الرئيسية / مقالات / قمة عربية روتينية.. بعد ضياع الأرض ماذا يبقى من السلام؟…

قمة عربية روتينية.. بعد ضياع الأرض ماذا يبقى من السلام؟…

هي قمة “النوم العربية” انعقدت في العاصمة التونسية بدورتها الثلاثين، قمة اريد لها ان تكون فاعلة ومنتجة، فاقتصر مفعولها على الكلام. فجاءت مقررات بيانها الختامي روتينية شبيهة بسابقاتها اي مقررات القمم الاخرى “كلام بكلام”.

في الشكل، كان الحضور الرئاسي العربي شبه مكتمل لا سيما بعد مفاجأة حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان قد اعتذر سابقاً عن المشاركة في اعمال القمة.

وكما في “قمة بيروت” التي عقدت في العشرين من كانون الثاني المنصرم، كان امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نجم الجلسة الافتتاحية، حيث شكلت مغادرته الجلسة بعد انتهاء كلمتي الرئيس التونسي القائد السبسي، رئيس الدولة المضيفة، والامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط مفاجأة، فجاءت وكأنها توجه رسائل عدة لا سيما انها تزامنت مع انتقادات وجهها امين عام الجامعة في كلمته الى كل من تركيا وايران.

وفي الشكل ايضاً جاءت اللقطات التي اخذتها كاميرات المصورين لرؤساء وامراء نياماً اثناء اعمال القمة وضجت فيها مواقع التواصل الاجتماعي لتدل على مدى استهتار بعض هؤلاء ولامبالاتهم بالبنود المطروحة على جدول الاعمال.

اما في المضمون، فجاءت مقررات “اعلان تونس” الذي صدر بعد القمة، روتينية نسمعها في كل مرة يجتمع فيها القادة العرب. فلا هم هزتهم المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين في غزة او الانتهاكات بحق المسجد الاقصى، ولا ادمعت عيونهم  صرخات الاستغاثة التي يطلقها اطفال اليمن.. اما في شأن سوريا فحدث ولا حرج، حيث تكلموا في امورها وهي غائبة وكأنهم اضحوا اولياء امرها فجأة…

وحده الرئيس اللبناني العماد ميشال عون كان الصوت الصارخ المتسائل عن حال سوريا وفلسطين واليمن، فقال:  “هل نريد لسوريا أن تعود إلى مكانها الطبيعي بيننا والى الحضن العربي؟ هل نريد لليمن أن يعود سعيدا وينعم شعبه بالأمن والاستقرار؟ هل نريد لفلسطين أن لا تضيع وتُستباح معها القدس وكل مقّدسات الأديان؟”

الرئيس عون الذي وضع بكلمته النقاط على الحروف فيما يخص استباحة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومن ورائه العدو الاسرائيلي للاراضي العربية ووضع اليد عليها اكد اننا “إن كنا ونحن مجتمعين موحدين بالكاد نقدر على مجابهة هكذا مشاريع، فكيف الأمر إن كنا مبعثرين مشتتين كما هو حالنا اليوم؟”.

كما طلب الرئيس عون ان يطلق على البيان الختامي اسم “اعلان الجولان” الا ان القادة العرب رفضوا طلبه هذا ربما.. لغاية في نفس يعقوب.

اذاً، انتهت القمة وعادت الوفود من حيث اتت شاكرة للرئيس التونسي حسن الضيافة والاستقبال، مزودة ببيان ختامي مليئ بالشجب والاستنكار والتأكيد. بيان يرجو الشعب العربي ان تنفذ بنوده او بعضها على الاقل لمرة واحدة لانه وكما قال الرئيس عون “بعد ضياع الأرض ماذا يبقى من السلام؟”.

ديانا غسطين

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …