كتب خالد عياد
إن المرحلة التي تشهدها البلاد اليوم من فوضى وارتباك نتيجة تردي المشهد السياسي، والفشل الذريع لمنظومة الحكم الذي أنتج استفحالا في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، لست اراها الا بمثابة امتحان للقوة والصمود حيث يمتلك كلّ إنسان أحلاماً وأهدافاً كثيرة في الحياة ويسعى لتحقيقها بكلّ قوّته.
وكي يستطيع تحقيقها يجب عليه أن يمتلك إرادة حقيقية تدفعه نحو تحقيق هدفه، كما يجب أن يسعى لاستغلال قوته الذاتية، وأن يثق بالله اولا، ومن ثم بقدراته وبما يستطيع تحقيقه ليصل الى نتائج ترضيه في النهاية.
والبقاء دائما وابدا يبقى للاقوى..
فمن كان ركيكا ضعيفا لن يصمد ابدا، وحتما سيسقط في نهاية الطريق.
وهذه المرحلة هي مرحلة التحدي، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ان التحدى هو الاصرار على الشيء، والمقاومة لاخر نفس لتحقيقه، وهو أقوى وسيلة للنجاح.
فالتحدي يجعل الشخص صبورا ومصرا على ما يقدم عليه بثقة وتفاؤل واصرار على النجاح.
ويكون التحدي فرديا او جماعيا، ولنجاح التحدي الجماعي، لا بد ان يكون الفريق مترابطا مع بعضه البعض ومتفهما لبعضه البعض لاكمال الطريق..
فالناس اليوم، ونتيجة الاوضاع، كلها يائسة، لذا، لا بد ان يكون الاساس قويا ومدعوما.
لا شك ان المرحلة صعبة على الجميع. والقوي هو من يحافظ على مكانته وموقعه في المجال الذي يختص فيه..
فلا ريب انها مرحلة امتحان وتحد، وجميعنا يعرف ان البقاء للاقوى.
ويقول الله تعالى (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)..
فلما التشاؤم والحزن؟ فالايمان يمنعنا من حمل الهم والاكتئاب، طالما ان اقدارنا وامورنا وحياتنا هي بيد من خلقنا.
فالانتصار على الظلم والغبن والمصائب تحتاج الى ايمان وارادة وصبر وروح تحب الحياة.
لا يجب ان يدفعنا التشاؤم والواقع الرديء الى الاستسلام واليأس..
فالتغيير هو حلم قد يتحققفي لحظة زمنية طويلة لكن لا بد آتية.
وها هو الشعب الفلسطيني يناضل منذ عقود والامل يحدوه بتحرير أرضه..
ومن كان يظن انه بعد اكثر من عقدين من الزمن تحرر الجنوب.. وبتنا قوة صامدة مقابل الجيش الذي كان قيل عنه يوما بانه جيشا لا يقهر.