لمناسبة الذكرى السادسة والاربعين لحرب تشرين التحريرية صدر عن لقاء الاحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع البيان التالي:
لم تكن حرب تشرين المجيدة عام 1973حدثا عابرا في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي بل شكلت انعطافا”نوعيا “في تاريخ العرب المعاصر ترسخت دلالاتها ومعانيها في وجدان وضمير الشعب العربي كمعلم بارز من معالم النضال الوطني والقومي وملحمة تاريخية مشرقة غيرت الاستراتيجيات وقلبت الموازين والمعادلات وجددت ثقة المقاتل العربي بنفسه وسلاحه وقدراته ورفعت رؤوس العرب عاليا واصبحت بمعاركها وبطولاتها ونتائجها مرجعية عسكرية قائمة على العلم والاستشهاد في سبيل حرية الوطن وتحرير الارض.
ان حرب تشرين التحريرية النبيلة الاهداف السامية المرامي كانت الرد الحاسم على نكسة حزيران وسيكولوجيا الهزيمة التي انزرعت في العقول والارادات مجسدة قومية المعركة مع العدو الصهيوني في وحدة رائعة امتزج معها الدم العربي في سوح المعارك وتعانق رفاق السلاح في حلبات البطولة دفاعا “عن الحقوق والكرامة العربية.
ان سوريا المنتصرة في حرب تشرين مع جيش مصر المأمول ان يتمفصل مع الجيش العربي السوري البطل بوحدة الدم والمصير لاعادة لحمة العرب واسقاط مفاعيل كامب ديفيد المشؤوم،ان سوريا هذه وجيشها العربي السوري مرتكز معركة المصير القومي شهدت أعتى وأقسى مؤامرة كونية في السنوات الاخيرة لضرب وحدتها واشغال جيشها وتشتيت قدراتها بتكافل حاقد بين الرجعية العربية واميركا واسرائيل تأسيسا على ربيع عربي زائف تدميري أمعن في تشتيت كياناتنا وتمزيقها الى فئويات وخصوصيات هادمة للنسيج الوطني وكالعادة ومن وحي تشرين التحرير فان سوريا المنذورة للنصر والعز القومي تنتصر بجيشها وشعبها وحكمة وصلابة قائدها الرئيس الشجاع بشار حافظ الاسد وتدحر الغزوة الارهابية صنيعة اعراب النفط والصهيونية وتؤسس لاعادة بناء الصرح القومي بعد ان شذت جامعة العرب عن مسارها مرتكزة الى محور المقاومة التي شكلت سوريا عضدها وعصب انتصاراتها الى جانب تضحيات شبابها الميامين، لاعادة لم الشعث العربي وتصويب وجهة الصراع نحو فلسطين حيث هم الامة القومي وحقها في ارضها ومقدساتها.
وختم البيان بالتحية الى القامات الشامخة من المقاتلين الذين تسابقوا الى الشهادة من تشرين التحرير الى الانتصارات في الجنوب وجنوب الجنوب شهداء ابرار يتوهجون نجوما” زهرا” ونبراسا” خالدا” للاجيال ويعلنون للتاريخ ان امة انجبت هؤولاء الرجال من سيناء الى الجولان وعيتا الشعب ومارون الراس وغزة وفي كل بقعة عاث فيها الارهاب في سورياوكل مواقع العز هي امة الحق الذي لا يموت والارض التي لا تضيع.