حالة ترقب حذر سادت المنطقة ولبنان وفلسطين المحتلة بعد كلام السيد نصرالله عن رد مؤكد على عدوان اسرائيل الذي استهدف حزب الله في محيط دمشق ومحيط بيروت ؟ وهذه الحالة كانت اشد وقعا على تل ابيب التي خاضت معركة تغيير قواعد الاشتباك من طرف واحد وربما دون علم او موافقة مسبقة من واشنطن ، وهذا الامر يعود الى اجندة داخلية صهيونية عند نتنياهو الذي يريد ان يخوض انتخابات الكنيست على وقع مواجهة أعداء الكيان في سوريا ولبنان وفلسطين واليمن والعراق وربما لاحقا في قلب “ايران ” ..
ولم يقع نتنياهو في خطأ فني او بالحسابات عندما قرر استهداف حزب الله في قلب سوريا وبيروت مع علمه المسبق بان الحزب سيكون له رد على ذلك ، فما كان يهم نتياهو هو كسر الحاجز النفسي لجبهته الداخلية المتعلق بقوة وخطر حزب الله وعجز جيش الكيان على مواجهته بمختلف الساحات ،من هنا كان القرار بكسر هذه القاعدة وان كان ثمن كسرها باهظ طالما انه لن يأخد الأمور نحو حرب مباشرة وواسعة مع حزب الله ..
ضرب نتنياهو ضربته وعاين أضرار رد محتمل توقعه على توقيته وحساباته التي لطالما اخطئت بمواجهة حزب الله ، انتظر كلام السيد نصرالله وتوقعه قبل خطابه ولم يكن جديدا عليه في اَي شيء خارج ما توقع بان الحزب سيرد على استهداف عقربا والضاحية ضمن رد واحد وغير مجتزأ ..
وبعد الخطاب قرر نتياهو ان لا يستسلم لتهديد نصرالله بل ذهب الى استعجال رده عبر خرق الطائرات الحربية والاستطلاعية للأجواء اللبنانية وتنفيذ غارات على مواقع القيادة العامة في البقاع على مقربة بالمسافة والسمع والبصر لمواقع تابعة لحزب الله ..
رفع نتنياهو مستوى التحدي رافضا ان يقف جيشه على اجر ونص وينتظر رد نصرالله ، وطالما ان الرد قائم وحتمي جاء القرار بتل ابيب ان يقوم الجيش باستهداف بنك أهداف لحزب الله في لبنان وسوريا وذلك عبر فرض أمرين اولا استعجال رد الحزب بتوقيت استنفار الجيش الصهيوني على كامل الحدود الشمالية وفي غزة والجولان من اجل ان تكون أضرار الرد ضمن ما يحتمله نتياهو وجبهته الداخلية ومتطلبات حملته الانتخابية؟
ثانيا اذا لم يتم استدرج الحزب لرد سريع فان ذلك سيتحول براي حكومة نتنياهو الى فرصة لضرب بنك أهداف يستهدف مواقع عسكرية ومخازن صورايخ للحزب في سوريا ولبنان مما سيحقق الرغبة الاسرائيلية بتنفيذ اجندة استهداف للحزب يقابلها رد واحد من الحزب بالجملة وليس بالمفرق ..
لكن كل ذلك لا يغفل واقع يغفله نتياهو بان حزب الله كعادته لم ولن يعمل او يستدرج على رد بالتوقيت والثمن الذي يريده او يتوقعه العدو ، وهو ايضا لن يقبل باجندة أهداف اسرائيلية تبقى بدائرة حدود الاشتباك الذي تريده تل ابيب ؟ ومن قال او اوحى لنتنياهو ان استمرار التصعيد بعد عدوان عقربا والضاحية سيبقى ضمن ميزان الرد وليس التدحرج نحو حرب مفتوحة يهرب منها نتياهو الى الامام وفي كل الاتجاهات ..#يتبع
عباس المعلم-اعلامي لبناني