صحيفة الأخبار
أرسل عدد من السجناء في مبنى «المحكومين» في سجن رومية صوراً تُظهر تعرّض عدد منهم للضرب على يد عناصر فرقة مكافحة الشغب التي اقتحمت المبنى لقمع التحرك الاحتجاجي الذي قام به هؤلاء تزامناً مع انعقاد الجلسة التشريعية في مجلس النواب الثلاثاء الماضي، مطالبين بإقرار قانون العفو العام ولإظهار حجم المعاناة التي يعيشونها بفعل الإهمال الطبي وفقدان الأدوية وانخفاض كمية الطعام.
صحيح أن هذا التحرّك الاحتجاجي كان محضراً سلفاً، إلا أن انقطاع المياه عن السجن في هذا اليوم أدى إلى ازدياد انفعال السجناء الذين تسلّقوا الباب الحديدي، وأقدم أحدهم على تشطيب بطنه ورمي نفسه من على مسافة عالية بقصد الانتحار، قبل أن يتلقّاه زملاؤه قبل وصوله إلى الأرض.
وبعد ساعتين على انتشار الفيديو، اقتحمت القوى الأمنية ومعها «مكافحة الشغب»، الجناح الذي يضم نحو 70 سجيناً. وبحسب روايات السجناء والصور التي أرسلوها من داخل الزنازين، استخدم العسكريون الهراوات والعصي لضرب السجناء على وجوههم، بالإضافة إلى السياط.
وأشار أكثر من سجين إلى أن الإصابات كانت بغالبيتها على الوجه والظهر (جلداً)، مع إصابات في الرؤوس والصدور وبقية أنحاء جسده، كما نقل عدد كبير من السجناء إلى زنازين انفرادية.
وأصدر سجناء مبنى المحكومين أمس بياناً حمل عنوان «أطلقوا سراحنا فوراً لأننا نموت في سجون لبنان» شرحوا فيه معاناتهم، وجاء فيه: «لم نكن نتحرّك خوفاً من ضربنا من قبل مكافحة الشغب، لأنهم يضربوننا ثم يرحلون لنداوي بعضنا بعضاً، لكن اليوم ما عادت تفرق معنا، إذ إن الموت أفضل من الذل».