نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تقريراً تناولت فيه رد “حزب الله” المرتقب على الغارة الإسرائيلية على عقربا التي أودت بحياة العنصريْن في الحزب حسن يوسف زبيب وياسر أحمد ضاهر وسقوط الطائرتيْن الإسرائيليتيْن المسيرتين في الضاحية.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي محمد عبيد تأكيده أنّ “حزب الله” سيرّد، قائلاً: “لا يمكن لأحد إقناع “حزب الله” بعدم الرد. تُبذل جهود لإقناعه، إلاّ أنّ هذا لن يحصل”. بدوره، افترض مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر أنّ يكون رد “حزب الله”، إذا ما حصل، مدروساً بعناية، بما يضمن عدم تبرير تصعيد إسرائيلي إضافي من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة.
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، أضاف نادر: “اللبنانيون لا يريدون أي حرب، ولذلك لست واثقاً من أنّ “حزب الله” سيرد قريباً، لأنّ الفائدة صغيرة جداً والمخاطرة كبيرة جداً”.
في ما يتعلق بالموقف الأميركي، لفتت الصحيفة إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تحدّث في حديث إذاعي عن استعداد بلاده لتقديم الدعم الكامل لإسرائيل في حال اندلاع حرب مع إيران، مشيراً إلى أنّه “كلهّ ثقة” بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وتكلّم بوضوح عن حقوق إسرائيل بالجولان المحتل سيقوم بما ينغي ليضمن حماية إسرائيل “الشريكة العظيمة”.
بدورها، علّقت المحللة في معهد الشرق الأوسط، رندة سليم على خطاب الأمين لـ”حزب الله”، السيد حسن نصرالله، الذي أكّد فيه أنّ الردّ حتمي، بالقول: “أعتقد أنّ ما قصده نصرالله هو أنّ قواعد اللعبة القديمة التي وُضعت في العام 2006 بين نصرالله وإسرائيل و”حزب الله”، تغيّرت، وأنّ هذا الاعتداء هو الأول في ظل قواعد اللعبة الجديدة”.
وفي حديث إلى مجلة “ناشيونال إنترست”، تطرّقت سليم إلى التفاهم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ينطوي على إطلاق يد إسرائيل لاستهداف قدرات إيران العسكرية في سوريا، شرط ألاّ تلحق الأذى بالمصالح الروسية والجنود الروس في سوريا، قائلةً: “اعتمدت إسرائيل سياسة واضحة من البداية، وهي تقضي بمنع إيران من التحصن في حديقتها الخلفية”. وفي السياق نفسه، لفتت سليم إلى أنّ “إسرائيل عملت جاهدة لعدم استهداف عناصر “حزب الله” في سوريا”، مضيفةً بأنّ “حزب الله” من جهته ردّ في مزاع شبعا. كما حذّرت سليم من أنّ الطرفيْن “يختبران بضعهما البعض حالياً”، الواقع الذي يفسر سبب فترة انعدام الاستقرار هذه، منبهةً من أنّ نصرالله أوضح أنّ القواعد تغيّرت. في المقابل، رأت سليم أنّ إسرائيل لا تريد مغامرة باهظة الثمن داخل لبنان مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية (17 أيلول).