّم.. وقاسم مشترك وحيد بين جنبلاط وارسلان!
وفق معطيات مصدر سياسي مطلع على أجواء المصالحة في قصر بعبدا، وما تبعها من انعقاد اول مجلس للوزراء بعد حادثة قبرشمون، اضافة الى ما هو حاصل اليوم بين الحزبين، فالامور ما زالت سيئة بينهما على المستويات السياسية والشعبية، رغم ما انتهت اليه مصالحة بعبدا، من توافق على تسهيل عمل القضاء العسكري لاستكمال تحقيقاته بخلفيات ومسببات مع ما حصل في قبرشمون، لكن واقع الحال لا يؤشر الى خلفيات الصراع السياسي المحتدم تراجع او انه قد يجد طريقة الى الحل.
ويؤكد المصدر ان الصراع الذي كان تجاوز حادثة قبرشمون الى مسائل اساسية لها علاقة بأدوار القوى السياسية في اللعبة الداخلية ما زال “نارا تحت الرماد” ويمكن ان “يشتعل” مع اي حادثة قد تحصل بين انصار حزبي الاشتراكي والديموقراطي انطلاقاً من الآتي:
1- في خلال لقاء المصالحة في قصر بعبدا وبعده اجتماع مجلس الوزراء لم تحصل مصافحات في جلسة مجلس الوزراء بين وزيري الاشتراكي والوزير الغريب بل ان الاخير اراد طرح حادثة الجبل من جلسة مجلس الوزراء، لكن رئيس الجمهورية هو الذي طلب منه عدم اثارة ما حصل، بينما مصالحة بعبدا اكتفت بمصافحة سريعة ودون تبادل للاحاديث بين جنبلاط وارسلان، كما ان النقاش في اللقاء تجنب الدخول في تفاصيل خلفيات ومسببات ما حصلل، بل ترك الامور للقضاء العسكري.
2- ان التسوية لم تسقط الاتهامات التي وجهها كل من الطرفين الى الطرف الآخر، ولو ان المواقف في هذا الشأن اتصفت بعد المصالحة بالتهدئة وتجنب اطلاق الاتهامات،
الا ان ذلك ترك الباب مفتوحاً امام إمكان اعتراض كل من الحزبين الاشتراكي والديموقراطي على نتائج التحقيق، فالاشتراكي يرى ان السبب الذي ادى الى مقتل مرافقي الوزير صالح الغريب اقدام مرافقي الاخير عبر اطلاق النار مباشرة على مناصري الاشتراكي بينهما كل من النائب ارسلان الوزير الغريب يعتقد انه كانت هناك محاولة الوزير الغريب ولو ان رئيس الجمهورية تحدث لاحقاً عن ان الهدف مما حصل كان اغتيال الوزير جبران باسيل.
3- ان الاجواء لا تزال مشحونة بين مناصري الطرفين، حيث تمتلىء مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات من المناصرين تحمل الطرف الاخر المسؤولية، اضافة الى اعتبار ان الطرف الاخر هو الذي قدم تنازلات لحصول المصالحة، الى جانب تحاشي حصول اختلاط او اي تجمعات يكون فيها وجود لمناصري الطرفين، ما يهدد بحصول حوادث في المناطق المشتركة.
4- ما زال الخلاف مستحكماً على المستوى السياسي بين جنبلاط وارسلان في كل الملفات الوطنية، لكن المشكلة بالخلاف الاكثر حساسية تتعلق بالوضع داخل طائفة الموحدين الدروز، ان ما له علاقة بحرية الحركة لمناصري الطرفين او ما له علاقة بتوزيع حصة الطائفة الدرزية في الوظائف، خاصة الفئة الاولى الى جانب اعتراض معارضي جنبلاط على سيطرة الاخيرة على كل مؤسسات الطائفة الدرزية.
ورغم ذلك ترى المصادر ان الخطوات التي يجري تداولها، اذا ما حصلت في الايام المقبلة ستساهم في رفع منسوب التهدئة، واول هذه الخطوات امكان قيام جنبلاط بزيارة الرئيس عون في مقر الاقامة الصيفية في بيت الدين الذي سيتنقل اليه خلال الساعات المقبلة، وثانيها إمكان نجاح الرئيس نبيه بري في عقد لقاء مصالحة بين حزب الله والحزب الاشتراكي فيما تبقى مصالحة جنبلاط مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مؤجلة، حتى نضوج الظروف الملائمة لها.
المصدر: الديار